كشف الإعلامى الإمارتى، والمذيع السابق بقناة "الجزيرة" القطرية، طارق الزرعونى، أدق تفاصيل تجربته السابقة والفريدة داخل عقر أداة "النظام القطرى" الإعلامية خلال فترة عمله بها منذ عام 2002 وحتى سبتمبر 2004.
قال الزرعون أن "الجزيرة" باتت يوما تلو الآخر تبث الفتن، وتعمل على تخريب دول عربية كانت آمنة ومستقرة، ولفت إلى أنها نشأت فى منتصف التسعينيات من القرن الماضى، لأهداف مشبوهة تخدم مصالح القصر الأميرى بالدوحة ومصالح قوى غربية يعمل القصر على خدمتها، حتى الآن، من أجل تغييب العقول العربية وإثارة الفتن بين شعوبها ومن ثم الإضرار بوحدة تلك الدول وتخريبها من الداخل كما حدث عقب أحداث فوضى 2011 فى عدد من الدول العربية.
وقال الزرعزنى، الذى يشغل حاليا منصب كبير المذيعين بقناة "أبو ظبى" الإماراتية، إن فضائية الجزيرة كانت بمثابة "الرصاصة" التى أصابت قلوب ملايين العرب وقلبت الأدوار، عبر إعلاميون وظفتهم لتصدير "المؤامرات الخبيثة" التى تحاك تفاصيلها داخل الغرف المغلفة خلف استديوهات الهواء، مؤكدا أن المذيع والضيوف مهمتهم اللعب بقلوب وعقول المشاهدين الذين لم يكن لهم سوى هذا المنبر المخادع آنذاك.
وقال الإعلامى الإماراتى، إنه فى 21 من مارس عام 2003 ، كان الوجه الإمارتى والخليجى الذى تقل للعالم العربى كله عبر أستوديوهات تلك القناة أحداث الغزو الأمريكى للعراق، حيث كانت فى تلك الفترة تدور العمليات العسكرية الأمريكية لغزو بلاد الرافدين التى عرفت بعملية " قطع الرأس".
وتابع الزرعوني، أن فى هذه الفترة كان هناك توجيه واضح للرأى العام العربى، وأن هناك من يمثلون دولا وقوى غربية ليقنعوا المشاهد العربى البسيط بالغزو الغاشم، بل ويقلبون الحقائق إذا صح التعبير عبر تلك الشاشة الصغيرة، مشيرا إلى أن الجزيرة لعبت بالوطن العربى كلعبة "الدومينو" لتضيع وتسقط مدينة تلوى الأخرى، وزرع الشكوك والفتن فى كافة أرجائه، بل وزرع فتيل الحرب هنا وهناك.
وأضاف الزرعونى أن ما حدث فى العراق من إسقاط الدولة هناك بسبب التغطية الموجهة من جانب "الجزيرة" كان النظام القطرى يسعى لإسقاط الدولة المصرية بنفس الطريقة من خلال بث الأخبار الموجهة وتأجيج الشارع ضد نظامه الحاكم وزرع الفوضى والخراب فى ربوع المحروسة.
وحول كيفية سقوط بغداد بيد "الجزيرة"، قال الزرعوني: قبل سقوط المدينة بأيام قليلة شاهدت الكثير من البرامج، وقد بدى لى واضحا أن "الجزيرة" فى تلك الأيام ليس لها سوى موضوع واحد فقط وهو موضوع "العراق"، وتحضير الرأى العام العربى لعملية الغزو المرتقبة، فكانت طبول الحرب قد بدأت، وأصبح العراق هو موضوع الساعة، وكل الإعلاميين ورجال الصحافة العرب والأجانب بدأوا يذهبون إلى هناك للبحث عن مصدر للمعلومات خلف جدار صدام حسّين الحديدى.
وقال الزرعونى: "فى إحدى المناسبات، وخلال زيارة الرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك، مبنى القناة فى الدوحة، حيث كان مبناها معلما ومزارا لقاصدى قطر فعلق عليه قائلا: "هى دى اللى عامله كل المشاكل دى؟ ..دى أد علبة الكبريت"، مشيرا إلى أنه لَم يكن حينها يدرى، أن "علبة الكبريت" الضئيلة هذه ستكون الفتيل الذى يشعل مصر بعد عدة سنوات من زيارته لها من خلال بث أخبارا مزعومة ومفبركة وتأجيجها للشارع المصرى، وبث الفتن فى بداية أحداث فوضى 2011 بميدان التحرير بقلب القاهرة ، وعدد من المدن المصرية تنفيذا للمخطط الغربى الذى استهدف إسقاط مصر وتركيعها.
وقال الزرعونى أن بهذه التغطية الإعلامية الموجهة نصبت "الجزيرة" الشراك لمصر وأدخلت البلاد بطريقة خبيثة فى دهليز الفوضى لعدة أشهر لتنتقل الفوضى من مصر إلى باقى دول المنطقة سوا فى ليبيا أو سوريا واليمن لينطلق ما يسمى بـ"الربيع العربى" الذى أطلق علية شخصيا "الربيع العبري".
وأضاف المذيع الإماراتى، أن "الجزيرة" عملت على أبراز الصراعات داخل العواصم العربية وتصدير مشاهد العنف والفوضى من أجل إسقاط تلك الدول واحدة تلو الأخرى، بخطة صهيونية وإيرانية وإخونجية.
وأوضح الزرعونى، أنه من خلال تجربته داخل منبر الدوحة الظلامى، تأكد أن تلك القوى الغربية والإقليمية مجتمعة كانوا يعدون العتاد ويجمعون كل ما يستطيعون جمعه من معلومات من هنا وهناك فى عمليات سرية ودقيقة وخفية تحت أقنعة مزيفة من أجل تحقيق هدف واحد فقط وهو تفتيت العالم العربى وإسقاطه فى دوامة الفوضى الخلاقة.
وأشار الإعلامى الإماراتي، إلى أن "الجزيرة" ساهمت فى تحقيق هذا الهدف من خلال رجال إيران وعناصر الإخوان المسيطرين على قطر وعلى قناتهم الفضائية عبر السنوات الماضية ولا تزال تسعى لإسقاط الدول العصية عن السقوط.
وأضاف الزرعونى، أن ما فعلته "الجزيرة" من تدمير وخراب عبر تغطيانها المشئومة وبثها للفتن والأكاذيب حيال بلدان ومجتمعات عربية فى السنوات القليلة الماضية، لن يغفر لها التاريخ ولن يغفر لها كل من هجروا من أرضيهم وكل من هدمت بيوتهم وكل من قلعت أشجارهم وكل من شتت أعراضهم وكل من قتل إخوانهم ولن تغفر لهم الأجيال القادمة ما فعلوه.
وتابع الإعلامى الإماراتى، حديثه قائلا، إن ما فعلته الجزيرة مع بغداد فعلته مع بلاد الشام فى سوريا وفعلته أيضا فى اليمن، مشيرا إلى أن "الجزيرة" ساهمت فى بث روح النزعة الطائفية، ببث مشاهد تفجير المساجد والكنائس، وحاولت كثيرا زرع الانقسام داخل البلد الواحد، ليصبح كل شخص عدوا للأخر وبالتالى تتفتت الدول وتنهار المجتمعات.. هذا ما أرادوا وقد كان لهم ما كان فى بعض الدول العربية.
وحول كواليس عمله بالجزيرة، قال الزرعونى، إنه عقب وصولة للجزيرة لأول مرة، تم تحديد مكتب له فى قسم المذيعين بجوار جمال ريان وجميل عاذر ومحمد كريشان، وعبد القادر عياض ، مشيرا إلى أنه قد لاحظ أن الوجود القطرى متواضع جدا ويقتصر على بضعة أشخاص فى قسم التبادل الإخبارى.
وتابع الزرعونى، أنه مع بداية عمله بالجزيرة اكتشف أن الأمر كان أكبر من قناة تلفزيونية بل أنها ذراع من أذرع وزارة الخارجية القطرية، وعلم أيضا أن كل قافلة من قوافل السيارات التى كانت تنقل الضيوف كانت تتبع وزارة الخارجية فى الدوحة، مشيرا إلى أنه بدأ يشعر بأن الجزيرة بمثابة مكان يتبع جهاز استخبارات لا مجرد قناة.
وأكد الزرعونى أنه فى الأيام الأولى له داخل الجزيرة تأكد أن هذه المحطة تستغل العمل الإعلامى السامي بشكل عام كي يخدعون عقول البشر واللعب على مشاعرهم من أجل تحقيق أهدافهم وتنفيذ أجنتدهم الخبيثة، من خلال تزييف الحقائق ونشر الفتن والشائعات وسط العامة من صفوف المشاهدين.
وكشف الإعلامى الإماراتى، أنه بدأ يظهر أمامه بوادر وعلامات عن وجود نزعة الاخوان المسلمين وبصماتهم فى القناة ، واتضح له أنهم يستخدمون القناة كوسيلة إعلامية لتحقيق أغراضهم بتفتت الشعوب العربية وإسقاط أنظمتهم الحاكمة كى يسطوا على السلطات فى تلك الدول، والوصول إلى الحكم على أنقاض دول المنطقة.
وقال الزرعونى أنه خلال فترة عمله بالجزيرة، لاحظ أن القائمين على القناة يعملون الشئ ونقيضه، فكانوا يعتمدون فى بعض برامجهم على "الفكر العلمانى" ومن ثم غسيل الأدمغة فى الشارع العربى، وفى المقابل يستخدمون "الدين" كسلاح فتاك لهم فى برامج أخرى، مع بث برامج هدفها تأجيج الناس حول معيشتهم وأوضاعهم الاقتصادية المتردية، وأن الأنظمة الحاكمة سبب الفساد والفقر، وهى العامل الرئيسى فى تردى الأوضاع المعيشية من أجل خلق حالة غضب داخل المشاهد المتلقى للمعلومات التى تعرض أمامه فى الشاشة.
وكشف الزرعونى ، أنه خلال عمله بالمحطة الفضائية، لاحظ إلقاء الأوامر لأقسام إعداد البرامج بالتركيز على قضايا بعينها كارتفاع معدلات البطالة والفقر، وانتشار الفساد الإدارى، وتقليب الشعوب على أنظمتهم الحاكمة باختيار ضيوف معينين يدعون الناس للخروج ضد الحكام لاسترداد حقوقهم المسلوبة وحريتهم.
وأشار الزرعونى، إلى أن هذا بالفعل ما تم فى بداية ما عرف بثورة الياسمين فى تونس عقب حرق المواطن التونسى البوعزيزى نفسه، من تأجيج المشاعر وبث برامج مكثفة حول الوضع المعيشي المتردى فى تونس، مما أدى لتأجيج الأوضاع واندلاع أعمال الفوضى والعنف فى البلاد، ونفس الأسلوب تم استخدامه مع دول أخرى كمصر وسوريا وليبيا واليمن ودول الخليج العربى.
ولفت الزرعونى، إلى أن كل هذا الخراب والدمار والفوضى والدم والقتل فعلته "الجزيرة" فى العديد من ف الدول العربية التى كانت أمنة، وأن كل هذه المؤامرات كانت مدروسة من سنوات بل منذ انطلاق القناة، ولم يكن الأمر مجرد صدف أو تغطيات إخبارية مجردة، بل كانت برامج معدة من قبل وموجهة لهذه اللحظة الفارقة فى تاريخ الأمة العربية من اجل تخريبها وانهيار أنظمتها لتكون الفرصة متاحة لانقضاض الإخوان على حكم البلاد.
وقال المذيع الإماراتى، إن الجزيرة استمرت فى بث سمومها طوال أحداث الفوضى عقب ثورات 2011 يقلبون الأمور رأسا على عقب، ويدغدغون المشاعر، بهدف الخراب والدمار، لا شئ أخر، ولا يزالون حتى هذه اللحظات يستخدمون نفس السياسة الإعلامية التخربيبة.
وأكد الزرعونى أنه شاهد بعينه شيخ الإرهاب يوسف القرضاوي ومن هم معه يظهرون بشكل واضح وصريح على القناة يحرضون ضد دول بعينها، وأنه كان يتساءل دائما لماذا تم إيواء هؤلاء في قطر ولماذا تقبل الحكومة القطرية بذلك؟.. وهنا بدأ يشعر أنه لإ مكان لى فى هذه المحطة، وأنه اكتشف أن سياسة القناة هى سياسة من يحكم قطر، كانت ولا زالت سياسة القناة التحريرية هى سياسة الدولة القطرية سياسة مجرمون مختبؤن تحت غطاء الاخوان المسلمين.
وحول كيفية إسقاط النظام الليبي السابق على يد "الجزيرة"، قال الزرعونى، إن القناة القطرية نشرت الخراب والدمار فى الأراضى الليبية، وحولت ليبيا وشعبها الكريم المثابر الذى كان معروف باستقراره وثرائه إلى شعب مشتت غير مستقر، وساهمت بتدمير الجيش الليبى وأدخلت البلاد فى مستنقع الميليشيات الإرهابية، والعصابات الإجرامية.
وأوضح الإعلامى الإماراتى، أن قطر من خلال جزيرتها أدخلت ليبيا فى نفق مظلم بسبب الدعم القطرى غير المحدود لتلك الجماعات الإرهابية المقاتلة مثل "الجماعة الليبية المقاتلة" وجماعة "انصار طرابلس" وجماعى "الإرهابى الجضران" وتنظيم "داعش" والميليشيات المسلحة التى تتبع تنظيم الإخوان المسلمين عقائديا، وغيرها وغيرها من الجماعات الإرهابية المدعومة من النظام القطرى.
وأوضح الزرعونى أنه عندما كنت يعمل فى "الجزيرة" كانت تفتح إدارة القناة الهواء مباشرة تماما للرئيس الراحل معمر القذافى بالساعات وقت ما هو بيطلب، حيث كان يرن هاتف من مكتب القذافى بأن الرئيس يريد أن يتحدث على الهواء، وعلى الفور كانت تخرج "الميكات" وتتفتح الاستوديوهات، ويتفتح هواء الدوحة بالكامل "أون اير" ساعتين او ثلاثة ساعات متواصلة، مشيرا إلى أنه كات يتساءل لماذا كانت تفعل جزيرة قطر كل ذلك مع القذافى؟ لماذا كل هذه المودة؟ ولكن الإجابة جاءت على أرض الواقع بعد عدة سنوات، حيث كانوا يريدون كسب ثقة الرئيس الليبى؟ وهو تمكين العنصر القطرى فى ليبا خلال فترة حكمه للإعداد فيما بعد بالفوضى التى اجتاحت البلاد عقب أحداث 17 فبراير 2011.