ظاهرة حمو بيكا وإخوانه تجتاح "السوشيال".. نقاد يفتحون النار على نجوم "الديب ويب"
الثلاثاء، 06 نوفمبر 2018 09:00 م
"الديب ويب" أو النقطة المظلمة للإنترنت مكان يقع فى الشبكة العنكبوتية ،لا يخضع لأى شروط أو رقابة وكذلك لا يمكن تعقب مستخدميه الذين يمكنهم التصرف بحرية تامة، وفى غفلة من الزمن أصبح لهذا العالم الغريب نجوم يتصدرون المشهد.
مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى بدأوا يطلقون مصطلح "الديب ويب" مجازًا على كثير الأشياء التى بدت غريبة وظهرت على السطح، وكأن هناك مجتمعات كانت مختفية فى الأعماق، خرجت إلى العلن بفعل السوشيال ميديا.
بيكا وإخوانه
استطاعت أغنية "رب الكون ميزنا بميزة"،لمغنى المهرجانات "حمو بيكا" على تتصدر موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب" وتحقيق أكثر من 9.4 مليون مشاهدة خلال فترة شهر فقط، وهنا قد يتطرق لأذهان البعض أسئلة من نوعية من هو بيكا؟!، وما هى مميزاته لتحقيق كل هذا الانتشار؟!.
فى مقطع فيديو شهير ، بدا " بيكا" وهو يسجل أغنيته،بطريقة غير مألوفة ، وفى استديو تحت " بير السلم" وخلال عملية البحث على مواقع التواصل الاجتماعى عن ظط شخصية " حمو بيكا" ستكشف وصوله إلى فئات ليست من المهتمين بسماع ما ينتجه من أعمال.
أصبح إفيه "رب الكون ميسنا بميسة"! بطريقة نطق بيكا لكلمات أغنيته الشهيرة، من الافيهات بالشارع ، ما دعا حتى بعض الأطفال إلى طريقته فى القاء كلماتن الأغنية.
المثير للسخرية أن شخص يُدعى "مجدى شطة" وجه رسالة لمن أطلق عليهم "الفانز" بأنه لن يكون متواجدًا فى حفلة بيكا ولا يجب استغلال اسمه فى مثل هذه الدعاية!، فإن الموقف ربما يكون كوميدياً إلى حد ما لكن إذا ما رأيت الجانب الآخر من تجاوب البعض مع ما يقدموه من أعمال هنا ستشعر أنك أمام ظاهرة ينبغى التوقف عندها.
الملحن الكبير حلمى بكر قال :"نتحدث دومًا عن الاعتناء بالشباب لأنهم المستقبل، ومن هذا المنطلق لابد النظر لهؤلاء الشباب الضائع المنتشرين على المواقع ويدعون أنهم يغنون، وعندما تستمتع لمن يغنون، تجده جريمة ترتكب فى حق البلد أكثر من العمارات المخالفة".
ويضيف الملحن الكبير :"أطالب بمداهمة مواقع الأغانى الهابطة، ونحن لدينا قانون طوارىء، يتم اتهامهم بالإساءة للذوق العام لأن من يسمع تلك الأغانى بالتأكيد "هيلطم" من كثر القبح"، مضيفًا :"إذا طالعت موقع توك توك أو المهرجانات الفلانى، ستجد محتوى أقل وصف له بأنه دعارة فنية".
وتابع بكر :"للأسف الأصوات الرديئة تؤذى الأصوات الجيدة، فهى مثل حشرات الزرع التى تتغذى على الثمار الصالحة، وتسيء للذوق العام، فكيف يمكن لموهبة جيدة تظهر وسط هذا المستنقع"، مشددًا على ضرورة تطهير عالم الفن من مثل هذه الأصوات.
وتعليقًا على تحقيق أغنية لمغنى المهرجان "حمو بيكا" 9 مليون مشاهدة وانتشر اسمه على مواقع التواصل الاجتماعى، قال الملحن الكبير :"سأضرب مثل توضيحى إذا فتحت موقع الفيديوهات ووجد فيديو مكتوب عليه "اسمع المكالمة الجنسية لفلان"، ستجد أنها تحقق ملايين المشاهدة، بينما فيديو آخر لكتب كتاب علان فإنه لن يحقق أى مشاهدة، وعلى هذا الغرار تجرى الأمور فى الفن لأن الممنوع مرغوب.
وحول رؤيته للوسط الفن فى الفترة القادمة، يقول حلمى بكر :"نحن نسير فى الطريق الخاطئ، وستؤدى فى النهاية إلى ضايق راديتنا لأننا لدينا جيل يتعامل مع هؤلاء، مما يؤدى إلى القضاء على فن السينما والغناء".
لا يقتصر "الديب ويب" فقط على أمور مغنين المهرجانات بل أن هناك العديد من الأشياء اللافتة انتشرت من فقرات فنية غريبة تقدم فى أفراح، على سبيل المثال لا الحصر، انتشر فيديو منذ فترة لمجموعة من الأشخاص يرقصون وهم "ملفون فى سجاجيد"!، وأشياء أخرى من هذا القبيل ما يطرح سؤالا هاما وهو كيف التصرف إذن مع مثل هذه الظواهر التى تلقى استجابة من البعض خصوصا الصغار الذين يقلدونها دون وعى منهم، ومبررهم أنها أصبحت "ترند".
الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام الأسبق، ترى أنه إذا رغبة وسائل الإعلام أو أى جهة أخرى فى رفع الذوق العام فيجب عليه، إلقاء الضوء على الفن الراقى، مشيرة إلى أن كل زمن يكون فيه ظواهر شاذة لكنها تختفى دومًا امام الرقى، والعملة الجيدة تطرد الرديئة فى النهاية.
وطالبت عميد كلية الإعلام الأسبق وسائل الإعلام بتشجيع الأصوات الجيدة، وكل ما هو موهوب فى الفنون بشكل عام من أجل رفع الذوق لدى المجتمع، موضحة أن الأجيال عندما تجد أمور جيدة فإن تلقائيًا تطرد الأشياء الرديئة أخرى.
وحول إمكانية استمرار مثل هذه الظواهر السلبية فى ظل طغيان السوشيال ميديا، تقول الخبيرة الإعلامية :"للأسف من وقت نجد الأمور السيئة منتشرة على السطح، والمشكلة الأكبر أن القبح بدى مألوفا فى كل شىء، وتعود المجتمع عليه مؤشر خطير، خصوصا أن هذه المظاهر القبيحة ليست فى الغناء فقط، إنما فى كل شىء حتى فى المظهر الخارجى والملابس وأسلوب التعامل، مشددة على أهمية مواجهة تلظ الظواهر السلبية عبر نشر التجارب الإيجابية.