شباب العالم في ضيافة مصر

الجمعة، 02 نوفمبر 2018 11:47 م
شباب العالم في ضيافة مصر

منتدي شباب العالم الذي ينطلق من شرم الشيخ مدينة السلام في نسخته الثانية بعد ان اصبح حدثا سنويا بمبادرة تبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي بحضور آلاف الشباب من مختلف دول العالم. هو الصياغة الجديدة من الادارة المصرية لدور الشباب في المعادلة الأصعب التى يمر بها العالم وفى احرج المراحل واكثرها ارتباكا وتعقيدا والتي تشهد صراعات علي مستوي عدة اصعدة.
 
وكانت الدعوة لعقد هذا المنتدي العالمي بحضور شباب من مختلف دول العالم لتؤكد علي رؤية مصرية اكثر ادراكا لدور الأجيال الشابة كركيزة اساسية في الاصطاف والتواصل لمواجهة التحديات العالمية، فبينهم مقاربات في امال وطموحات بمستقبل افضل، وبينهم ايضا مقاربات في مخاطرمحيقة وتهديدات اصبحت هما ووجعا مشتركا، وعندما تتوحد الآمال والمخاطر يتم طرح الافكار وتبادل التجارب والخبرات وتتبلور الرؤي  للوصول لتوافقات حول صيغ مشتركة ناجزة لغد اكثر اشراقا وسلاما. 
 
وتعد مؤتمرات للشباب احدي العلامات المضيئة للرئيس عبدالفتاح السيسي ويتطلع اليها الشباب باعتبارها  اكثر مراحل تاريخ مصر اهتماما بهم بعد ان هُمشوا طيلة العقود الماضية منذ رحيل الزعيم جمال عبد الناصر الذي كان يولي الشباب اهتماما خاصا ويحرص علي حضور مؤتمرات اعداد القادة والمبعوثين في الخارج للتواصل معهم والاستماع الي رؤاهم فتاسست منظمة الشباب الاشتراكي التي كانت احد أذرع دولة يوليو الناصرية التي تؤمن بحق الشباب في تولي المناصب العليا والممارسة السياسة من خلال اطر وايدلوجيات الدولة المصرية.
 
وجاءت فلسفة مؤتمرات الشباب وتجربة إعادة تاهيليهم لتولي المناصب القيادية في مقاربة شديدة مع فكر الزعيم الراحل عبد الناصر وظهر هذا جليا في طرح البرنامج الرئاسي لتدريب الشباب والذي تبناه رئيس الجمهورية لانشاء قاعدة من الكفاءات الشابة القادرة علي تولي المسؤلية السياسية  ليقدم للشباب المحبط المهمش تجربة ثرية شبيهة بتجربة ناصر ويعيد له الامل في مستقبل يشارك فيه بدور فعال باعتباره مكون أساسي من مستقبل الوطن وجزء من المشهد الراهن بمصر.وشريك فاعل وقوي فى صناعة وتنفيذ الرؤي السياسية والاصلاحات الاقتصادية والخطط التنموية.
 
وجاء تدشين عام 2016 عاما للشباب تجسيد لعلاقة استثنائية كسرت الحاجز بين النظام الحاكم والأجيال الشابة فازالت الصورة الذهنية عن علاقة الدولة بالشباب الذي كان يري انه مجرد رقم في تعداد سكان مصر وليس فاعل بل مفعول به فدخل خانة الناشط السياسي الذي لا هدف له وظل يتارجح حتي اعادته الادارة السياسية بتلك المؤتمرات الي دائرة الضوء كفاعل ومشارك وشريك بالعمل والابتكار وتقديم الرؤي المختلفة البعيدة عن النمطية فاعطاهم شارة البدء لينطلقوا في الفضاء الرحب لهذا الوطن بالابداع والانطلاق والتحليق.
 
وجاء حرص الرئيس والحكومة بكامل هيئتها علي حضور كافة فعاليات المؤتمرات والمشاركة في جلساتها للرد على جميع أسئلة الشباب والاستماع إلى أفكارهم بل وانتقاداتهم مؤشرا هاما وفارقا لحقبة مختلفة.
 
ولمالا فالرئيس يستمع ويستجيب بالايضاح تارة والتسجيل تارة وبتوجيه الحكومة تارة اخري.ولعل مشهد جلوس الرئيس محاطا بالشباب وليس بوزراء حكومته اواعضاء مجلس النواب كما هو معتاد خطوة كبيرة علي طريق يؤسس لصورة يمثل فيها الشباب مرتكزا لا غني عنه ويمنهج لمرحلة جديدة تؤكد سعي الدولة الحثيث لتمكين الشباب بالتوعية السياسية والحوار المفتوح، وإدماجهم علي مختلف انتماءاتهم السياسية والأيديولوجية ومحاولة الاستفادة من طاقاتهم وآرائهم التي عادة ما توصف بأنها منطلقة ومنفتحة.
 
حركة تاريخ الأمم والشعوب والحضارات أثبتت أن السواعد التي بعثت إنجازاتها ومكتسباتها وتوسعها هي سواعد الشباب مرحلة جديدة من تاريخ مصر يمثل فيها الشباب الورقة الرابحة في معادلة الاستقرار والبناء والتنمية والسلام.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة