العلاج الطبيعي لمن لا يعرفه

الإثنين، 29 أكتوبر 2018 01:35 م
العلاج الطبيعي لمن لا يعرفه
آمال فكار تكتب:

ما أتناوله هذا الأسبوع بعيد عن الجريمة التي أكتب فيها منذ أكثر من أربعين عامًا، وما سأعرضه قد لا يعرفه كثيرون، وهو العلاج الطبيعي وفوائده للمرضى. كنت أتصوّر أنه "شوية تمارين رياضية"، لكنه واسع المجال.
 
لم أكن شخصيا أعلم عن فوائده شيئًا، ولكن عندما حدثت لي إصابة في ركبتي، بسبب سقوطي على أرض جريدتي (صوت الأمة) عشت داخل دائرة مُتعِبة ومُحيِّرة، وتردَّدت على أربعة أطباء عظام، ووجدت تشخيصات مختلفة ومُتضاربة، وتواصل الألم الشديد الذي يمنعني من مزاولة السير، أو حتى الوقوف بعد الجلوس فترة في مكان، وقد بدأت رحلتي في العلاج مع جرّاح عظام مشهور جدًّا، نصحنى بعد اطّلاعه على الأشعة بتركيب مفصل، وسألته: "يعني إيه يا دكتور" (يعنى جهاز مفصل صناعي في الركبة بعد تفريغها) انزعجت ورفضت العلاج بعد أن حذّرني كثيرون مرّوا بتلك التجربة الأليمة، وعندما رفضته قال إن هناك علاجًا آخر، حقنة ثمنها سبعة آلاف جنيه، ووافقت فورًا وأخذتها، والحقيقة لم تُخفِّف الألم.
 
تركته وذهبت إلى طبيب آخر في المستشفى نفسه، وحاصل على دكتوراة جراحة العظام، واستشاري جراحة العظام والكسور، لم يقل لي شيئا أو يكشف عليّ، ولم ينظر إلى الأشعة، وقال: "هناك شركة مشهورة في الدقي تبيع الركب الصناعي، واخترت لك إحداها وثمنها اثنا عشر ألف جنيه"!
 
استمر الحوار لحظات، بعدما طلب منّي إلقاء ما أحمله من أدوية، تركته وذهبت إلى طبيب آخر، ولا أدري لماذا شعرت بالراحة لكشفه وحواره الطبي. طلب منّي رؤية الأشعة، ثم قال: "علاجك الوحيد العلاج الطبيعي، ولا معنى للمفصل الصناعي أو الركبة" وحدَّد لي اثنتي عشرة جلسة، وبدأت العلاج، وشعرت بتحسُّن بعد أسبوع من الجلسات، ونجحت في السير، وإن كان هناك ألم بسيط.
 
هذا الطبيب هو أحمد جمال عمار، من طنطا، أخصائي جراحة الركبة والكتف وإصابات الملاعب، ذهبت إلى الطبيب المُشرف على العلاج الطبيعي، وهو في المستشفى نفسه، الطبيب علاء حسن علي استشاري العلاج الطبيعي، وبصراحة اندهشت وأردت معرفة فوائد العلاج الطبيعي، فقال الدكتور علاء إنه يُستخدم في علاج الأمراض أو الوظائف الحيوية أو الحركية، ومنها ما يهدف إلى إيقاف الألم، ويتم اعتماد الطرق العلاجية حتى إن كانت بدائية الفكرة وبسيطة التطبيق، منها العلاج بالكهرباء مثل علاج الأنسجة الرخوة والإصابات، وهناك الموجات الصوتية والعلاج بالتيارات الكهربائية المتداخلة والعلاج بالأشعة تحت الحمراء والعلاج بالليزر، وقد تكون مهمة جدًّا وفوائدها كثيرة، لأن العلاج بالكهرباء يُسرِّع عملية الشفاء، ويحدّ من الالتهابات، ويُخفِّف الألم، وهناك العلاج الطبيعي المائي، يُستخدم في علاج بعض الأمراض عن طريق الاستفادة ممّا يحتويه الماء من خصائص كيميائية وفيزيائية، وكذلك استخدام المياه العادية أو الساخنة أو المُجمّدة، وقد يكون بطريقة الاستحمام بالدش، وقد يكون العلاج بالمياه الساخنة لأنه مُتداول في أغلب البيوت، من يضع القدم في مياه ساخنة مخلوطة بالملح لتنشيط الدورة الدموية في القدم، وبالتالي يُنشِّط الجسم بأكمله، كما أنها تُستخدم في حالات آلام الظهر عن طريق وضع قربة مياه ساخنة على محل الألم، ما يُعطِّل التقلّص، ثم تطور الأمر فيما بعد إلى استخدام الرمال الساخنة مع المياه، لعلاج تقلّصات الرقبة، وتنشيط الدورة الدموية.
 
الغريب أنه تم اختراع أجهزة تشبه البانيو، بها مجموعة من التيارات الكهربائية، تُستخدم لعلاج الشلل، والمياه تُستخدم في تقوية العضلات الضعيفة والدورة الدموية والتوازن والتناسق الحركي، والعلاج المائي يُستخدم في التهاب المفاصل والظهر بعد الجراحة، مثل جراحة استبدال الركبة، واستخدام العلاج بالبرودة يُعطّل التورّم أو النزيف، وهو من العلاجات القديمة، إذ استخدمه الصينيون منذ ثلاثة آلاف وخمسمائة عام، ويُستخدم بشكل كبير في علاج الإصابات الرياضية وغير الرياضية، وذلك باستخدام الثلج أو السوائل الباردة، ويُكمل الدكتور علاء في النهاية بأن النوع غير المستحب في العلاج الطبيعي هو العلاج بالبخار الساخن، نظرًا لخطورته أو احتمالية تسبُّبه في حروق للمريض، وهذا هو العلاج الطبيعي الذي قد لا يعرفه كثيرون.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق