رغم محاولات أردوغان لتقريب العلاقات معها.. برلين تحذر مواطنيها من السفر إلى أنقرة

رغم عدم مرور أكثر من شهر على الزيارة التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ألمانيا نهاية الشهر الماضي، لتقريب العلاقات بين البلدين، إلا أن برلين وجهت صفعة جديدة للرئيس التركي، عبر تحذير مواطنيها من السفر إلى أنقرة.

هذه التحذيرات جاءت نتيجة تفاقم السياسات القمعية التي تمارسها السلطات التركية ضد معارضيها، وكذلك ضد الأجانب الذين يعبرون عن غضبهم من سياسات الرئيس التركي، خاصة السائحين الألمان.

صحيفة "أحوال" تركية، أكدت أن وزارة الخارجية الألمانية، أشارت في إرشاداتها بشأن السفر إلى تركيا، التحذير لمواطنيها على نحو أوضح من ذي قبل من التصريح بالإدلاء بآراء ناقدة للحكومة التركية على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث جاء في الفقرة المحدثة لإرشادات السفر إلى تركيا على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الألمانية بأن مثل هذه الآراء، التي تندرح تحت حرية الرأي وفقا للمفهوم الألماني للقانون، من الممكن أن تكون سببا لإجراءات قضائية في تركيا، فمشاركة منشور ناقد للحكومة التركية أو الضغط على زر أعجبني كفيل بالملاحقة القانونية هناك.

الوزارة لم تكتف بهذا التحذير، بل أكدت في تحذيراتها أنه يتعين توقع أن التعليقات غير المتاحة للعامة على مواقع التواصل الاجتماعي يتم إحالتها إلى السلطات الجنائية التركية عبر واشين مجهولين، حيث إنه في حالة الإدانة بتهمة إهانة أردوغان أو الترويج لمنظمة إرهابية فإن هذا ينذر بسجن المتهمين عدة سنوات، وهناك اعتقالات تمت بناء على الاشتباه في وجود صلة بين المشتبه به ومنظمة مصنفة في تركيا على أنها إرهابية، مثل حركة الداعية التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله جولن.

وزارة الخارجية الألمانية، واصلت تحذيراتها لمواطنيها أنه بالرغم من أن خلفيات رفض السفر لا يتم الإخبار بها على نحو مبدئي، لا يمكن استبعاد وجود صلة لواشين مجهولين، ما يمكن إثباته أن نسبة كبيرة من المرفوض سفرهم منحدرون من عائلات كردية أو علوية تركية، حيث شددت برلين من إرشادات السفر إلى تركيا على نحو بالغ لأول مرة في 20 يوليو عام 2017، وذلك كرد فعل على اعتقال الناشط الحقوقي الألماني بيتر شتويتنر.

الصحيفة التركية، لفتت إلى أن هذه الخطوة جوهرية في سياسة جديدة متشددة تجاه تركيا من جانب الحكومة الألمانية، وذلك بعدما اعتقلت السلطات التركية أكثر من 20 ألمانيا لأسباب سياسية منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في صيف عام 2016، فعقب إلغاء حالة الطوارئ في تركيا هذا الصيف، خففت الخارجية الألمانية إرشادات السفر لتركيا، التي تعتبر من الوجهات المفضلة للسائحين الألمان.