التجنيس في تركيا.. كيف يصنع «أردوغان» شعبا مؤيد لانتهاكاته بأنقرة؟
السبت، 27 أكتوبر 2018 12:00 ص
يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى تكوين قاعدة عريضة من المؤيدين لسياساته القمعية ضد الشعب التركي، من خلال عدة أساليب منها سياسة التجنيس التي يتبعها مع اللاجئين السوريين، بالإضافة إلى تولية أتباعه مناصب هامة في المفاصل القيادية التركية.
الانتخابات الرئاسية التركية الماضية شهدت استعانة أردوغان باللاجئين السوريين المجنسين، وكان يبلغ عددهم حينها أكثر من 30 ألفا؛ للتصويت له ولحزبه «العدالة والتنمية»، وهو الأمر ذاته الذي شهدته الانتخابات البرلمانية في ذلك الوقت.
اردوغان
الكاتب التركي «جينكيز أكتار»، فضح خطة النظام الجديدة للتجنيس، مشيرا إلى أن تحركات القيادة التركية في السنوات الخمس الأخيرة توضح مساع حثيثة لإعادة اختراع التركية كهوية سنية وتطهيرها من جميع العناصر المخالفة لها بعيداً عن الفضاء العام، إن لم يكن بعيداً عن البلاد، فالعلويون، والأكراد، والمفكرون، والعلماء، والعمال الذين يرفضون العبودية، والصحفيون الذين يريدون أن ينشروا ويكتبوا، والمدافعون عن البيئة، ومناصرو الثقافة، والنساء اللاتي لا ينطبق عليهن تعريف النظام للمرأة، ومن يتحدثون عن العدالة، والمفكرون المستقلون من السنة كل هؤلاء المواطنين في خلاف مع مفهوم البشرية المتجانسة الجديد في تركيا.
وأضاف الكاتب التركي، بمقال له في صحيفة «أحوال تركية»، أن النظام الحالي يستبدل بشكل ممنهج المواطنين المختلفين بين الجماهير العريضة بأتراك أخيار، حيث يتولى خادموه المطيعون مهمة استبدال المواطنين المختلفين، كما يجري النظام عملية هندسة ديموجرافية عميقة في المحافظات الكردية، حيث يوطن الأكراد المطيعين والسوريين في المستوطنات الجديدة التي يبنيها في البلدات الكردية التي مزقتها الحرب، كما أن النظام يؤمم ممتلكات الأكراد المختلفين ويستولي عليها تحت ذريعة الارتقاء بالأحياء.
للاجئين السوريين
وأشار الكاتب التركي، إلى أن النظام يستغل اللاجئين السوريين ومعظمهم لا يمكنهم أن يعودوا إلى بلادهم ليصبحوا محوراً رئيساً للاندماج الطوعي، وشأنهم شأن لاجئي البلقان والقوقاز، الذين لعبوا قبل 100 عام دورا أساسيا في حملات التطهير ضد غير المسلمين في الأناضول، سيلعب اللاجئون السوريون والبالغ عددهم 3.5 مليون شخص طوعا وبكل سرور دورا في حل محل الأتراك المختلفين فضلا عن ذلك، سيكون للنظام حتى منظمته الخاصة، أو تشكلات مخصوصة، عندما تغادر الجماعات التكفيرية المتركزة في محافظة إدلب سوريا وتتجه إلى تركيا، وسيحدث ذلك عاجلاً أو آجلاً.
ولفت الكاتب التركي، إلى أنه سيصبح المواطنون الجدد هم العرب الذين اشتروا عقارات في تركيا نتيجة للعديد من الاتفاقات الغامضة بين دولهم وتركيا، كما أن هناك ما هو أسوأ، حيث يجري إعداد الأجيال الجديدة التي شكلت وجدانها رئاسةُ الشؤون الدينية التركية ونظام التعليم، والجيش الآن، لتحقيق التجانس النهائي.