الراقصة والطبال.. كلنا أحبننا الفيلم عدا «أحمد زكي»

الأحد، 11 نوفمبر 2018 07:00 م
الراقصة والطبال.. كلنا أحبننا الفيلم عدا «أحمد زكي»
احمد زكي
كتب – معتمد عبد الغني

الجملة المعتادة لدى معظم الفنانين عند سؤالهم عن أحب الأعمال الفنية التي قدموها هي :"كلهم أولادي".. لكن الفنان الراحل أحمد زكي كانت لديه إجابة مختلفة: "كلهم أولادي عدا.. الراقصة والطبال".
 
اعتبر أحمد زكي أن فيلم الراقصة والطبال (1984)، من أسوأ الأدوار في تاريخه، السبب لم يكن بسبب ضعف إيردات شباك التذاكر، لقد حقق نجاحًا رهيبًا عند عرضه الأول في سينما ميامي، وبطبيعة الحال النجم الأسمر كانت يتخطى قصة الإيردات ببعض الأفلام التجارية الخفيفة التي يقدمها بين الحين والآخر، قصة الإيردات تلك قد تليق بموقف عادل إمام من فيلم "الحريف" لمحمد خان، الذي لم يحقق نجاحًا في دور العرض وقتئذ، لكن الزعيم في ذات العام 1983، قدم 7 أفلام دفعة واحدة، تصدر الإيرادات منهم فيلم "عنتر شايل سيفه".
 
105-featured_big
 
بالنسبة للقيمة الفنية، فيلم عن قصة لإحسان عبد القدوس، وإخراج أشرف فهمي، وبطولة نبيلة عبيد -الحاصلة قبل هذا الفيلم بعام واحد على جائزة أحسن ممثلة عن فيلم "لا يزال التحقيق مستمرًا"- مع مشاركة متميزة لعادل أدهم، بديهيًا سوف يتحقق النجاح النقدي.. وعندما علم أحمد زكي بالمشاركين في "الراقصة والطبال" كان سعيدًا جدًا، لكن بعد عرض الفيلم تحول حماسه إلى غضب.

القصة من البداية
بعد النجاح الجماهيري والنقدي الذي حققته نبيلة عبيد في فيلم "لايزال التحقيق مستمرًا"، عن قصة  إحسان عبد القدوس، قررت إعادة التجربة وطلبت منه ترشيح إحدى قصصه لتقديمها في عمل سينمائي، ووقع الاختيار على "الراقصة والطبال"، وبدأ السيناريست مصطفى محرم في معالجة النص ليصلح للسينما، وفي ذات الوقت، بدأ مخرج السبيعينات الجرئ أشرف فهمي، يوزع الأدوار الرئيسية، ورشح عادل إمام للقيام بدور الطبال.
 
في استوديو نحاس، سرد السيناريست مصطفى محرم القصة لعادل إمام، الذي تحمس للفكرة، وأكد أنه سوف يدخل معهم هذا الفيلم، رغم أنه كان يستعد لفيلمه المقبل "عصابة حمادة وتوتو"، ومع ذلك تركت موافقته المبدئية أثرًا طيبًا لدى الكاتب والمخرج.
 

 
بعد استلام عادل إمام النسخة النهائية للسيناريو، حدد موعدًا في شقته لمصطفى محرم، وأشرف فهمي، والأخير بادر بسؤال الزعيم عن رأيه؟.. فأخبره أن دور الطبال لم يعجبه وأنه يفضل القيام بدور زوج الأخت الذي قدمه عادل أدهم بعد ذلك، عندئذ صاح فهمي:"يالا بينا"، وخرج من شقة عادل إمام دون أن يصافحه.
 
بعد ذلك وقع الاختبار على محمد صبحي، الذي رفض الدور أيضًا متحججًا بأن المسرح يأخذ كل وقته، لكن الحقيقة أن سبب رفض صبحي كان أيضًا دور "عادل أدهم"، مساحة الكوميديا التي توفرت في شخصية زوج الأخت المغيب دائمًا، كانت أكثر تأثيرًا من شخصية الطبال الجادة، الذي يعاني من أزمة نظرة المجتمع لمن يقف وراء الراقصة.

لماذا أحمد زكي؟


رشح السيناريست مصطفى محرم، للمخرج أشرف فهمي، النجم الصاعد وقتئذ أحمد زكي، الذي قدم في تلك الفترة أفلامًا جيدة الصنع ولكنها لم تحقق النجاح الجماهيري، في البداية رفض المخرج، لكن السيناريست صارحه بحقيقة أن كل نجم يقرأ السيناريو سوف تقع عيناه على دور "عادل الأدهم"، إلى جانب أن نجوم الشاشة نور الشريف، ومحمود يس، وحسين فهمي، لا يصلحون لهذا الدور، بينما أحمد زكي يمتلك القدرة التمثيلية المناسبة لتقديم تلك الشخصية المركبة.

 

Oo_-fU
 
بحماسة شديدة، بدأ أحمد زكي يتدرب على شخصية "عبده" الطبال، وجسدها ملتزمًا بالسيناريو، لكن عندما شاهد الفيلم اكتشف أنه الوحيد الذي كان جادًا في الفيلم، والكوميديا من نصيب عادل أدهم، ونبيلة عبيد، ونبيلة السيد، وأحمد غانم، ومحمد رضا، لهذا لم يعجبه أداؤه، وصرح بأن دوره هو أسوأ ما قدمه، وعندما سأله السيناريست مصطفى محرم عن الأسباب، قال له: "لماذا لم تخبروني أن الدور كوميدي؟!".
 
لقد فهم أحمد زكي الأمر بشكل عكسي، عندما شاهد الفيلم في السينما، تمنى لو قدم الشخصية بشكل كوميدي، رغم أن المواقف المكتوبة ليس هدفها الإضحاك، اللافت أن فيلم عادل إمام، "عصابة حمادة وتوتو"، الذي رفض من أجله دور عبده الطبال، لم يحقق النجاح التجاري المتوقع، أما الراقصة والطبال، كان نجاحه مدويًا في شباك التذاكر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق