انتصر بأغنية بعد وفاته.. قصة رفض محمد فوزي الغناء لجمال عبد الناصر فلعنه النظام
السبت، 27 أكتوبر 2018 10:00 ص
يعلم الجميع قصة معاناة المطرب الكبير الراحل محمد فوزى مع نظام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والتي انتهت بتأميم شركته الأولى في مصر لصناعة الأسطوانات، ومنعه من الظهور تدريجيًا في أعمال فنية، إلى أن توفى متأثرًا سنة 1966، وتظهر مع مرور الوقت بعض الوثائق والشهادات التي تشير إلى أن سبب معاناة "فوزي" مع النظام كانت بسبب إصراره على عدم الغناء للرئيس عبد الناصر.
محمد فوزى ورفض الغناء لناصر
كشف الإعلامي محمود سعد في حديث عن قصة معاناة محمد فوزي ببرنامج "باب الخلق" على قناة النهار، الكثير من الوقائع التي استقاها من زوجته الراحل مديحة يسري، رفيقته في اللحظات الأخيرة لحين وفاته، والمطلعة على الكثير من الأسرار، ناقلا عن سمراء النيل واقعة تقول فيها: "بعد التضييق على محمد فوزي ومصادرة ممتلكاته لرفضه الغناء لجمال عبد الناصر، طالبه مقربون منه باتقاء شر النظام والغناء لعبد ناصر".
محمد فوزى وجمال عبد الناصر
اقرأ أيضاً: "ما لناش عشم وياك يا ماسبيرو".. لماذا تجاهلت الإذاعة مئوية عملاق الطرب محمد فوزي؟
وجاءت الفرصة لمحمد فوزي للمشاركة بالغناء في حفل عيد الثورة أمام الرئيس جمال عبد الناصر سنة 1963، وغنى في الحفل كلا من عبد الحليم حافظ، وأم كلثوم، أغاني وطنية فيها اسم الرئيس ناصر، ولكن محمد فوزي لم يستطيع تقديم هذا النوع من الأغاني، وقرر الغناء للوطن، وقدم أغنيته الشهيرة "بلدي أحببتك يا بلدي"، وكانت بصوت حزين لما تعرض له من مآسي.
وبعد انتهاء الحفل، تعرض "فوزى" لحالة هجوم شديدة من أصدقائه، لعدم انتهاز الفرصة والغناء لجمال عبد الناصر، إلا أنه أخبرهم بعدم قدرته على الغناء لشخص وإيمانه بالغناء للوطن فقط وتأييده لثورة 23 يوليو، ثم تمكن المرض من محمد فوزي، وانخفض وزنه من 77 كيلو إلى 40 كيلو، لدرجة أن ابنه الصغير كان يحمله ويتحرك به في المنزل، وفق ما قالته الراحلة مديحة يسري، ثم توفى متأثرًا من الظلم وليس المرض عام 1966.
محمد فوزى وزوجته مديحة يسرى
وقال الإعلامي محمود سعد، إن الفنانة الراحلة مديحة يسري أخبرته أن الإذاعة المصرية عقب وقوع نكسة 5 يونيو 1967 كانت في ورطة وتريد دار الإذاعة تشغيل الأغاني الوطنية لمواكبة الحدث المفزع، فلم تستطع إذاعة أغاني عبد الحليم وأم كلثوم، لما تحتويه من إشادة بجمال عبد الناصر، ولم تجد أمامها سوى أغنية "بلدي أحببتك يا بلدي" لمحمد فوزي، لينتصر على بطش نظام عبد الناصر بعد وفاته.
اقرأ أيضاً: في ذكرى رحيل أمير البهجة محمد فوزي.. كان الأول في كل مجال ولكنه لم يدخل في صراع مع أحد
يذكر أن محمد فوزي استطاع تأسيس شركة مصرفون لإنتاج الأسطوانات، وفرغ نفسه لإدارتها، وكانت ضربة موجعة لشركات الأسطوانات الأجنبية التي كانت تبيع الأسطوانة بـ90 قرشاً حينذاك، بينما كانت شركة فوزي تبيعها بـ35 قرشاً فقط، وأنتجت شركته أغاني كبار المطربين في ذلك العصر مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وغيرهما.
اقرأ أيضاً: محمد فوزي.. الموسيقار الكبير أدخل مصر صناعة الاسطوانات ومات حسرة عليها
ودفع تفوق شركة فوزي وجودة إنتاجها الحكومة إلي تأميمها سنة 1961م وتعيينه مديراً لها بمرتب 100 جنيه، الأمر الذي أصابه باكتئاب حاد كان مقدمة رحلة مرضه الطويلة التي انتهت برحيله بمرض سرطان العظام في 20 أكتوبر 1966.