«من الخرطوش للسم يا قلبي لا تحزن».. كيف هددت الكلاب الضالة حياة المواطنين بمحافظات مصر؟
الأربعاء، 24 أكتوبر 2018 03:00 م
أزمة كبيرة واجهتها الأجهزة التنفيذية بمحافظات مصر وأحيائها ومدنها وقُراها خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، فخلال هذه السنوات، تلقت غرف عمليات الأحياء والمحافظات وغرف المتابعة الميدانية به، آلاف الشكاوى من المواطنين بانتشار الكلاب الضالة بكل الشوارع دون استثناء، دون أن تحرك أجهزة الأحياء والمسئولين عن مواجهة هذه الظاهرة ساكناً لقتل أو التحفظ عليها و التخلص منها بالطرق المعتادة التى اعتادت عليها منذ عشرات السنوات.
تعرض أشخاص كثيرين طوال هذه الفترة إلى الأذى البدنى والعقر من الكلاب الضالة المنتشرة بالشوارع بمختلف أحياء ومدن الجمهورية، إلا أن بعضهم تقدم ألحق بعض التقارير الطبية التى حصل عليها من المستشفيات التى تلقي بها علاج بسبب عقر الكلاب لهم بالشكاوى التى قدمها لبعض غرف العمليات كما حدث بمحافظة القاهرة، وأيضاً لم تتحرك المحافظة لحل هذه المشكلة المزمنة التى أرهقت الناس فى الأحياء.
ولكن، ما هو السبب وراء زيادة أعداد الكلاب الضالة بالشوارع دون أن تتدخل المحافظات لحل هذه الأزمة أو تستجيب لشكاوى المواطنين فى هذا الشأن؟، تكهنات وتوقعات وشائعات كثيرة أطلقها الناس خلال الفترة الماضية حول هذا الأمر، فبعضهم يتهم الأجهزة المسئولة بالأحياء والمدن بالتقصير وعدم القيام بمهامهم وأدوارهم، والبعض الأخر يرى أن المحافظات قررت التعايش مع الكلاب الضالة كنوع من أنواع الإنسانية والرفق بالحيوان.
وكشف مصدر مسئول بغرفة العمليات والمتابعة الميدانية بمحافظة القاهرة لـ «صوت الأمة»، عن أنه كان يتم استيراد المادة التى تُستخدم فى تسميم الكلاب الضالة فى الشوارع من الصين، كبديل لاستخدام الخرطوش فى قتلهم، كانت هذه الطريقة فعالة وحققت نجاحاً كبيرة فى بداية استيرادها، وكان يتم تقديمها للكلاب فى الشارع لتجذبهم، حيث كانت تحمل روائح الأطعمة التى يفضلونها مش الدجاج واللحوم وغيرهم.
وأضاف المصدر، أنه منذ 3 سنوات تقريباً، أصبحت المادة الفعالة الموجودة فى السم الذى يتم تقديمه للكلاب الضالة أقل فاعلية عما سبق، فلم تعد تؤثر على الكلاب نهائياً، ومن ثم تم إيقاف إستيراد هذا النوع من السم من الصين، مشيراً إلى أنها أصبحت تمثل عبئاً مادياً.
ويروى المصدر أحد المواقف التى حدثت معه خلال أحد الحملات التى تم شنها بحى طرة للقضاء على الكلاب الضالة بأحد المناطق، أنه وزملاءه قامو بوضع السم بالقرب من مكان تجمع الكلاب، وفور أن تم وضعه توجهت مجموعة منهم إليه بسبب انبعاث رائحة الطعام منه، وفور وصولهم إليه، قاموا بشمه ثم انصرفوا عنه بعد لحظات، ولم يقترب كلب واحد منهم ناحيته مرة أخرى وكأنهم عرفوا أنهم سم، مشيراً إلى أن السم أصبح ضعيفاً لدرجة أن الكلاب أصبحت تميزه.
عجزت الحكومة عن إيجاد حل لهذه المشكلة، إلا أن المهندس عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة السابق، فور توليه المنصب أعلن عن حجم هذه المشكلة، وقدم مقترحاً لعمل مصحات للكلاب الضالة، فمن ناحية يتم التخلص منها بالشوارع نهائياً، بالإضافة إلى التعامل معهم بإنسانية داخل مصحات متخصصة فى التعامل مع الحيوانات يتم انشائها كما يحدث بالخارج، إلا أن المقترح لما يحظى بالاهتمام الكبير من الحكومة، ولازالت أزمة الكلاب الضالة قائمة بمختلف أحياء ومراكز ومدن الجمهورية.