«ترامب» يهدد بالإنسحاب من المعاهدة النووية مع روسيا.. سيناريوهات ومخاوف
الأحد، 21 أكتوبر 2018 03:00 م
يواصل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في إتخاذ قرارات تعكس تخلصه من إرث الرئيس السابق، بارك أوباما؛ فبعد إلغاء الإتفاق النووي الإيراني، ومشروع أوباما كير للصحة، وإتفاقية باريس للمناخ، والتراجع في برنامج الهجرة وآلية التعامل مع كوبا، أعلن «ترامب» السبت توجه واشنطن الإنسحاب من معاهدة حول الأسلحة النوية المتوسطة المدى مع روسيا.
الإتفاقية كان قد تم توقيعها بين أمريكا وروسيا خلال الحرب الباردة، بين الرئيسين رونالد ريجان وميخائيل جورباتشوف في ديسمبر عام 1987. فيما يتهم دونالد ترامب الجانب الروسي الآن بإنتهاك الإتفاقية على مدار السنوات الماضية.
تلويح أمريكي بتصنيع النووي
وقال بحسب وكالات الأنباء العالمية خلال مؤتمر صحفي له في مدينة إلكو بـ«نيفادا» أن في حال عدم إحترام روسيا للمعاهدة فإننا سننهي الإتفاقية، وسنتجه لتطوير الأسلحة النووية هذه، مضيفًا أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح بإنتهاك الإتفاقية وتصنيع غيرهم للأسلحة النووية، وهي ممنوعة من ذلك، مشيرًا إلى أن روسيا لم تحترم الإتفاقية.
محاولة ابتزاز
ويبدو أن الأمر أثار غضب الجانب الروسي مدينًا ما أسماه بـ«محاولة الإبتزاز» من قبل أمريكا بهدف الضغط على روسيا لتقديم تنازلات في مجال الاستقرار الاستراتيجي. وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف الأحد، بحسب «سبوتنيك» الروسية: «ننظر بقلق وإدانة للمحاولات الأمريكية الجديدة للإبتزاز للحصول على تنازلات من روسيا في مجال الأمن الدولي والإستقرار الاستراتيجي»، مضيفًا «الجانب الروسي قال أكثر من مرة أنه ليس هناك اية أسس لدى الأمريكيين لإتهام روسيا بانتهاك هذه المعاهدة».
«ستارت» مهددة
كما أعلن المسؤول الروسي عن وصول مستشار الرئيس الأمريكي، جون بولتون إلى موسكو الأثنين، متوقعًا أن يوضح لهم الموقف الأمريكي والخطوات المتوقع أن تتخذها واشنطن بشأن معاهدة الحد من الأسلحة النووية.
ويُعرف عن «بولتون» بمواقفه المتشددة تجاه المسؤولين الروس، فيما من المقرر أن يلتقي بعدد منهم خلال زيارته المقررة تلك، في مقدمتهم وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، وسكرتير مجلس الأمن، نيكولاي باتروشيف، بحسب «فرانس 24». ويقال بحسب تقارير أجنبية أن «بولتون» هو من يضغط على «ترامب» بهدف الإنسحاب من الإتفاقية السابقة الذكر، أيضًا يقوم بإعاقة المفاوضات بشأن معاهدة «ستارت الجديدة»، الهادفة للحدّ من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية، والتي من المقرر انتهاءها في عام 2020، فيما تحاول روسيا تمديدها.
يرى البعض أن ذلك القرار الأمريكي، يعني حرب نووية بين الشرق والغرب، فيما ينفي آخرون ذلك، ولكنه يثر المخوف من أن تتسارع القوى الدولية على تطوير وإنتاج الأسلحة النووية سواء في الشرق أو الغرب، بحسب «سكاي نيوز» عربية.
تداعيات
هذا ومن المتوقع أن يكون القرار له تبعات كبيرة على السياسة الدفاعية الأمريكية في آسيا، وخاصة تجاه الصين، والتي من المحتمل أن يؤدي إنسحاب أمريكا من الإتفاق وبما أنها لم تكن طرفًا في المعاهدة؛ أن تطور أسلحتها النووية المتوسطة المدى دون أي قيود.
يذكر أن روسيا كشفت في مايو من العام الجاري عن إختراق أمريكا لمعاهدة الحدّ من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، بحسب موقع «روسيا اليوم» وأكد رئيس مركز تخفيض الخطر النووي في روسيا، سيرجي ريجكوف على أن أمريكا تواصل إنتاج صواريخ محظورة طبقًا للمعاهدة ، بهدف استخدامها في اختبار دفاعاتها الجوية.
اقرأ أيضًا: موسكو تتهم واشنطن باختراق معاهدة إزالة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى
وتلتفت الأنظار إلى لقاء مرتقب بين دونالد ترامب وبتين في نوفمبر المقبل في العاصمة الفرنسية، باريس للمشاركة في إحياء ذكرى نهاية الحرب العالمية الأولى، في ظل توتر العلاقات الحالية بين أمريكا وموسكو.