مصر الثالثة عالميا.. هل ينجح مجلس النواب في وضع ضوابط لـ«الولادة القيصرية»؟
الخميس، 08 نوفمبر 2018 08:00 صمصطفى النجار
تحولت "الولادة القيصرية" التى يستخدم فيها الطبيب تقنية جراحية لتوليد الجنين، وتتلخص هذه التقنية الحديثة نسبيًا القيام بشق البطن فوق الرحم من أجل إخراج الجنين والمشيمة، هذه التقنية رغم أنها كانت منبوذة من قبل النساء، لما فيها من آلام، إلا أنها أصبحت ملازًا لتقصير آلام الولادة الطبيعية، وطول الانتظار، كما أن جنون صيحة اختيار ميعاد الولادة يشغل بال الأمهات المنتظرات بخلاف الأسباب المرضية التى قد تدفع البعض منهن لاتباع هذه الطريقة، لتصبح الآن الولادة القيصرية الأكثر انتشارًا في مصر، ما دفع مجلس النواب للاهتمام بهذه الظاهرة الطبية، والبحث عن سُبل لحماية صحة الأمهات، لتهنئ كل واحدة بالعبارة الشعبية القائلة: "ربنا ينتعك بالسلامة"، وهى عبارة مصرية دارجة معناها موازى لعبارات "شدي حيلك"، و"يارب تقومى بالسلامة"، وكلها دلالتها تحمل دعوة بالاستشفاء العاجل من المخاض.
وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، الدكتورة إيناس عبد الحليم، تقدمت بطلب إبداء اقتراح -أحد أدوات النائب البرلمانى تحت قبة مجلس النواب- بخصوص وضع ضوابط لجوء الطبيب إلى الولادة القيصرية، مؤكدة أن مصر تحتل المرتبة الثالثة فى ارتفاع معدلات الولادات القيصرية بها، حيث بلغت النسبة 52%، لتكسر القاعدة التى وضعتها منظمة الصحة العالمية، بألا تتجاوز نسب الولادات القيصرية فى أى مجتمع عن 15%، ما يشكل خطورة كبيرة على المجتمع مسببا مضاعفات غير محسوبة على الأطفال وأمهاتهم.
"لم تعد عملية الولادة القيصرية صعبة ومعقـدة، بل أصبحت عملية روتينية بفضل التطورات الطبية في مجالات متعددة، كالتخدير وغيرها، إلا أنها محفوفة بالمخاطر الجمة على حياة الحامل، فهي ليست الأسلوب المثالي للـولادة، إلا في الحالات الضرورية، ومن الناحية العلمية، فهنالك أسباب متعددة للجوء للعملية القيصرية، مثل سرعة إنهاء الحمل، لخطورة معينة تحدق بحياة الطفل أو الأم، أو بسبب تعذر عملية الولادة الطبيعية لأسباب متعددة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، وضعية الطفل داخل رحم الأم، أو لأسباب تتعلق ببنائية حوض الأم وغير ذلك، بالإضافة إلى أنه يوجد أسباب أخرى قد ظهرت في اللجوء للعملية القيصرية، منها حب السيدات للراحة وعدم الرغبة فى المعاناة، وإنهاء الحمل بسرعة، وعدم مواجهة أوجاع الولادة، مع العلم أن هذا السبب ليس مبررا مقنعا للجوء للعملية القيصرية، فهناك طرق متطورة جــداً للحد من الأوجاع وإنهاء الولادة بالطرق الطبيعية، ولكن للأسف لا يتم شرح هذه الأمور بشكـل موضـوعي للحامل"، هذا ما أكدته وكيل لجنة الصحة بالبرلمان.
وأوضحت النائبة البرلمانية، أن ما نراه من مشاكل الآن له عدة جوانب، منها تحكم المريضة وأهلها في نوع الولادة، وطلبهم أن تكون قيصرية، لقناعتهم أنها أكثر أمانا للأم والطفل، ويمكننا القول بإن الولادة قيصرية بناء على رغبة المريضة يعتبر كارثة، لأن الطبيب يتحرك لاتخاذ الإجراء الطبي المناسب، وليس وفقا لرغبة المريضة.
وانتقدت الدكتورة إيناس عبد الحليم، لجوء بعض الأطباء للعملية القيصرية، لجني أرباح مادية أكبر، وهذا يخالف شرف المهنة، فيتجنبون الولادة الطبيعية لقلة إيراداتها، واختصاراً للوقت والجهد، كون الولادة الطبيعية تشغل الطبيب ساعات كثيرة، وخاصـة في فترة الليل، فاستخدام العملية القيصرية مع التحضير لها، لا يزيد عن أربعين دقيقـة، مستغلين عدم وعي السيدات بعواقب ومخاطر العمليات القيصرية، ومن بينها زيادة فرص انسداد الأوعية الدموية والتخثر "تجلط الدم في هذه الأوعية".
من أجل الحد من العمليات القيصرية، أنه يجب على كل طبيب وقبل البدء فى اتخاذ القرار بأن تكون الولادة قيصرية من عدمه، وكتابة تقرير يوضح فيه أسباب اللجوء الى الولادة القيصرية، مشفوعة بالمستندات والأدلة التى تؤكد صحة اتخاذ هذا القرار، ويودع بإدارة المستشفى أو المركز الطبي الذي تمت فيه عملية الولادة، ثم يحول التقرير إلى مجلس نقابة الأطباء، وفى حالة ثبوت أنه لا داعي للولادة القيصرية، لاتخاذ الإجراءات القانونية تجاهه، وبعدها يتم تحويل التقرير بناء على شكوى من صاحب الشأن، أو من إدارة المستشفي أو المركز الذي تمت فيه الولادة، نتاج اكتشاف أنه لا حاجة للولادة القيصرية، بحسب ما طالبت به وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب في اقتراحها.