صفعها وانتهى كل شىء
الإثنين، 22 أكتوبر 2018 07:27 م
لأننا فى عصر انتهت فيه الفضائل، وأصبحت فضيلته الوحيدة هى المادة، فقد كان طبيعيا أن تحدث هذه الجريمة بجانب الجرائم التى نقرأ عنها يوميا، ذبح الزوج لزوجته او ابنه، او انتحار الزوجه هربا من زوجها من الدور الخامس، فتفاصيل هذه الجريمة بالمقاييس الطبيعية هى عادية، ولأن الجرائم أصبحت تحدث بسرعة ودون تفكير فى آثارها أو نتائجها، الجريمة التى نعرضها انتهى كل شىء فى ثوان، صفعها فدفعته بقوة حتى كاد أن يسقط على الأرض، وفى نفس اللحظة وقعت عيناه على سكين، وسمع الجيران الصراخ العنيف وأسرعوا بكسر الباب، ودخول الشقة، كانت فتاة جميلة ملقاة على الأرض غارقة فى دمائها، ووجهها مشوه وأنفها بجوارها، تم نقل الفتاة إلى المستشفى وتم القبض على الزوج وجلس الزوج يحكى حكايته فى مكتب مفتش مباحث شمال القاهرة، قال: أنا مدرس الجميع يعلم سيرتى الهادئة وطيبتى فى التعامل ولكن التقيت سمية طالبة فى كلية الآداب، والغريب أنها على النقيض منى تماما، فهى صاخبة ظريفة ومشاكسة وكثيرة الدلال، من يراها تلفت نظره، وفعلا لفتت نظرى وحاولت ان اقترب منها ولكن صدتنى، وكان هذا الصد بداية الحكاية، فقد اشتعلت فى أعماقى ورجولتى، كيف أفوز بها؟ وأصبحت المسألة بيننا نوعا من الصراع، كنت أتصور أننى أستطيع تغييرها وأجعل منها زوجة كما أريد، رجولتى دفعتنى إلى أن أتقدم إليها، والغريب أنها وافقت بسرعة فبجانب أننى مدرس فلدى دخل إضافى، وكنت أغدق عليها وأتصور أنها سوف تستكين، ولكن ذلك لم يحدث، فبعد فترة بدأت قدماها تعرفان الشارع، والأكثر أنها بدأت تتغيب طويلا خارج البيت برغم انها كانت حاملا فى الشهور الأولى، وحاولت لفت نظرها لكنها لم تستجب، فكرت فى أن أطلقها ولكن لم أستطع، فكل شىء فى البيت باسمها (الشقة والأثاث) ويوم أن اطلقها سأخرج من البيت بلا شىء، لجأت إلى أبى أستشيره ماذا أفعل فى هذه الزوجة التى أحبها؟ فطلب منى الصبر وأن أحاول معها مره أخرى، ورغم محاولاتى لم يستقم أمرها، وذات مرة كانت خارجة دون استئذانى، فمنعتها، وقلت لها أنا زوجك ومن حقى أن أمنعك بل أحافظ عليك وعلى بيتنا، لم تسمع لى وخرجت وأغلقت الباب، كانت لها صديقة مقربة هى التى تخرج معها، وإن كانت صديقة غير جديرة بالثقة طلبت منها الابتعاد عن هذه الصديقة، ولكنها هزأت منى واستمرت فى العلاقة معها، اهتدى إلى فكرى السفر وأن نرحل للابتعاد، ولكن رفضت وطلبت منى السفر وحدى، امرأة شديدة العناد. إلى أن أتى هذا اليوم الذى حدثت فيه الجريمة، فوجئت بها تقول إنها سوف تسافر إلى بورسعيد لتقضى هناك عدة أيام، ثم تركتنى ودخلت حجرة النوم وكأن ليس لى قيمة حتى تسمع ماذا أقول، دخلت خلفها لمنعها من تغيير ملابسها وإعداد شنطة السفر، حاولت منعها، صرخت فى وجهى، فلطمتها، فدفعتنى حتى كدت أن أسقط على الأرض ووقعت عيناى على سكين بطبق به تفاحة، اندفعت إلى السكين وانهلت على وجهها بالطعنات، وسقطت فى دقائق تصرخ ولم أر سوى انفها على الأرض، والجيران يكسرون الباب ويدخلون علينا، وهذه هى حكايتى، أما زوجتى فقد فقدت بصرها وتشوه وجهها، وكل هذا حدث فى دقائق والآن ما زال التحقيق مع الزوج مستمرا وما زالت الزوجة فى المستشفى بعد أن تشوه وجهها.