ذكرى سقوط السفارة الأمريكية في طهران.. قصة الاستيلاء على وكر الجاسوسية
الإثنين، 05 نوفمبر 2018 06:00 ص
في مثل هذا اليوم، فى الرابع من نوفمبر عام 1979 وقبل 39 عاما، نشبت أزمة عنيفة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، سميت بأزمة «احتجاز الرهائن الأمريكيين»، في أعقاب سقوط السفارة الأمريكية في يد ثوار إيران، الذين احتلوا أضخم مقر دبلوماسي أمريكي آنذاك إذ كان مقام على نحو 26 فدان في قلب العاصمة طهران.
وبالتزامن ذكرى الأزمة، بدأت الولايات المتحدة تطبيق الحزمة الثانية من عقوبات مشددة على طهران في إطار استراتيجية متشددة يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيال إيران لتقويض سلوكها المزعزع للاستقرار، وعرقلة تطوير برنامجها الصاروخي الباليستي الذي يهدد حلفاءها.
وتشمل الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية الشركات التي تدير الموانئ الإيرانية، إلى جانب الشركات العاملة في الشحن البحرى وصناعة السفن، وقطاع الطاقة الإيراني، وخاصة قطاع النفط، وفرض عقوبات على البنك المركزي الإيراني وتعاملاته المالي.
خلال عملية اقتحام «السفارة الأمريكية»، احتجز مجموعة من الطلاب الثوريين، أطلق عليهم «أتباع خط الإمام»، نسبة إلى الإمام آية الله الخميني قائد الثورة، 52 رهينة أمريكية من موظفي السفارة ودبلوماسيون أمريكيين لمدة 444 يوم،
وأزمة الرهائن هي أزمة دبلوماسية حدثت بين إيران والولايات المتحدة عندما اقتحمت مجموعة من الطلاب الإسلاميين في إيران السفارة الأمريكية بها دعما للثورة الإيرانية، أطلق عليهم «أتباع خط الإمام»، نسبة إلى الإمام آية الله الخميني قائد الثورة، واحتجزوا 52 أميركياً من سكان السفارة كرهائن لمدة 444 يوم من 4 نوفمبر 1979 حتي 20 يناير 1981.
وفي 16 يناير 1979، أرغم الشاه على مغادرة إيران إثر اضطرابات شعبية هائلة ومظاهرات عارمة في العاصمة طهران ضد الاضطهاد والظلم و فساد هائل في العائلة البهلوية ودولتها وسياسات ضد دينية انزعج منها أغلبية أناس متدينين.
حاول الشاه اللجوء إلی بلدان مختلفة منها البلدان الأروبية ومصر والمغرب والولايات المتحدة والمكسيك وبنما وغيرها، ولکن لم يستطع البقاء في أي بلد لأسباب مختلفة وأخيرا أرسل السادات طائرة خاصة للعودة به إلى مصر.
وفي 19 أكتوبر 1979م وافقت الإدارة الأميريكية للشاه بدخول الولايات المتحدة بعد التأكد من أنه وضعه الصحي حرج للغاية وأنه يحتاج للرعاية الطبية الملائمة. وكانت الإدارة الأمريكية متخوفة من ردة فعل عكسية على استضافتها للشاه وهو ما حدث بالفعل.
في 4 نوفمبر 1979م قام طلاب من الثوار الإيرانيين بمهاجمة السفارة الأمريكية في طهران واحتجزوا 52 أميركياً من سكان السفارة كرهائن مطالبين الولايات المتحدة بتسليم الشاه لمحاكمته، الذي آوى إليها للعلاج أواخر شهر أكتوبر 1979م.
بعد فشل محاولات الولايات المتحدة للتفاوض على إطلاق سراح الرهائن قامت الولايات المتحدة بعملية عسكرية لإنقاذهم في 24 إبريل 1980 ولكنها فشلت وأدت إلى تدمير طائرتين ومقتل ثمانية جنود أمريكيين وإيراني مدني واحد.
وانتهت الأزمة بالتوقيع على اتفاقات الجزائر في الجزائر يوم 19 يناير 1981. وأفرج عن الرهائن رسميا في اليوم التالي، بعد دقائق من أداء الرئيس الأمريكي الجديد رونالد ريجان اليمين.
وُصفت الأزمة بأنها حادثة محورية في تاريخ العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، ويعتقد بعض المحللين السياسيين أن الأزمة كانت سببا في هزيمة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في الانتخابات الرئاسية، وفي إيران، عززت الأزمة من وضع علي الخميني، وكانت الأزمة أيضا بداية فرض عقوبات اقتصادية أمريكية على إيران.
أطلقت إيران على العملية الاقتحام عملية «الاستيلاء على وكر الجاسوسية»، حيث ضمت السفارة عددا ضخما من أجهزت التجسس والتنصت على مكالمات مسئولي البلاط وحتى الشاه نفسه، والآن تحول المقر الدبلوماسي إلى متحف في طهران، ليبقى شاهدا على الأزمات التي مرت بها العلاقات الأمريكية - الإيرانية منذ انتهاء العصر الملكي وحتى الآن.