الرئيس يخاطب شباب العالم.. ماذا قال السيسي عن فلسطين والعراق والعلاقات مع الدول النامية؟
الإثنين، 05 نوفمبر 2018 12:37 م
تناول الرئيس السيسي عبد الفتاح السيسي أمس في حواره المفتوح مع مجموعة من الشباب بفعاليات اليوم الثاني لمنتدى شباب العالم المنعقد بشرم الشيخ، الكثير من القضايا التي تهم المجتمع المصري، داخليًا وخارجيًا، فمن الملف الاقتصادي تحدث الرئيس عن ما يسمى بـ «صفقة القرن» وقضايا العراق وليبيا.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن ليس بإرادة أحد منا من البشر فجوة الأغنياء والفقراء من الدول، بل بإرادة دولية تتطلب برامج لذلك، متسائلا:" هل نحن مستعدين لأن نتقاسم من خلال الصناعات التى يتم السماح بوجودها فى بلاد زى بلادنا؟.. مهما قدمنا من مشروعات زراعية وخدمات فلن تلبى طلبات 100 مليون».
وأضاف الرئيس خلال حواره مع الشباب :«نعمل بكل جهد على تسهيل وتيسير كل الإجرايات التى تؤدى لجذب المستثمرين لتحسين ظروف العمل والاستثمار ولكن يبقى الإرادة الدولية بالسماح لوجود بعض الصناعات فى مصر أو غيرها من الدول الإفريقية، فالدولة المتقدمة تريد الحفاظ على مستوى معين من الحياة وتعلم أن حفاظها على ذلك يتطلب امتلاك صناعات بعينها وتطويرها، والسؤال هل هذه الدول مستعدة للمشاركة مع دول أخرى فى هذا الأمر؟».
وعن المساعدات التي تقدم للدول واصل الرئيس قائلًا : «مفيش دولة يمكن أن تعيش العمر كله على المساعدات والمفروض مفيش شعب يقبل ذلك طوال العمر، ومحدش يقدر يصرف على دولة بحجم مصر فيها 100 مليون.. المطالب هائلة وكل دولة تجرى وتتقدم لصالح شعبها.. والمفروض نعمل ونصبر ونكدح لتحقيق الحد المناسب من مطالب شعوبنا.. إجابتى تحددها الإرادة الدولية من خلال تفهم المجتمع الدولى وخاصة الدول الغنية، ولا يمكن أن تعيش دولة بمعزل عن الدول الأخرى وعدم استقرارنا بلا شك سيصل إلى الدول الأخرى».
وتابع :"لا يوجد حكم للأبد.. الأمر ينتهى بعمر الإنسان.. لكن الشعب يغير إذا أراد التغيير.. والدولة ماشية بشعبها، والمسئولين موجودين بدواوين الحكومة.. والتقدم لا يصنعه الرئيس بل شعب الرئيس والدولة.. وقد يكون الحكومة والرئيس جزءا من الفساد لأنها تشجعه أو تسكت لكن من يفعل ذلك، المواطنين، وإذا كان الخيار بين الوضع الصعب ووضع أصعب منه رأيتموه خلال الـ 3 سنوات الماضية حينما سيطرت داعش على العراق وسوريا.. فالخيار لكم".
كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى حديثه لأحد الشباب من العراق، : «داعش سيطرت على كام فى المائة من أراضى العراق ودمرتها؟.. ياعبد الله أنت مشفتش العراق.. أنا شفتها.. كانت دولة قوية قادرة يشار لها بالبنان وكانت قادرة سياسيًا واقتصاديا وعسكريا.. ولكن الناس بدأوا يتحركوا لهدم الدولة على أمل البناء ثانية.. لكن الدولة التى بتتهد مش بترجع تانى، مع اخراج مصر من هذه القاعدة.. لأن هناك سبب قدرى، فصاحب الحق فى استقرار الدولة دى ربنا قبل كل شئ».
وأضاف الرئيس :«أنا كإنسان مصرى يعلم من الأمور الكثير التى لا يعلمها الكثير.. كان هناك نتائج أخرى.. لكن ربنا قال لا.. مفيش قوة على وجه الأرض تستطيع أن تقف أمام قدرة الله.. ثم وضع الأسباب .. يوجد فى مصر جيش قوى جدًا.. مش قوة فلوس أو عسكرية بل قوة وطنية، ومستعد يضحى بنفسه عشان تبقى دولة يحافظ عليها، والجيش انتصر فى كل مصر عشان لا تنهار من الإسكندرية لأسوان ومن السلوم لرفح، فى وقت كان لا يوجد فيه أجهزة أخرى.. حيث ضربت وزارة الداخلية فى مصر، وربنا كان هذا السبب.. والجيش مش مسيس أو مذهبى ولا يتبع السلفيين أو غيرهم.. جيش وطنى مصرى فيه المسلم والمسيحى زى بعض بدون فرق، ومن يموت فهو مصرى شهيد... الجيش مش عرقى أو طائفى أو مذهبى ثم هو جيش قوى جدًا، وربنا أراد هذا.. والقائمون كان ربنا منور بصيرتهم كويس ووفقهم للتعامل، لكن انظروا لسوريا، الدولة دمرت تمامًا، ولا يمكن لوم أحد على ما حدث.. انظروا لليبيا والعراق واليمن والصومال وأفغانستان.. الدول اللى بتروح مبترجعش».
وتابع:" أول ما يحدث فراغ تتحرك قوى داخل المجتمع تتصور أن لها الأسبقية أو الحق المقدس فى قيادة الدولة.. العراق كان يغنى لها منذ 35 عامًا ببغداد.. هناك خطأ فى التقدير أخذ البلد ودخل بها فى الحيطة".
وتوجهت إحدى الشابات من دول نيبال، بسؤال إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى حول الجهود المصرية لتدعيم العلاقات مع الدول النامية فى جنوب شرق أسيا، وجاء رد "السيسى": «نسعى إلى تطوير علاقاتنا بشكل متوازى مع الجميع وليس جنوب شرق أسيا فقط، بعيدا عن الاستقطاب والتكتلات، ولقد زرنا العديد من الدول الأسيوية، ورغم أننا لم نزور الفلبين ونيبال ولكننا مستعدين للتعاون وتطوير علاقتنا مع الجميع، والعالم بأكمله فى حاجة دائمة إلى التواصل وتحقيق المصالح المشتركة لإفادة بعضنا البعض، لذلك تتحرك مصر فى هذا الاتجاه».
وفى رسالته للشباب العربى :"خلوا بالكم من بلادكم حافظوا عليها وبلاش تدخلوا فى أزمات كبيرة جدا.. والتجربة فى المنطقة العربية بمجرد ما يكون فيه فراغ على طول تنقض جماعات الإسلام السياسى للسيطرة على الدولة وقياداتها لعمل الدولة الدينية، وبالتالى أى حد يعترض يتم التعامل معه ويقتلونه ثم يصبح التدمير ذاتيا.. لا يمكن لوم أحد على التدمير فى سوريا.. لا أتصور ان فيه حد يقدر يدمر دولة فى أى حرب تقليدية مثلما حدث فى العراق وليبيا واليمن وسوريا والصومال وغيرهم".
حول القضية الفلسطينية والفرقة بين طرفى المصالحة الفلسطينية تعليقا على سؤال أحد الشباب الفلسطينىين ، قال السيسى: «طب أنتم متخاصيمن أنا هعمل أيه؟!.. ولكننا نتحرك بشكل مستمر للحرص على تهدئة الأوضاع والحد من النزاع المسلح، وفتحنا معبر رفح منذ شهر رمضان الماضى حتى الآن من أجل التخفيف على أشقائنا الذين يعانون من أثار النزاع والصراع المتواجد فى غزة».
وشدد الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال جلسة الحوار مع شباب العالم، ضمن فعاليات منتدى شباب العالم فى نسخته الثانية، بمدينة شرم الشيخ، على أن مصر تسعى إلى المصالحة بين السلطة الفلسطينية و حماس لتشكيل قناعة بحتمية تواجد سلطة واحدة وقيادة واحدة للفلسطينيين فى القطاع والضفة، مؤكداً ان الإصرار على عدم التجاوب يفقد القضية قيمتها، ولذلك يجب أن نتنازل جميعاً من أجل المصلحة العليا للقضية الفلسطينية.
وأكد السيسى، أن موقف مصر ثابت من القضية الفلسطينية، بإقامة دولة فلسطينية بجوار الدولة الإسرائيلية مع الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين الفلسطينيين والإسرائيليين جنباً إلى جنب، مؤكدا أن مصر لن تتفاوض أو تقبل بشئ إلا بما يقبله الأشقاء فى فلسطين.
وعلق الرئيس عبد الفتاح السيسى، على ما يسمى بـ"صفقة القرن"، قائلًا :" إنه تعبير أطلقته وسائل الإعلام، وقد يكون الهدف منه اختبار ردود الفعل، لكن لا أمتلك معلومات عن ذلك".
وقال الرئيس خلال حوار مفتوح مع مجموعة من الشباب بفعاليات اليوم الثانى لمنتدى الشباب العالمى، :«أتحدث بصدق، معندناش معلومات، وصفقة القرن طرح يطرح فى وسائل الإعلام، وقد يكون لأختبار ردود الأفعال أو خلافه، لكن مفيش مسئول هيرد على سؤال بلا بيانات أو معلومات.. معرفش.. اللى أعرفه دور ورأى مصر فى القضية الفلسطينية، وهو أننا مع ما يرتضيه الفلسطينيين لأنفسهم وداعمين لهم، لكن لن نتحدث باسمهم ولن نفرض عليهم شيء.. منقدرش نتكلم باسم الفلسطينيين أو بالنيابة عنهم أو نفرض عليهم حاجة.. لكن سندعم ما يريدونه، وهذه إجابتى على صفقة القرن».
وفى رده على قول أحد الحضور بأن فلسطين عاصمتها القدس الشرقية والغربية، قال:«طيب خد بس القدس الشرقية يا سيدى.. المشكلة الموجودة فى بلادنا أن التقديرات الحقيقة للواقع بحاجة للتجديد وأن يتم التعامل معها بشكل موضوعى.. هذه القضية على مدار الـ 60 عامًا الماضية فقدت فرص حقيقية للحل نتيجة ما يقال».