عمدة مسلسلات التلفزيون.. سر رغبة صلاح السعدني في تجسيد شخصية عبد الناصر
الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018 06:00 م
هو عمدة التمثيل في التلفزيون المصري، سلك مثل عادل إمام طريق الفن في نفس اللحظة، تخرجا معا في كلية الزراعة، وعملا سويا في مسرح الكلية، أنه الفنان صلاح السعدني، المولود يوم 1943 في الثالث والعشرين من أكتوبر، والذي يتزامن مع اليوم، ليتم عمدة المسلسلات المصرية، عامه الـ75، ويحتفل بيوبيله الماسي، وفقا للنظام الأمريكي.
صلاح السعدني
صلاح السعدني هو الشقيق الأصغر للكاتب الساخر الراحل محمود السعدني، أحد رواد الكتابة الساخرة، المشهور باسم الولد الشقي، وكان صلاح يعتبره مثله الأعلى.
بدأ صلاح السعدني تقديم أول أعماله عام 1960، وكان مسلسل الرحيل عام 1960، وقدم السعدني العديد من المسلسلات، منها مسلسل الفلاح، شارك فيه مع العديد من الممثلين الكبار، مثل سعيد صالح، عن قصة عبد الرحمن الشرقاوي، كما قدم أفلام كثيرة، منها مشاركته في أفلام الأرض، والرصاصة لا تزال في جيبي، وأبناء الصمت، أما أبرز الأعمال الدرامية التي لعب بطولتها، وظلت مطبوعة في قلوب المصريين، فكان دوره الشهير الذي اكتسب منه لقب العمدة، في "ليالي الحلمية" ومسلسله الأشهر الآخر، "أرابيسك" وكلاهما كتبهما أسامة أنور عكاشة.
في 21 أكتوبر عام 2011، قال صلاح السعدني أنه يتوق لتجسيد شخصية السادات وعبد الناصر، وكشف في تصريحات لإحدى الصحف الخليجية، أن مشروع مسلسل الزوجة الثانية الذي كان من المفترض أن يلعب بطولته أمام رانيا يوسف، في استعادة للفيلم الكلاسيكي، قد توقف بشكل تام، نظرا لمشاكل إنتاجية عاقت خروجه للنور.
رغب صلاح السعدني أن يجسد شخصية جمال عبد الناصر، الذي يحبه كثيرا، لأنه نصير للفقراء، قال السعدني في تلك التصريحات: لا يمكن أن أقدم أي شخصية خاصة، حتى وإن كانت سيرة ذاتية، إلا إذا كنت متوافقا مع تلك الشخصية نفسها، والحقيقة كان هناك مشروعا لتقديم شخصية الرئيس الراحل أنور السادات، وكنت سعيدا بتلك الفكرة، لأني احترم هذا الرجل، وأقدره في الكثير من مواقفه، وهي لازالت فكرة ولم تترجم على أرض الواقع، وأتمنى يوما أن أقدم شخصية عبد الناصر، لأنني من أبناء ثورة يوليو، ومؤمن جدا بتجربته رغم أني ضد وصفي بأني ناصري.
يتمتع صلاح السعدني بخفة ظل رائعة، في حوار قديم له مع نور الشريف، يظهر فيه قدرته على استعادة الذكريات، وكذلك إطلاق النكات، يتحدث صلاح السعدني لنور الشريف قائلا: فاكر يوم لما عزمتني على الفطار، وجئت إلى بيت عمتك؟.
في هذا الحوار تظهر قدرة وموهبة لم نعرف عنها شيئا لصلاح السعدني، وهي قدرة إجراء الحوار التلفزيوني، واستخدام الألفاظ وانتقاءها وكذلك قدرته على فتح الموضوعات المختلفة مع نور الشريف، والمتعلقة بالمسرح الصغير، وبدايات نور فيه، وكذلك تجربته مع الإخراج.
في تصريحات إذاعية له تحدث صلاح السعدني عن لحظات الخوف الكثيرة التي عاشها، وصف صلاح السعدني نفسه بأنه "خواف عام"، قال: أغلب لحظات عمري التي عشتها مؤرقا، بمصر، وبما يجري في مصر، وكانت أحوال مصر سبب في أن أصاب بالقلق كثيرا.
كان صلاح السعدني منحازا لقضايا المجتمع المصري، كان صبيا صغيرا عندما أمم جمال عبد الناصر قناة السويس، يستعيد هذه اللحظة على الرغم من كبر سنه، وتحدث عنها بفخر في هذا الحوار الإذاعي، وربط بينها وبين قرار تأميم البترول الإيراني الذي اتخذه محمد مصدق في إيران.
كان صلاح السعدني قارئا نهما، بسبب شقيقه الأكبر محمود السعدني، وأطلع على بسببه على الكثير مما مرت به مصر، بل وأضير بسبب موقفه من السادات، حيث مُنع صلاح السعدني من العمل بضعة سنوات، ثم عاد مرة أخرى.