الحس السياسي

الخميس، 18 أكتوبر 2018 05:40 م
الحس السياسي
مني أحمد

 
أزمة تصريحات تأتي من بعض المسئولين او السياسيين تؤكد أننا في حاجة إلي إعادة تأهيل سياسي، فقد أثارت تصريحات رئيس حزب الوفد ورئيس اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب مع جمعية المراسلين الأجانب عن استطاعة المواطن المصري تناول وجبة فول بخمسة جنيهات، وتصريحات مثيرة للجدل لم تكن الأولي من نوعها بل سبقها تصريحات لمسئولين ووزراء سابقين.
 
هذا التصريح وما سبقه يضعنا أمام ضرورة ملحة لإعداد الساسة، فالتصريحات السياسية لعدد من المسئولين، سواء كانوا وزراء أو حزبين أو حتى من ممتهني العمل العام تحتاج إلي مراجعات كثيرة، بعد أن أصبحت تفتقد الكثير من أدبيات الخطاب السياسى.
 
تأتي أهمية الخطاب السياسي كونه همزة الوصل والجسر الذي يحمل بين طياته أيديولوجية تريد النخبة السياسية ترسيخه في الوعي الجمعي للمواطنين،  وكلما كان الخطاب بسيطا وصلت الرسالة إلى أصحابها، لكن حينما يفتقر الخطاب للوعي بطبيعة الجمهور المستهدف تصبح الهوة سحيقة بين النخب والقواعد، فبغياب الحس السياسي الذي يراعي المزاج العام الداخلي تتسع الفجوة بين الرؤية العامة وبين آليات القبول المجتمعي، ويأتي الخطاب السياسي بنتيجة عكسية تخلق درجة من الحساسية مع الجمهور.
 
أزمة التصريحات طرحت تساؤلات عن مفهوم رجل السياسة وممتهني العمل العام، وأصبح وجود مسئول سياسي سواء حزبي او وزاري بهذة المواصفات عملة نادرة لن تتأتي إلا بوجود كيانات هدفها إعداد كوادر يمكن الاستفادة بها‏، ولعل المبادرة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتأهيل الشباب من خلال طرح البرنامج الرئاسي لتدريب الشباب وإعدادهم  لدخول معترك العمل العام والحياة السياسية خطوة جيدة تسير علي نهج الرئيس جمال عبد الناصر عندما انشأ منظمة الشباب إدراكا منه لضرورة اعداد صف ثان من القيادات بحس سياسي ولتنمية الوعي لطلاب الجامعات والمدارس. 
 
المرحلة الدقيقة التي يمر بها المجتمع المصري تتطلب سياسي علي درجة كبيرة من الوعي بتحديات المرحلة وآمال وطموحات وتطلعات عموم الشعب في نفس الوقت الذي يريد تفاعل ايجابي وترجمة صادقة تساهم في الخروج من أزماته وليس تكريس لها.
 
ما أحوجنا لمسئول يعرف متي يصرح ومتي يصمت، ولديه قدرة علي طرح رؤى شاملة بحس شعبوي ودراية كاملة تصريحاته تكون أكثر انضباطا تقاس بميزان الذهب، فكل كلمة منه لها ما بعدها لتجنب الجدال وعدم القبول المجتمعي، خاصة في تلك المرحلة لمجتمع منهك ومثقل بالأعباء، فمصر ألان تحتاج لسياسيين بحس شعبوي من خلال ممارسة حقيقة ودراية كاملة بالمتطلبات العامة للشارع المصري، قادرين على بلورة رؤية واضحة والتصدي للتحديات وطرح رؤى خلاقة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق