طموحاته الجنونية تنهار.. كيف أفشلت الأزمة الاقتصادية خطط أردوغان الكارثية؟

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018 02:00 م
طموحاته الجنونية تنهار.. كيف أفشلت الأزمة الاقتصادية خطط أردوغان الكارثية؟
الرئيس التركى رجب طيب اردوغان
كتب أحمد عرفة

 

رب ضارة نافعة، هذا يمكن أن ينطبق على الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها تركيا في الوقت الراهن وكيف دفعت تلك الأزمة، تراجع سعر الليرة التركية، إلى عدم تنفيذ مشروعات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي كانت ستنعكس بالسلب على المنطقة بشكل عام.

الرئيس التركي اتخذ العديد من الإجراءات القمعية لإجبار شعبه على الموافقة على المشاريع التي أعلن عن تدشينها، رغم ما لها من تأثيرهات سلبيىة سواء على الشعب التركي نفسه، أو عدد من الدول المجاورة ، ولكن الأزمة الاقتصادية الأخيرة منعته من تنفيذ هذه المشاريع.

الكاتب التركي ياوز بيدر، أشار إلى أن التراجع السريع للاقتصاد التركي منذ أواخر العام الماضي أعطى علماء البيئة مجالا لالتقاط الأنفاس، حيث يتباطأ أحد مشروعي بناء عملاقين أطلقهما الرئيس التركي، وهما مطار إسطنبول الجديد وقناة إسطنبول المائية، ومطار إسطنبول الجديد الضخم الذى يقام على سواحل البحر الأسود كان مقررا افتتاحه يوم 29 أكتوبر الجارى بالتزامن مع الاحتفالات بذكرى قيام الجمهورية التركية، لكن الظروف حالت دون تنفيذه فى الموعد المقرر ما يعنى تأجيل معاناة سكان المنطقة المجاورة للمطار من التأثير على روتانية حياتهم وااحتفاظهم عويض ملائم لها، ومشوع المطار باهظ التكلفة ومثير للجدل، وعانى فيه العمال من ظروف قاسية فى ظل رغبة السلطة فى سرعة إنجازة بما يفوق قدرات العمال.

اقرأ أيضا: في 2015 كانت الفضيحة الكبرى.. تاريخ الصفقات التجارية بين أردوغان وداعش

وأشار ياوز ، في مقال بصحيفة "أحوال تركية"، إلى أنه على الرغم من أن السلطات التركية تصر على أن الاحتفال بافتتاح المطار سيكون فى موعده المقرر " 29 أكتوبر الجارى" إلا أن الواقع يخيب أمالهم  لتعسر التنفيذ بفعل ظروف مكثيرة أبرزها الزمة الاقتصادية.

وأكد الكاتب التركي، أن مشروع قناة اسطنبول له آثار مدمرة على البيئة وهذه القناة عبارة عن طريق بحري بطول 45 كيلومترا وعمق 25 مترا وعرض كيلو متر واحد، وتربط بين البحر الأسود وبحر مرمرة، وتسبب الاضطراب الاقتصادي فى تاخر أنجاز القناة فيما أثار فرحة علماء البية اللذين يتخوفون من إنجاز المشروع لاحقا.

ولفت الكاتب التركي، إلى أن خبراء البيئة كشفوا عن أن تأثيرات قناة إسطنبول ستهدد حياة 310 ملايين شخص في المنطقة، لأن هذا الممر المائي سيغير لأسباب علمية لا يتسع المجال لذكرها الآن من مستويات الأوكسجين في بحر مرمرة وبحر إيجة.

اقرأ أيضاً: الشارع التركي يصفع أردوغان وحزبه.. أزمة جديدة تواجه العدالة والتنمية قبل انتخابات 

وأكد الكاتب التركي أن الأزمة تتمثل في عدم وجود معارضة بيئية مجدية لإدارة أردوغان، على غرار ما حدث في 2013 عندما احتج الشباب في إسطنبول على تجريف الأشجار من متنزه غيزي لإفساح المجال لمركز تسوق، تم إجبارهم على الخضوع، كما أن منظمات المجتمع المدني نادرا ما تصدر بيانات للاحتجاج على القرارات التي تؤثر على البيئة فى تركيا وكل ما تصدره من بيانات تجد مكانا ضيقا في وسائل الإعلام الموالية للحكومة مع تبني تركيا لنظام حكم رئاسي بسلطات كاسحة، وغالبا ما يوافق البرلمان على القرارات التى تتماشى مع رؤية سلطة أردوغان بينما تظل السلطة القضائية في حالة شلل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة