علاقة التيارات الإرهابية بالخلافة العثمانية.. كيف صنع أجداد أردوغان جماعات الإسلام السياسي؟
الخميس، 25 أكتوبر 2018 11:00 م
لم يكن مستغربًا أن تخرج الجماعات التي تسمى نفسها "الإسلام السياسي"، والتي ظهرت حديثا في المجتمعات العربية، وأثبتت فشلها، من عباءة الخلافة العثمانية المزعومة التي يرددها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
فدائما ما نجد الإخوان وقياداتهم يخرجون ليمجدون تلك الخلافة العثمانية، متجاهلين مدى الجرائم المرتكبة في حق الشعوب الإسلامية، ولكن بالذهاب بعيدا والبحث عن ماضي، سنجد أن تلك الخلافة تتبع نفس تلك الأسلوب الذي يتبعه التنظيمات الإرهابية في الوقت الراهن.
واللافت في النظر أن الخلافة العثمانية نفسها، شهدت تحركات ومساعي لإنشاء جماعات الإسلام السياسي في عهدها، إلا أن هذه المحاولات كانت تبوء بالفشل، ولكن مع سقوط تلك الخلافة بدأت هذه الحركات تظهر من جديد.
اردوغان
علاقات جماعات الإسلام السياسي بالخلافة العثمانية، كشفها موقع "عثماني" ، التابع للمعارضة التركية، والذي أكد أن كل من الإخوان وداعش وجماعات التكفير والهجرة وجماعات السلفيين المتعددة، خرجت كلها من عباءة السلطنة العثمانية التي يسمونها زعما باسم الخلافة، في محاولات يائسة للاستيلاء على السلطة باسم الدين دون برامج لتحسين حياة الناس أو على الأقل تثبيت أحوالهم كما هي عليه، فيما يردون على من يفضح مشروعهم التخريبي بوابل من رصاص التكفير الخارج من فوهة تركيا المنشأ.
الموقع التركي أشار إلى أن الحكاية قديمة منذ الدولة العثمانية نفسها، كل شيء في سبيل السلطة، مشيرة إلى استخدام الإسلام بطريقة خاطئة ليكون أداة بيد السلاطين، كانوا أول من استخدم الخطاب الديني في ميدان السياسة أمام مطالب الإصلاح والحكم النيابي وإصلاح التعليم والحريات، ورفع السلطان عبد الحميد الثاني شعارًا ظاهره الإسلام وباطنه الاستبداد، عبر فكرة الجامعة الإسلامية وكان نصيبها الفشل، لكنها انتقلت إلى الشعوب العربية في صور عدة ربما تكون أستاذية العالم هي الأشهر وحجر الزاوية في فكر الإخوان للمتاجرة بالإسلام.
حسن البنا
الخلافة العثمانية هي من تتحمل أوزار هذه الجماعات الإرهابية، فوفقا للموقع التركي، فإن العثمانيين أصابوا شعوب الشرق بلعنة الإسلام السياسي الذي ينكوي به الجميع، بعدما وضع على عاتقه نشر الخراب والجهل وتدمير المدن وتشريد الشعوب، ونظرة لما يحدث في سوريا وليبيا الآن تغني عن آلاف الكلمات، لافتًا إلى أن منصب الخليفة، ووحدة المسلمين وخطر الأفكار المستوردة الأوروبية، استطاع أن يخلق أردوغان تيارا شعبيا معاديا للغرب، وفي نفس الوقت معاديًا للأفكار التحررية والعقلانية ذات المنحنى الليبرالي.
وحول علاقة جماعات الإسلام السياسي بالخلافة العثمانية، أكد هشام النجار، الباحث الإسلامي، في تصريحات لـ"صوت الأمة"، أن التيارات الإسلام السياسي كانت رد فعل لسقوط السلطنة العثمانية وقد سعت جماعات الاسلام السياسي لإحياء هذه السلطنة بزعم توحيد المسلمين، مؤكدًا أنه حدث تنافس وصراع فيما بين من أراد أن يجعل هذه الخلافة عربية ، ومن يريد أن يجعلها تركية ولا يزال هذا الصراع قائمًا ويبدو أنه سينتهى لصالح الاتراك بتنصيب أردوغان.
السلطان عبد الحميد الثاني