السوشيال ميديا بدأت وسيلة للتعارف ثم ظهرت أضرارها وتفاقمت وطالت هذه الأضرار الأمن القومى للدول، ودعم الإرهاب والضغينة الاجتماعية وحتى الخيانات الزوجية فضلا عن الأضرار الاقتصادية.
ورويدا رويدا سرقت وسائل التواصل الاجتماعى خاصة فيس بوك دور وسائل الإعلام ذات المصداقية فتحولت لوسيلة أخبار كاذبة ومفبركة وموجهة ومغرضة.
وتوسع فيس بوك فى الإضرار بالصحافة ووسائل الإعلام عامة عندما استحوذت على مصدر دخلها الفاعل وهو الإعلانات وهنا استبدلت الشركات والكيانات الاقتصادية وسائل الإعلام التقليدية بالسوشيال ميديا للإعلان عن النشاط خاصة مع سعة انتشار السوشيال ميديا وقلة تكلفة الإعلان فيها.
وتطلق كبريات الصحف العالمية تحذيرات من الدور السلبى لمنصات "فيس بوك" و"تويتر" وغيرهما من وسائل التواصل الاجتماعى الذى أضر صناعة الصحافة والإعلام فى السنوات الماضية، بانتزاع حق عرض المحتوى الإخبارى دون مقابل، رغم الاستحواذ على سوق الإعلانات الرقمية ومنازعة المؤسسات الصحفية فى أرباح الإعلانات.
وحاول مسئولو فيس بوك غسل سمعتهم من تهمة الإضرار بصناعة الإعلام، عندما أجروا محادثات مع 3 ناشرين للصحف فى بريطانيا للوصول إلى خطة جذرية تساعد فى تمويل الصحافة وفق ما كشفا صحيفة "صنداى تايمز" البريطانية.
وتحت عنوان"خطة فيس بوك المخادعة للمساعدة على إحياء الصحافة المحلية فى المملكة المتحدة"، قالت "صنداى تايمز" إن شركة فيس بوك تعمل مع مؤسسات جونستون بريس ونيوزكويست وريتش، المالكة لصحيفة ديلى ميرور، لوضع مشروع يتضمن الاستثمار فى تدريب المراسلين الصحفيين.
ويناقش فيس بوك والناشرين خطة يمكن بموجبها استخدام أموال فيس بوك لتدريب المراسلين على كيفية استخدام منصة وسائل الإعلام الاجتماعية الخاصة بها كمصدر للتقارير.
واعتبرت الصحيفة، الخطوة- المماثلة لنموذج هيئة الإذاعة البريطانية فى شراكات الأخبار المحلية، - اعتراف ضمنى بذنب فيس بوك الناجم عن الضرر الذى طال بسببها صناعة الصحف الإقليمية البريطانية.
وبموجب شراكة الأخبار المحلية، وافقت هيئة الإذاعة البريطانية على دفع 8 ملايين جنيه إسترلينى سنويًا لـ 150 من "مراسلى الديمقراطية المحلية" لخدمة الصحافة الإقليمية.
وتتزامن محادثات فيس بوك والناشرين مع قيادة الصحفية فرانسيس كيرنكروس تحقيقاً حكومياً عن مدى استدامة الصحافة النوعية فيما وصف مصدر مناورة فيس بوك بـ"غير شريفة" تستهدف درء خطر تشديد اللوائح بتكلفة زهيدة للغاية ، مضيفًا: "كن صادقًا حيال ذلك ، إذا كنت ستفعل ذلك ، فما عليك سوى شراء هذه الأوراق".
ولفتت "صنداى تايمز" إلى أن الصحف المحلية تعرضت لفقدان عدد قرائها وعائدات الإعلانات بسبب صعود عمالقة وادى السليكون مثل فيس بوك وجوجل وإى باي مشيرة إلى أن مؤسسة جونستون، التى يعود تاريخها إلى 251 عاما وتمتلك صحف "أى" و"ذا سكوتسمان، و"ذا يوركشاير بوست"، حاولت خلال 18 شهرا البحث عن حل لمنع انهيارها وتوصلت لصفقة من شأنها أن تمنح حملة السندات السيطرة من خلال شركة جديدة تحمل اسم JPI Media ، ما يمهد الطريق لحقن 35 مليون جنيه إسترلينى وتخفيض الديون لـ 85 مليون استرليني ورغم ذلك، ستحول المؤسسة نظام التقاعد الذى يصل العجز فيه لـ 40 مليون جنيه إسترلينى إلى صندوق حماية التقاعد ، ما يؤدى إلى تخفيضات خصصات 250 شخصا.
وشهدت الصحافة الإقليمية "دوامة موت" مستمرة تضمنت تخفيضات كبيرة فى التكاليف، لاسيما مع استفادة "فيس بوك" و" وإى باي" بإيرادات الإعلانات التى كانت مربحة لتلك الصحف فقد تراجع عائد إعلانات مؤسسة "جونستون برس" من 177 مليون إسترلينى فى 2008 إلى 22 مليون فى 2017.
وشملت أضرار السوشيال ميديا إغلاق الكثير من الصحف، وتشريد الآلاف من العاملين حتى أن هنرى فاور والكر، الرئيس التنفيذى لشركة Newsquest اتهم فيس بوك بالاستيلاء على الاستثمارات الضخمة التى يضعها الناشرون الإقليميون فى الصحافة المحلية.