لكم الله يا أهل سوريا.. أردوغان يسرق أموال الدمشقيين في تركيا (القصة الكاملة)
الأربعاء، 14 نوفمبر 2018 04:00 م
قبل عدة أشهر دفعت الخسائر الكبرى التي تتلقاها تركيا في سوريا، وقلة نفوذها، بالتزامن مع اقتراب الحملة العسكرية التي يجهز لها الجيش السوري لتحرير مدينة إدلب من المجموعات الإرهابية، وهي المدينة التي يتواجد بها بكثافة القوات التركية، أنقرة إلى إطلاق حملات لطرد اللاجئين السوريين.
وكانت صحيفة «زمان»، قبل نحو شهر من الأن أكدت أن حملات تم إطلاقها في تركيا على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تطالب السوريين بمغادرة البلاد تحت هاشتاج «فليغادر السوريون»، حيث إنه خلال فترة قصيرة بلغت التغريدات التي تحمل الوسم نحو 50 ألف تغريدة، فيما انقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول الأمر، حيث ترى الغالبية أن الوقت قد حان لعودة السوريين إلى بلادهم بينما يرى البعض الآخر أنه ليس من الصائب طردهم من البلاد بهذه الطريقة.
ولكن يبدو أن هناك بضعة أسباب أخرى، دفعت تركيا، لمطالبة اللاجئين بالرحيل، وكان أبرز أخفاء حقيقة التمويلات التي تضح لهم حتى يحصل اللاجئين على نوعا من الحياة الكريمة، التي ترقى أن يعيش فيها الإنسان. كانت السلطات التركية، رفضت تسليم قائمة بأسماء المستفيدين من الأموال المخصصة لمساعدة اللاجئين في تركيا، الشكوك حول كيفية إدارة هذه المساعدات.
وقال ديوان المحاسبة الأوروبي، في تقرير نشر (الثلاثاء)، إنه دقق في مساعدة أولية بقيمة (1.1) مليار يورو مخصصة لحوالي (4) ملايين لاجئ في تركيا، أساسا من السوريين. وقالت العضو في الديوان للصحفيين في بروكسل، بيتينا جيكوبسن: «يمكننا أن نلاحظ بأن الأموال تخصص للاجئين، لكن لا يمكننا أن نتأكد كليا بأن كل الأموال تصل إليهم. هناك شكوك».
وأعرب الديوان عن الأسف لعدم تمكنه من معرفة المستفيدين من المساعدات، من وقت تسجيل الأسماء حتى تلقي المال فعليا، لرفض أنقرة كشف أسماء المستفيدين ونوع المساعدة التي تم تلقيها.
وبحسب المسؤولة التي تعمل منذ أكثر من 3 سنوات في الديوان، فإنها المرة الأولى التي تواجه فيها المؤسسة مثل هذا الرفض. وأوضحت أن وكالات الأمم المتحدة وهيئات أخرى مشاركة في مشاريع مرتبطة بهذه المساعدات "خففت هذه المخاطر"، من خلال فرض مراقبة داخلية.
وفي توصياته، طلب الديوان من المفوضية الأوروبية الضغط على أنقرة لكشف بيانات المستفيدين من الجزء المقبل من المساعدات (3 مليارات يورو نهاية 2018 و2019).
وقال الديوان في التقرير: «في ظروف صعبة ساعدت المشاريع الإنسانية اللاجئين على تأمين حاجاتهم الأساسية، لكن استخدام الموارد لم يكن دائما صائبا».
كما تحدث عن خلافات بين المفوضية والسلطات التركية، حول تطبيق مشاريع مساعدة تتعلق بتأمين المياه وإنشاء شبكة لمياه الصرف الصحي وجمع النفايات. وغادر القسم الأكبر من اللاجئين المخيمات للعيش في المدن.
ويرى الديوان أن «فعالية» المشاريع الإنسانية يمكن تحسينها، منتقدا عدم تحقق المفوضية بشكل صحيح وشامل ما إذا كانت التكاليف المدرجة على الموازنة معقولة عند دراستها.
كانت الفترة الأخيرة، شهدت تعرض عدد كبير من اللاجئين السوريين في تركيا، البالغ عددهم حوالي 4 ملايين، إلى عمليات استغلال «بشعة وغير قانونية»، حيث يتم تجاهل كل حقوقهم الأساسية، وفق ما ذكر تقرير لموقع صحيفة «أحوال» التركية.
وذكر المصدر أن اللاجئين يشتغلون في كل المجالات، مثل الفلاحة وإصلاح السيارات والتعدين والبناء، إلا أنهم لا يستفيدون من الامتيازات التي يكفلها لهم قانون الشغل. ولا يحصل هؤلاء العاملون على حقوقهم الأساسية في العمل مثل الإجازة السنوية وعطلة نهاية الأسبوع ومكافأة العمل الإضافي ومكافأة نهاية الخدمة.
وقال تقرير للموقع تحت عنوان: «عمالة رخيصة.. العمال اللاجئون في تركيا بلا ثمن»، إن أكثر اللاجئين الذين يعانون من هذه التجاوزات هم السوريون، مضيفا: «يبلغ متوسط أجر العامل السوري نصف أجر نظيره التركي.. كما أن هذه الأجور يتم دائما دفعها متأخرة أو لا يتم دفعها على الإطلاق».
وتفضل الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم تشغيل اللاجئين في الوظائف، التي تحتاج إلى عدد كبير من العمال، وذلك بسب انخفاض تكاليف أجورهم، بالإضافة إلى قدرة الشركة على فصلهم من العمل وقتما شاءت.
وقال صاحب شركة إطارات في أنقرة، يوظف اثنين من السوريين وأحد العراقيين: «إنهم لا يمانعون في العمل أكثر من اللازم. فهم يعملون حتى الثامنة أو التاسعة مساء. أقوم بتشغيل ثلاثة لاجئين مقابل تكلفة عامل تركي واحد. نحن نستفيد وهم يستفيدون. إنهم يكسبون لقمة العيش».
وتواجه اللاجئات العاملات ظروفا أسوأ بكثير، من بينها الاستغلال والتحرش الجنسي والمضايقات والاعتداءات، كما أنهن لا يستطعن تقديم أي شكوى رسمية «لأنهن يشتغلن بشكل غير قانوني»، وفق الموقع ذاته.
وحسب وزارة الداخلية، فإن 1.66 مليون لاجئ سوري في تركيا هم من الأطفال دون سن 18 عاما. وذكر التقرير أن الكثيرين منهم يعملون في شركات النسيج وورش إصلاح السيارات والمحلات التجارية والمطاعم والمخابز، ويحصلون على دولارين أو أربعة على الأكثر في اليوم.
كانت الصحيفة التركية، أشارت إلى أن النقاش يدور حاليا حول المناطق التي تسيطر عليها تركيا في حال سيطرة النظام السوري على مدينة إدلب، بعد أن أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عدة مرات خلال البضعة أشهر الأخيرة أنه يتوجب على الدول غير المدعوة في سوريا مغادرة الأراضي التي تسيطر عليها، لافتة إلى أن المقصود بالمدعوة الدول التي استدعها نظام الأسد، في حين أن تركيا تسيطر على عفرين وخط جرابلس وأعزاز على الرغم من اعتراضات النظام السوري.
وأوضحت الصحيفة التركية، أنه من المحتمل أن تضغط روسيا على تركيا لمغادرة عفرين وجرابلس وتركهما للنظام السوري عقب السيطرة على إدلب، حيث كان يتم نقل الإرهابيين وأسرهم باستمرار من المناطق التي تستردها قوات الجيش السوري إلى إدلب على مدار سنوات الحرب المندلعة في سوريا خصوصا في الأشهر الأخيرة، وعقب أعمال النقل هذه التي تمت من حلب ودير الزور ومناطق أخرى داخل سوريا بتدخل من تركيا أصبحت إدلب تضم حاليا 3.5 مليون سوري وفقا لبيانات الأمم المتحدة.
وكانت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أعلنت أنه لن يكون هناك سلام مع الإرهابيين من أتباع تنظيم «القاعدة» المتواجدين في إدلب السورية، متابعة أن المطالب التي تتلخص في ترك الإرهابيين الذين يحتجزون الملايين كرهائن في إدلب لفترة مطولة غير مقبولة، لا يمكن أن يكون هناك سلام مع الإرهابيين المتواجدين في منطقة خفض التصعيد في إدلب.