كذبت الاستطلاعات وإن صدفت.. الديمقراطيون يتقدمون على الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي
الأربعاء، 07 نوفمبر 2018 01:00 م
تشهد انتخابات التجديد النصفي الأمريكية، ردود أفعال وآمال متباينة بين قطبي الصراع الأمريكي الحزب الجمهوري، والديمقراطي، فالأول يراهن على فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك لسيطرته على البيض الأبيض، واستئثاره المطلق بالكونجرس، في ينظر الديمقراطيون لها باعتبارها الأمل الأخير لعودة التوزان المفقود منذ أن تم إعلان فوز الرئيس الجمهوري بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، فى عام 2016، على حساب غريمته هيلاري كلينتون.
اقرأ أيضا: النساء والشباب سلاح الديمقراطيين في المعركة.. هل يخسر رجال ترامب أغلبية "الشيوخ"؟
ولعب الوضع الاقتصادي الجيد للولايات المتحدة الأمريكية، فترة تولي «ترامب» للأوضاع لعبت دورا في تغير العادة التي جرت في السنوات الماضية، بأنيخسر حزب الرئيس فى عهده الأول مقاعد فى الكونجرس فى انتخابات منتصف الولاية الرئاسية، وأبقى الأمور على حالها في وقت ينمو الاقتصاد الأمريكي بقوة وهو الأمر الذى يمثل أولوية مهمة بالنسبة للناخب الأمريكي، والذى يتطلع دائما إلى تحسن الأوضاع الاقتصادية، وبالتالي تبقى فرصة الجمهوريين جيدة للغاية لتحقيق نتائج إيجابية في انتخابات التجديد النصفي.
اقرأ أيضا: ما بعد انتخابات التجديد النصفي.. هل يتفرغ ترامب لهيكلة الإعلام الأمريكي؟
ويشير تجاوز نسب التصويت المبكر في بعض الولايات المستويات المعتادة، إلى الأهمية الكبرى التي تحظى بها تلك الانتخابات، كما أنها تعد إشارة واضحة لحالة التعبئة السياسية التي بلغت ذروتها، في ظل المنافسة التي تحولت من صيغتها المباشرة، بين مرشحي الحزبين لمقاعد الكونجرس، إلى صيغة غير مباشرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسلفه الديمقراطي باراك أوباما.
وجاء حرص الرئيس ترامب على المشاركة فى حشد الناخبين لدعم المرشحين الجمهوريين، من خلال إدلائه بالعديد من الخطابات بالولايات المتحدة الأمريكية، واتجاه الرئيس السابق باراك أوباما بالشيء نفسه، لحشد الدعم لمرشحى الحزب الديمقراطي، لتطغي صبغة الانتخابات الرئاسية على انتخابات «التجديد النصفي» فى مفارقة تبدو غير مسبوقة في التاريخ الأمريكي، وهو الأمر الذي تتجلى فيه التناقضات بين المتنافسين، لتتجاوز مسألة الأجندة السياسية، وتمتد إلى الخلافات الشخصية، حيث وضع الرئيس ترامب سلفه باراك أوباما كهدف شخصى له منذ وصوله إلى البيت الأبيض، حيث سعى جديا نحو تقويض إرثه عبر الانسحاب من الاتفاقات الدولية التى وقعتها إدارته، وعلى رأسها اتفاق باريس المناخى والصفقة النووية الإيرانية.
اقرأ أيضا: "كانت سكرانة".. ترامب يستهزئ بضحية "الاعتداء الجنسى" لمرشحه للمحكمة العليا
اقرأ أيضا: لماذا تنامى الخطاب المعادي للمسلمين بين مرشحي الكونجرس؟.. ترامب يصعد الأزمة
وتظهر الخلافات الكبيرة بين الحزبين الرئيسيين فى الولايات المتحدة، ففى الوقت الذى ركز فيه الرئيس الأمريكى على خطابه القومى، المناوئ للهجرة، موضحا أن الأعداد الكبيرة من المهاجرين الذين يتدفقون على الأراضى الأمريكية سوف يساهمون بصورة كبيرة فى تفشى الجريمة، حرص الديمقراطيون على تقديم مرشحين من ذوى الأصول الأفريقية لشغل مقاعد الكونجرس، وآخرين للمنافسة على مقاعد حكام الولايات.
وأشارت استطلاعات الرأى إلى أن الوضع بالنسبة للديمقراطيين ربما يمكنهم من تحقيق قدر من التوازن مع الجمهوريين فى الانتخابات المرتقبة، خاصة بعد تنامي خطاب الكراهية وما ترتب عليه من أحداث، على رأسها الطرود المفخخة والهجوم على المعبد اليهودى، وهى الأحداث التى حاول الساسة الديمقراطيون استغلالها انتخابيا فى الأيام الماضية للتجييش ضد منافسيهم الجمهوريين.
اقرأ أيضا: إيران ليست الأولى.. قائمة الدول التي فرض علها «ترامب» عقوباته الاقتصادية
إلا أن نتائج استطلاعات الرأى ربما ليست كافية للحديث عن سيطرة الديمقراطيين، فى ظل وجود رئيس غير تقليدى على غرار ترامب، فى ظل قدرته الكبيرة على إشعال الحماسة بين أنصاره ودفعهم نحو المشاركة بقوة وكثافة فى الانتخابات، وهو الأمر الذى يلقى استجابة كبيرة بينهم.
اقرأ أيضا: مع دخولها حيز التنفيذ.. تاريخ العقوبات الاقتصادية على إيران
ولعل انحياز استطلاعات الرأى نحو الديمقراطيين ليس بالأمر الجديد تماما، ففى انتخابات الرئاسة السابقة، أشارت كافة الاستطلاعات إلى فوز المرشحة الديمقراطية آنذاك هيلارى كلينتون، إلا أن النتائج الفعلية لم تكن كذلك ليدخل ترامب إلى البيت الأبيض، فيما اعتبره قطاع كبير من المحللين بأنه بمثابة مفاجأة غير متوقعة، خاصة وأن ترامب لم يكن يمتلك من الخبرة السياسية ما يؤهله للفوز، إذا ما قورن بمنافسته التى شغلت منصب وزيرة الخارجية الأمريكية فى عهد أوباما بالإضافة إلى وصولها للقب السيدة الأولى خلال حقبة زوجها بيل كلينتون.