لا يمكن إغفال الدور القطري والتركي في إثارة الفوضى والبلبلة في ليبيا، لضمان استمرار حالة عدم الاستقرار ودعم الجماعات الإرهابية، خاصة بعد الخسائر الكبرى التي تلقتها تلك الجماعات خلال العمليات العسكرية التي شنها الجيش الليبي ضد الإرهابيين.
لم يعد خفيا طريقة التمويل القطري التركي للجماعات الإرهابية في ليبيا، ولعل الواقعة الأشهر هو ضبط اليونان في وقت سابق لسفينة تركيا محملة بالأسلحة كانت تتجه إلى ليبيا، من أجل دعم تلك الجماعات الإرهابية، حيث تحرك كل من أنقرة والدوحة هذه الجماعات المتطرفة لخدمة مصالحها.
وعلى الرغم من افتضاح، أمر الجانب التركي، في دعم المليشيات المسلحة، ومحاولة تنفيذ أجندات خارجية، بهدف بسط سيطرتها على المنطقة العربية، إلا أنها تحاول بين الحين والأخر التملص من الاتهمات المنسوبة لهم، والموثقة ومدموغة بحقائق، كانت تركيا القائد خلالها لمثلث الشر: «تركيا، قطر، إيران».
فعلى طريقة العروض المسرحية، تحاول بين الحين والأخر إسطنبول، الخروج من الاتهمات، بشكل دراماتيكي والحصول على «السوكسية المسرحي»، وكأنها بريئة مما ينسب إليها، وكان أخر تلك المحاولات، خلال مؤتمر: «من أجل ليبيا»، الذي أقيم في مدينة «باليرمو» الإيطالية، عن طريقا سيناريو رسم بدقة من قبل الجانب التركي، ولعب دور البطولة خلاله نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي.
مؤتمر «من أجل ليبيا»، تجاهل التواجد التركي، وتم معاملتهم، وكأنهم غير مرئين، وهو ما دفع نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، لإعلان انسحاب إسطنبول، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي لم يتمكن من التوحد. ومعربا عن خيبة أمله الكبيرة- على حد وصفه.
وقال «أقطاي»، في بيان له (الثلاثاء) عقب انتهاء المؤتمر: «نعلن انسحاب تركيا من المؤتمر بخيبة أمل عميقة.. للأسف لم يتمكن المجتمع الدولي من التوحد هذا الصباح». وأضاف: «الأزمة الليبية لا يمكن حلها طالما استمرت بعض الدول في اختطاف العملية السياسية لمصالحها الخاصة. هؤلاء الذين تسببوا في الأزمة الحالية برمتها لا يمكن أن يساهموا في حلها».
الانسحاب التركي، لم يشكل أزمة للجانب الليبي، خاصة وأنه أصبحا معلوما للجميع دعم الأتراك، الذين ينفذون أجندة إخوانية، هادفة إلى بسط سيطرتهم على المنطقة، وانطلاقة دولة الخلافة الإسلامية، من تركيا، تحت لواء رجب طيب أردوغان، ديكتاتور تركيا، فقد أصدرت الأطراف الليبية، مسودة البيان الختامي لمؤتمر «من أجل ليبيا» المنعقد في مدينة باليرمو الإيطالية- إلا أنها لم تنسى تركيا والرد عليها- مؤكدة ضرورة اعتماد دستور من أجل تحقيق السيادة.
وذكر البيان أن الأطراف الليبية تؤكد احترامها نتائج الانتخابات ومعاقبة من يحاول عرقلة العملية الانتخابية، وضرورة تحمل المؤسسات الشرعية مسؤولياتها من أجل إجراء انتخابات نزيهة وعادلة بأسرع وقت ممكن، مع ضمان توافر جميع الشروط الفنية والتشريعية والسياسية والأمنية، والدعم من المجتمع الدولي. وأعربت الأطراف الليبية عن دعمها للحوار برعاية مصر لبناء مؤسسات عسكرية وأمنية فاعلة تحت الرقابة المدنية وطالبت الإسراع بالعملية.
كانت شبكة «سكاي نيوز» العربية، قبل فترة ليست ببعيدة، أعلنت تورط تركيا في دعم المليشيات المسلحة في ليبيا، عن طريق نشر فيلما وثائقيا يكشف حقائق داعمي الإرهاب في ليبيا، وكيف عملت قطر وتركيا عن طريق أذرعها الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي على نشر الفوضى والخراب في ليبيا.
وكانت بوابة «العين» الإماراتية، أكدت أن دعم الدوحة للمليشيات الليبية بدأ عبر التنظيم الإرهابى المسمى بـ«المجلس العسكرى طرابلس»، بحسب الصحيفة الإماراتية، الدعم بالسلاح والعتاد إضافة إلى إرسال «مرتزقة» إلى باب العزيزية، يرافقون زعيم الجماعة الليبية المقاتلة عبدالحكيم بلحاج تحت غطاء طائرات حلف الناتو، حيث قالت الصحيفة إن الدعم القطرى تم من خلال دعم شخصيات من أطياف مختلفة، مثل رجال دين، منهم «صديق قطر» على الصلابي، وعبدالحكيم بلحاج، وعبدالباسط جويلة، وعناصر إرهابية معروفة ورجال أعمال، مشيرة إلى أنه بمقتل الزعيم الليبى معمر القذافى فى أكتوبر 2011، دعمت الدوحة كتيبة راف الله السحاتي التابعة لإسماعيل الصلابى فى بنغازي.
وكانت وكالة «سبوتنيك» الروسية، نقلت عن مدير المكتب الإعلامي للقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، خليفة العبيدي، تأكيده أن القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، أصدرت تعليمات لقوات الجيش الليبي بالبقاء على حالة التأهب القصوى في منطقة الهلال النفطي، حيث إن جماعات إرهابية تهاجم بين الحين والأخر بعض الأهداف الحيوية جنوب وغرب البلاد، موضحا أن القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر، اطلع على أوضاع الهلال النفطي واستتباب الأمن في تلك المنطقة الممتدة من مدينة أجدابيا شرقا وحتى بن جواد غربا.