قصص من وحي بطش أردوغان: اللاجئون الأتراك تاريخ من المعاناة
الإثنين، 29 أكتوبر 2018 02:00 ص
قصص كثيرة تكشف مدى الرعب الذي يعيشه المواطنين الأتراك في تركيا، في ظل تزايد معدلات الحملات القمعية التي يشنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ضد المعارضين الأتراك دفعت إلى تزايد معدلات طلبات اللجوء المقدمة من المواطنين الأتراك إلى دول أوروبية على رأسها اليونان.
ظلم كبير يتعرض له المعارضين الأتراك من النظام التركي الذي أصبح ورقة في يد الرئيس التركي يبطش بها ضد كل من يخرج ينتقد سياساته الديكتاتورية ضد شعبه، وهو ما يشير إلى تزايد أعداد القابعين في السجون التركية خاصة منذ محاولة الانقلاب التي شهدتها أنقرة في يوليو 2016.
قد يعجبك: «كلاكيت 1000 مرة» أردوغان يتحدث عن مقتل «خاشقجي».. وخبراء سعوديون: «بيحب الأكشن»
قصص كثيرة كشفها الكاتب الكندي جينيفر كامب بيل، كشف فيها الحالة المأساوية للاجئين الأتراك المتواجدين في اليونان، والذين هربوا من قمع رجب طيب أردوغان، واصفا أن اللاجئين الأترام بعد الهرب من بلادهم خوفًا من الظلم، والسجن التعسفي، والتعذيب النفسي تارة والجسدي أيضًا في كثير من الأحيان، لم يجدوا أمامهم خيارا سوى الهروب بقارب مطاطي قابل للنفخ، حيث إن كل منهم على ظهر هذا القارب الصغير لديه حكاية مختلفة عن الآخر، ولكن هناك شيء واحد مهم مشترك بينهم جميعًا، وهو أنهم أعضاء في حركة الخدمة، التي يتزعمها رجل الدين التركي فتح الله جولن.
الكاتب الكندي، أشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعتبر هذه الحركة جماعة إرهابية، فبحسب التصريحات التي بثها الإعلام التركي المعارض من بينها صحيفة «زمان» التركية المعارضة، فإنه بحلول شهر يوليو 2018، وصل عدد المفصولين تعسفيًا من العمل داخل تركيا إلى 170.372 شخصًا، كما تم القبض على 142.876 آخرين، واعتقال 81.417 شخصًا بزعم انتمائهم إلى حركة الخدمة، وتم غلق 189 مؤسسة إعلامية، واعتقل 319 صحفيا، ووصل عدد الأكاديميين المفصولين من وظائفهم 6021 أكاديميا، كما تم طرد 4463 قاضيا ومدعيا عاما، فيما يبادر المدعون العامون إلى إلصاق تهم الإرهاب بهم، بينما تقوم قوات الأمن باصطيادهم من منازلهم.
قد يعجبك: أردوغان يناقض نفسه.. يسعى لتحسين علاقته مع برلين وقضاءه يسجن الألمان في أنقرة
الكاتب الكندي، أوضح أن السلطات التركية تقوم بمصادرة جوازات السفر وبطاقات الهوية وأي إثبات هوية أخرى خاص بالأشخاص الذين يثبت انتمائهم لحركة الخدمة، كما أنه في كثير من الأحيان يقومون بإلغائها؛ حتى لا يتمكنوا من الذهاب بشكل قانوني إلى الدول الأخرى، مشيرا إلى أن أغلب المفصولين من وظائفهم يتم حبسهم ومنهم من يحاول الهروب من المسؤولين من أجل عدم الذهاب إلى السجن، أما الفارون إلى اليونان، فيتعرض ذووهم في تركيا للظلم والبطش حتى وإن كان لا علاقة لهم بحركة الخدمة، لذلك فإن أغلب الذين أجريتُ معهم نقاشات، لا يريدون أن يكشفوا عن هويتهم، ما هم إلا جزء من هجرة جماعية من تركيا.