بعد تقرير لـ«نيويورك تايمز».. لماذا يشعر موظو «فيس بوك» بالإحباط والاضطهاد؟
الأحد، 18 نوفمبر 2018 08:00 م
تعيش شركة «فيس بوك» خلال الفترة الحالية أسوأ حالتها، حيث لم يمر على الشركة منذ تأسيسها حتى الآن أسوأ من هذه الفترة، فهى تعانى من أسوأ اختراق على مدار تاريخها، فقد تضرر نحو 30 مليون مستخدم، فى الوقت الذى تسعى فيه الشركة للخروج من أزمة فضائحها المدوية والمتكررة خلال المرحلة الماضية، إلا أن تتابع الأحداث قد لا يتيح لها تلك الفرصة.
اقرأ أيضا: كيف يخطط مسئولو «فيس بوك» للخروج من الأزمات الأخيرة؟.. صحيفة أمريكية تجيب
ويواجه «فيس بوك» أزمة أخرى بعد تقرير مفصل حول كيفية استجابة القيادة للفضائح السابقة، حيث يتفاعل الموظفون مع مزيج من الإحباط مع كبار المسئولين، بسبب أزمة عدم الثقة بعملاق وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب العواطف المتضاربة وسط النقد المتكرر لممارسات الشركة، حيث أدى الشعور بالحصار من قبل وسائل الإعلام المعادية لتوحيد العديد من الموظفين فى الشركة حتى مع تزايد الفزع تجاه قياداتهم.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، سلطت الضوء على إدارة شركة "فيس بوك" لأزماتها المتعددة خلال الفترة الأخيرة، وتناولت تعمد رؤساء الشركة تجاهل الإشارات التحذيرية، واعتمادهم على سياسة الإنكار، حيث أكدت الصحيفة أن موقع التواصل الاجتماعى الشهير، تمكن من ربط ما يزيد عن 2.2 مليار شخص حول العالم، حتى أصبح دولة عالمية فى حد ذاته، مشيرة إلى أنه استطاع تشكيل الحملات السياسية، والسيطرة على سوق الإعلان والحياة اليومية بكافة أنحاء العالم.
ونشرت الصحيفة، الأربعاء، تحقيقاً حول كيفية محاولة القيادة العليا بـ«فيس بوك»، التقليل من شأن الأزمات المتفاقمة والمتتالية، فى الوقت الذى هاجم فيه النقاد الشركة واتهموها بإذكاء معاداة السامية، ما زاد من حدة التوتر بين الموظفين، حيث قال أحدهم لـ«بيزنس إنسايدر»: "إن بعض العمال ينظرون لتقرير نيويورك تايمز باعتباره ورقة لتشويه فيس بوك"، كما كتب أحد المهندسين لزملائهم عبر «فيس بوك بلس»: «يبدو أن لديهم حافزا اقتصاديا لتشويه سمعتنا».
وتناول تقرير "نيويورك تايمز" كيفية تفاعل مارك زوكربيرج، المدير التنفيذى لـ"فيس بوك"، والرئيس التنفيذى للعمليات Sheryl Sandberg، وكبار المدراء التنفيذيين، خلال العام الماضى، مع مختلف الأزمات التى تؤثر على الشركة العملاقة فى مجال التواصل الاجتماعى.
اقرأ أيضا: تفيد الاستخبارات.. هل يتصدى البرلمان لبراءة اختراع تتيح لـ«فيس بوك» معرفة من حولك؟
يأتى ذلك فى الوقت الذى لجأ فيه موظفو "فيس بوك" إلى Blind، وهى شبكة اجتماعية مجهولة، لمناقشة تقرير"نيويورك تايمز"، حيث وكتب أحدهم: "نحن نتبع سياسة الاسترضاء التى لا تترك أحدا سعيدا معنا"، وأضاف آخر: "حتى الآن، كنت أؤيد فريقنا، لكن هذا يبدو سيئًا للغاية ويجعلنى أشكك فى القيادات".
يذكر أن الجهات التنظيمية ومسئولو تنفيذ القانون فى الولايات المتحدة الأمريكية، تحقق فى صفقة "فيس بوك" مع شركة التحليلات السياسية "كامبريدج أنالتيكيا"، والتى عملت لصالح حملة دونالد ترامب فى 2016، وعرضت الشركة لغرامات ومسئوليات كبيرة جدا، فيما تسعى الإدارة الأمريكية لصياغة قانون وطنى للخصوصية يمهد لصراع يستمر لسنوات حول مستقبل الآمال المتعطشة للبيانات المخزنة بـ"فيس بوك".