هل ترضخ طهران لتعليمات واشنطن؟.. روحاني ينطق بالحق: إيران تعيش نوفمبر الأسود
الخميس، 01 نوفمبر 2018 01:00 م
أيام وتبدأ حزمة العقوبات الأمريكية الثانية على إيران، وهي الأكثر صرامة في تاريخ توتر العلاقات بين البلدين، حيث تهدف العقوبات المقررة في (4 نوفمبر) المقبل، لتصفير عدد النفط الإيراني، وهو أكبر رابع احتياطي نفط في العالم.
وتعول طهران على عدة خطوات قد تساعدها في تخفيف الغضب الداخلي، حيث ستشهد أكبر ركود اقتصادي أعلى من الفترة (2012) حتى (2015)، فالقطاع النفطي والمصرفي على رأس العقوبات، وبالتالي ستكون هناك ضربة قاضية، ستخرجها من نظام «سويفت» المصرفي العالمي وفقا لمستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون.
وعلى الرغم من حالى الكبر التي تعيشها طهران، والتي تحاول أن تعكس من خلالها، أنها لا تبالي، بالعقوبات الأمريكية، ولن تؤثر على إيران أو اقتصادها، إلا أن الرئيس الإيراني حسن روحاني، خرج عن صمته، وبدأ يتوقع تعرض الشعب الإيراني لظروف صعبة خلال الأشهر القادمة خاصة بعد بدء الولايات المتحدة تطبيق عقوبات جديدة ضد طهران الأسبوع المقبل.
وذكرت شبكة «أيه.بي.سي.نيوز» الإخبارية الأمريكية، إن روحاني أكد، خلال اجتماع متلفز للحكومة الإيرانية (الأربعاء)، أن الأشهر القادمة ستكون صعبة بالنسبة للشعب الإيراني، مشيرا إلى أن الحكومة ستسخر جميع إمكانياتها من أجل التخفيف من حدة المشاكل القادمة.
واتهم روحاني، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسعي لإثارة غضب الشعب الإيراني على حكومته، قائلا: «الشعب الإيراني غاضب بالفعل، ولكن ليس غاضبا على النظام والحكومة الإيرانية، بل على الولايات المتحدة وجرائمها التي ترتكب بحق إيران وشعبها».
أزمة العقوبات الأمريكية على طهران، لا تزال تلقى بظلالها على العالم، حيث تحاول الدول الكبرى أن تحمي شركاتها من هذه من آثار هذه العقوبات، فمن ناحية أكدت الصين على اعتزامها إطلاق آلية لمواصلة تعاونها المالي والمصرفي مع إيران، في حين شددت روسيا على أن بلادهما تعمل على حماية مصالح شركاتها في إيران في ظل العقوبات الأمريكية.
وتفعل الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران ، اعتبارا من الخامس من نوفمبر المقبل، وتشمل قطاع الطاقة وعمليات التبادل المتعلقة بالنفط، التى لها علاقة ببنك إيران المركزي.
وبجانب خطوات الصين وروسيا للحد من العقوبات المفروضة على إيران سيعمل الاتحاد الأوروبي أيضا على إنشاء آلية لتسهيل التجارة مع إيران، في ظل العقوبات الأمريكية.
وردا على سؤال بشأن اعتزام موسكو اتخاذ أى خطوات لحماية مصالح الشركات الروسية فى إيران فى ظل اقتراب فرض العقوبات الأمريكية الجديدة على طهران، قال المتحدث الصحفى باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميترى بيسكوف، «نحن نتخذ مثل هذه الإجراءات بشكل دائم لحماية مصالح شركاتنا، ليس فى إيران فحسب، بل وفى كل مكان».
في سياق متصل اتخذت الصين موقف مشابه، حيث ذكرت وكالة «إرنا» الإيرانية أن الصين تعتزم إطلاق آلية لمواصلة تعاونها المالي والمصرفي مع إيران، مع قرب تطبيق العقوبات الأمريكية على قطاع النفط الإيراني.
وعن فحوى هذا النظام الذي ستتبعه الصين، نقلت الوكالة عن مصادرها، أن هذا النظام البديل يجري تأسيسه، وقد عقد خبراء البلدين عدة اجتماعات لبحث تفاصيله، وأضافت أن الخبراء يعتقدون أن النموذج الجديد عبارة عن إنشاء مصرف متخصص لتنفيذ التعاملات مع إيران.
وتأتي هذه الخطوات الصينية، بعدما أوقفت شركتا «البترول الوطنية الصينية، والصين للبتروكيماويات» مشترياتهما من النفط الإيراني، وفقا لما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأسبوع الماضي، وهو ما سيؤثر على التعاون النفطي بين الصين وإيران.
وفرضت واشنطن في أغسطس الماضي حزمة أولى من عقوباتها على طهران، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني على أن تطبق حزمة ثانية من العقوبات، والتي تعد الأشد في نوفمبر المقبل.