أزمة جديدة بين أمريكا وروسيا.. الانسحاب من اتفاقية النووي يفتح أبواب الحرب الإلكترونية
الخميس، 25 أكتوبر 2018 09:00 م
يبدو أن تداعيات شكوك المؤسسات الأمريكية بشأن تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية التي أجريت قبل عامين وجلس على إثرها دونالد ترامب على كرسي الحكم، مازالت تلقي بظلالها على الداخل الأمريكي، خاصة قبل انطلاق انتخابات التجديد النصفي للكونجرس بأسبوعين، حيث يعمل أكبر جهاز الإلكتروني في الولايات المتحدة لتفويت الفرصة على موسكو لعدم التأثير على هذا الحدث.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه العلاقات الأمريكية الروسية توترًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، فالرئيس الأمريكي الذي تتهمه مراكز أبحاث الرأي في الولايات المتحدة بالانتماء لموسكو، على خلفية دور الأخيرة في إقصاء هيلاري كلينتون منافسة ترامب من الانتخابات، خرج مؤخرًا ليشن هجوم لاذع على روسيا، مهددًا بالانسحاب من اتفاقية القوى النووية متوسطة المدى التي تم توقيعها عام 1987.
وبحسب ما نقلته نيوريوك تايمز الأمريكية فأن القيادة الإلكترونية الأمريكية استهدفت عملاء روس لردعهم قبل أن ينشروا معلومات مضللة تؤثر على انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، حيث أكد مسئولون أمريكيون أنه تم تحديد العملاء الروس لمراقبة عملهم على الإنترنت لرصد ما ينشروه قبل الانتخابات.
وكانت أمريكا استغلت الأزمة الروسية البريطانية المندلعة منذ مارس الماضي على خلفية علمية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال، فبعد اتهام بريطانيا روسيا بتنفيذ هجمات كيمائية، وعمليات إلكترونية تستهدف المملكة المتحدة، اصطفت أمريكا بجانب بريطانيا لتعلن هي الأخرى تورط 7 عناصر من الاستخبارات الروسية بالتورط في قضية القرصنة الدولية.
وقالت نيويورك تايمز إن هناك حملة روسية تتضمن استهداف انتخابات الكونجرس، وهو ما سيقابله أول عملية مكافحة إلكترونية خارجية تجريها الولايات المتحدة لحماية استحقاقاتها الانتخابية.
وكانت وزارة العدل الأمريكية أكدت يوم الجمعة الماضي، أن هناك حملة (حرب معلوماتية) يشنها الروس بهدف التأثير على انتخابات التجديد النصفي، ليكون هناك مراقبة على كافة التهديدات الخارجية الذي تراه الحكومة الأمريكية من حملة التأثير الروسية.
ورغم خروج هذه المعلومات من أعلى الأجهزة الأمريكية كوزارة العدل وبعض المسئولين المطلعين، إلا أن الصحيفة لم تكشف من مصادرها تحديد عدد العملاء الروس الذين تم استهدافهم، كما لم يوضحوا الطرق التي استخدمتها القيادة الإلكترونية الأمريكية لبعث رسائل مباشرة إلى العملاء الروس الذين يقفون وراء حملات التضليل.
وجاء ذلك بعد ساعات قليلة من إعلان المتحدث باسم الكرملين، بحث الولايات المتحدة وروسيا إمكانية زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لواشنطن العام المقبل، حيث قال الكرملين ، كما تعتزم باريس جمع رئيسي البلدين الشهر المقبل في أول لقاء لهما منذ قمة في هلسنكي أطلقت عاصفة من الانتقادات لتقارب ترامب من الكرملين.