هل تكتب رئاسة «الريسوني» لاتحاد علماء المسلمين نهاية التنظيم الدولي للإخوان؟ (صور)
الخميس، 08 نوفمبر 2018 04:00 م
تشير مجموعة من المواقف يوما بعد يوم لما يشهده التنظيم الدولى للإخوان من اضطراب في سياساته الداخلية، تعكس ملامح لتصدعه داخليًا ما من شأنه القضاء على تلك الأسطورة الإرهابية التي طالما عانت منها دول المنطقة، بدعم من جهات مختلفة في مقدمتها قطر وتركيا.
إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مثلّ وجه بارز لجماعة الإخوان الإرهابية على مدار السنوات الماضية، وكانت أهدافه واضحة بشكل تام، وخاصة أن الداعية الهارب من أحكام القضاء المصري، يوسف القرضاوي ترأسه خلال تلك السنوات، والتي شهدنا خلالها تصريحات وفتاوى له عملت على إثارة وتأليب الرأي العام في دول عربية فاعلة في المنطقة، إلى جانب فتاوى حملت التحريض ودعم الإرهاب.
يوسف القرضاوى
اقرأ أيضًا: هل قرر «القرضاوي» الخروج من الحياة السياسية؟.. عبدالخالق عبدالله: انتهت صلاحيته
وجهان لعملة واحدة
«القرضاوي» خرج معلنًا خلال كلمة له في فعالية لـ«اتحاد الإرهاب» السبت الماضي عن تنحيه عن الحديث والخطابة، مشيرًا إلى أنه بصدد تسليم راية الإتحاد. وهو ما حدث بالفعل حيث أعلن الاتحاد (الأربعاء) عن تولي المغربي أحمد الريسوني منصب رئيس الاتحاد خلفًا لـ«القرضاوي».
القرضاوى
ولا تختلف توجهات «الريسوني» عن يوسف القرضاوي، فكلاهما له تاريخ طويل في دعم جماعة الإخوان الإرهابية، والتبعية لتنظيم الحمدين - حكومة قطر - ونظام الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان وحلمه بالـ«خلافة الإسلامية» المزعومة.
كما أنهما ضمن قوائم الإرهاب التي وضعتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب في أعقاب إعلان مقاطعة الدوحة إثر ثبات دعمها وتمويلها للإرهاب وزعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة.
شخصية إرهابية
ويرى مراقبون بحسب صحيفة «العرب» اللندنية أن ابتعاد «القرضاوي» عن «إتحاد الإرهاب» لا يعني انتهاء إرثه، مع الإشارة إلى أن توجهات وسياسات يوسف القرضاوي أصبحت عاملًا رئيسيًا في تشكيل شخصية الإتحاد.
ويبلغ «الريسوني» من العمر 65 عامًا، وله علاقات قوية مع قيادات من جماعة الإخوان بالمغرب. كما أسس عدد من الجمعيات ذات التوجهات الإخوانية في المغرب مثل: الجمعية الإسلامية بالقصر الكبير - الدعوة والشروق الإسلامية - ومجموعة التوحيد.
الريسوني
تراجع إخوان مصر
هذا ويعتقد بعض الخبراء في الحركات الإسلامية بأن انتخاب «الريسوني» ربما يُعد ملمحًا حول تراجع فعالية العناصر الإخوانية المصرية وخاصة بعد تحطم مشروع الإخوان في مصر منذ ثورة 30 يونيو في عام 2013؛ وبالتالي انتقالها لمناطق أخرى مثل المغرب وتونس. وهنا تجدر الإشارة إلى أن النسبة الأكبر من أعضاء مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تتكون من إخوان المغرب.
تصدع وإنشقاقات
وحول الأبعاد التي يشير إليها قرار تولي «الريسوني» خلفًا لـ«القرضاوي» لرئاسة «إتحاد الإرهاب» يرى الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، عمر عبدالمنعم أنه ربما يشير إلي بداية تصدع في تنظيم الإخوان الدولي بشكل عام. وأوضح في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» أن الإتحاد نفسه ربما يشهد بعض الإنشقاقات في ظل الإنحيازات المختلفة بين أعضاء الإتحاد وتبني بعضهم دعم النظامين القطري والتركي. كما أشار «عبدالمنعم» إلى أن الفترة المقبلة ربما تشهد وضع «اتحاد الإرهاب» على قوائم دولية للإرهاب ما يضعه وأعضاءه في ورطة حقيقية.
أحمد الريسوني