«زبدة يا فول».. خطة الحكومة لخفض تكلفة الوجبة الشعبية المفضلة عند المصريين
السبت، 17 نوفمبر 2018 02:00 ص
لايمر الصباح على الغالبية العظمى من المصريين دون أن يحتل «طبق الفول» قائمة طعام الفطور على موائدهم، ويعتبر من البروتوكلات السائدة بين جموع المصريين، فتجده على طاولة الطعام صباحا في المنازل، بمختلف الفئات الاجتماعية لأصحابها، كما تنتر عربات الفول على نواصي الشوارع والأزقة، يجتمع عليها الناس بالعشرات، يحرصون على تناول ما أسموه بـ«مسمار» البطن لمنحهم الشعور بالشبع لأطول فترة ممكنة.
تمتاز تلك الوجبة بشعبيتها الواسعة، وانخفاض تكلفتها، كما أنها توفر نفقات باقي وجبات اليوم كونها تحول دون الشعور بالجوع لساعات طويلة، ماجعلها تسيطر على «بطون المصريين» لعقود، وأصبحت من الأطعمة الشهيرة عن المجتمع المصري.
في الآونة الأخيرة، صُدم عشاق الفول، بارتفاع أسعار وجبتهم المفضلة، وعلى الرغم من ذلك لم يهتز عرشها على رأس الأطعمة الشعبية، إلا أن زيادة وتيرة ارتفاع أسعارها دفع شعبة البقوليات والحاصلات الزراعية فى غرفة القاهرة التجارية، إلى عقد اجتماعا بحضور مستوردي الفول والتجار بالعاصمة لبحث أزمة ارتفاع أسعار الفول التي شهدت تحركا بنسبة 30% خلال الفترة الأخيرة بالسوق المحلي نتيجة ارتفاع الأسعار العالمية للفول.
وخلال الاجتماع تم إصدار عدة توصيات للحد من زيادة أسعار البقوليات، وعلى رأسها مطالبة الحكومة بوقف تصدير الفول للخارج وتوفير الكميات المصدرة للسوق المحلى بهدف تحقيق انضباط للأسعار خلال الفترة المقبلة فى ظل تزايد استهلاك المصريين من الفول، وهي الصادرات التي سجلت نحو 96 مليون جنيه في آخر 6 أشهر، النصف الأول من عام 2018، حسبما أوضح أحمد الباشا أدريس، رئيس شعبة البقوليات.
وأوضح «إدريس» أن الدول العربية هي الأولى عالميا في استيراد الفول المصري، مشيرا إلى أن الشعبة ستقوم بتعميم عدد من الارشادات العامة لتقليل استهلاك خلال الفترة المقبلة للتعامل بصورة جيدة مع أزمة نقص المعروض، مشيرا إلى أن 80% من الفول المتداول فى الأسواق موجه إلى المحلات بسبب وقف ظاهرة «تدميس الفول».
وأكد «إدريس» أنه خلال نوفمبر الجاري، استقبلت الموانئ المصرية قرابة 110 ألف طن فول، الأمر الذى أدى إلى حدوث توافر للمنتج فى الأسواق وهو ما انعكس على الأسعار، حيث قللت الكميات المستوردة من حدة الأزمة فانخفض سعر الطن ما بين 500 إلى 600 جنيه، وهي الكميات التي أحدثت حالة من الانضباط فى الأسعار وعلى الأقل أوقفت أى ارتفاع جديد فى الأسعار حاليا، مشيرا إلى أن سد الاحتياجات خلال الفترة المقبلة يقتضى مزيد من التنسيق بين كافة الجهات سواء فى القطاع الخاص أو الحكومة.
وخلال شهر رمضان الكريم، أوضح رئيس شعبة البقوليات، إن الشعبة تسعى لحل الأزمة قبل دخوله لأن الاستهلاك يرتفع خلال الشهر الكريم لـ 3 أضعاف الأيام العادية، مشيرا إلى أهمية زيادة المساحات المزروعة فى مصر مع زيادة الإرشاد الزراعى وكل ما نحتاجه هو زراعة 100 ألف فدان سنويا، لكن حاليا نحن نزرع 15% فقط من إنتاجنا والباقى يتم استيراده من الخارج.
يشار إلى أن أسعار الفول فى السوق المحلى سجلت تحركا ملحوظا فى الأسعار نهاية أكتوبر الماضى حيث كان سعر كيلو الفول البلدى 15 جنيها وارتفع إلى 22 جنيها الآن، والفول المستورد كان ما بين 9 إلى 10 جنيهات وأصبح من 15 إلى 16 جنيها للكيو.