أردوغان ميكس كل حاجة والعكس.. كيف دعا الرئيس التركي للديمقراطية وتحول إلى ديكتاتور؟
الجمعة، 26 أكتوبر 2018 12:00 ص
في بداية صعوده للمشهد السياسي، خرج لشعبه زاعما أنه يهدف إلى تعزيز الديمقراطية، ونشر الحرية في مجتمعه، ولكن مع مرور الزمن اكتشف شعبه الحقيقة، وأظهر سياساته القمعية التي كان يهاجمها في خطاباته السابقة، إنه رجب طيب أردوغان، الذي وصل إلى سلم الحكم عبر خطابات زعم فيها حرصه على العملية الديمقراطية في بلاده، إلا أنه مع مرور أعوام من حكمه عانى الشعب التركي من مساوئ حكمه.
الكاتب التركي، أكرم دومانلي، رئيس تحرير صحيفة زمان التركية سابقًا، كشف مراحل الحكم لدى أردوغان، وكيف تحول من النقيض للنقيض، وكيف انخدع الشعب التركي فيه منذ بداية الألفية الجديدة، ليظهر أردوغان عكس ما كان يصدر من خطاباته مع بداية حكمه.
في البداية، سئلنا رئيس تحرير صحيفة زمان التركية سابقًا: هل كانت لأردوغان أجندة سرية منذ البداية، أم أنه تسمم بالسلطة والقوة التي اكتسبها خلال فترة حكمه؟، فأكد أن هناك مؤيدين لهاتين الفكرتين؛ فالبعض يقول إن أردوغان خدع الجميع، فلم أعد أؤيد فكرة الإسلام السياسي، لكنه توقف عن تنفيذ هذه الوعود التكتيكية التي كانت تتطلبها شروط الديمقراطية حينها، وبدأ يتحول إلى دكتاتور بشكل تدريجي، بعد أن تمكن من كل السلطات، واستولى على الدولة، في حين يقول الآخرون إن أردوغان كان ينوي التغيير فعلا، وبذل جهد، واتخذ خطوات ملموسة نحو تغيير ديمقراطي، ولكن بعد أن جمع كل سلطات الدولة في شخصه، لم يستطع مقاومة سحرها، وقرر أن يكون الرجل الأوحد في البلاد، لذا عمد إلى إلغاء مبدأ الفصل بين السلطات من أجل الهروب من الرقابة الديمقراطية عقب تورط أفراد من عائلته ووزرائه في ممارسات الفساد والرشوة عام 2013.
رئيس تحرير صحيفة زمان التركية سابقًا، في مقال له بصحيفة "زمان" التركية المعارضة، إلى أن هناك نوعان من أردوغان، الأول هو زعيم التغيير الديمقراطي الذي بدأ في عام 2002، والآخر هو الزعيم السياسي الذي لا يعترف بأي قانون، والذي بدأ في عام 2010، حيث بدأ أردوغان الثاني في الظهور عام 2010، وظهر في صورة الزعيم الفخور المتكبر الممارس للقمع المدفوع بالتحول إلى الرجل الأوحد الذي يريد السيطرة على كل شيء.
وأشار رئيس تحرير صحيفة زمان التركية سابقًا، إلى أن الإصلاحات قد توقفت بالفعل في بداية عام 2010، وأصبحت تركيا منطوية على ذاتها، ويعزون السقوط إلى هذه الحقيقة بينما يعزو الآخرون تراجع أردوغان إلى الرئيس التركي الذي عقد مقارنة بين احتجاجات حديقة غيزي باركي والربيع العربي سيطر عليه الخوف، بل أصيب بالذعر.
كليجار
ولفت رئيس تحرير صحيفة زمان التركية سابقًا، إلى أن أكثر الخطوات وضوحًا وخطورة نحو الاستبداد بدأت في 17 ديسمبر 2013، حيث تسببت الوثائق المكشوفة في 17 ديسمبر 2013 حول ممارسات الفساد والرشوة في استقالة أربعة وزراء، لكن أردوغان دافع عن نفسه بأن جميع الادعاءات كانت في الواقع محاولة انقلابية ضده، موضحا أن أردوغان لم يتغير بل ظل الرجل نفسه فقد كانت له أجندة سرية وعرض نفسه وكأنه ديمقراطي في البداية، ولما وجد الفرصة أسقط القناع عن وجهه الحقيقي.