مواجهة داعش والعودة للعباءة العربية.. رحلة العراق للخروج من كمين مثلث الشر
الأحد، 21 أكتوبر 2018 03:00 م
سياسة جديدة ستتبعها القيادة العراقية، بشأن مواقفها تجاه دول المنطقة العربية، ترمي لعودة واضحة لبغداد إلى الحضن العربي بعيدا عن التدخل الإيراني فيها، ومواجهة كافة الأجندات التي تسعى طهران إلى تنفيذها في المنطقة العربية.
هذه السياسة الجديدة كشفها الرئيس العراقي برهم صالح، عندما أعلن أن بغداد ستكون ساحة للتوافق بين الدول العربية، وللمساهمة في حل الأزمات الإقليمية، حيث تأتي تلك التصريحات بعد غياب كبير للعراق عن الأزمات الملحة في المنطقة بفعل التدخل الإيراني في شؤونها الداخلية.
وكان لهذه السياسة بعض التحديات الواضحة التي يجب أن يبحث العراق عنحلها ي القريب العاجل، ومنها القضاء على الميشيات، وداعش، والحد من توغلها في بدن بغداد. وفي هذا الصدد دعا رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته حيدر العبادي، (السبت)، إلى الحذر من مخططات تنظيم «داعش» الإرهابي للعودة مجددا إلى العراق.
وقال العبادي- في بيان صدر على هامش زيارته إلى الفرقة الخاصة واجتماعه بقياداتها وأوردتها قناة (السومرية نيوز) العراقية: «نحن نشيد بدور الفرقة في قتال إرهابيي التنظيم واستقرار الأمن فى بغداد»، مشيرا إلى أهمية المرحلة المقبلة وتحدياتها لوجود تهديد من خلايا إرهابية من داخل سوريا.
وأضاف: «تم تحقيق الانتصار على الإرهاب فى العراق، ولكنه مازال فى سوريا ويجب أن نقضى عليه.. الإرهاب يريد أن ينفذ من أى ثغرة وعلينا أن لا نسمح بذلك وأن نكون فى حيطة وحذر من محاولاته لإحباطها والقضاء عليه».
ربما كانت تلميحات «العبادي»، هي بمثابة رسالة واضحة، للرئيس العراقي برهم صالح، الذي يسعى جاهدا للعودة إلى قلب الوطن العربي، مبتعدا عن مثلث الشر، الذي حاول جاهدا خلال الفترة الماضية، أن يغرس مخالبه في مفاصل بغداد، أملا، أن يحقق أطمعه بالسيطرة على دولة العراق.
كانت تصريحات عبادي الرامية للمشاركة في المسار الجديد للعراق، قد جاءت في أعقاب تلقي حكومته العديد من الضربات، والتي تم تركيزها في أواخر أيامه في الحكم، وقبل الإعلان عن الحكومة العراقية التي يشكلها عادل عبد المهدي، بعد أن ألغى القضاء العراقي قرار العبادي بإعفاء رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض من منصبه.
في البداية، مع تصريحات الرئيس العراقي التي قالها خلال لقاءه مع سفراء الدول العربية والإسلامية المعتمدين لدى العراق، فوفقا لما ذكرته وكالات عالمية من بينها "سبوتنيك" الروسية، أشار برهم صالح إلى أن العراق يجب أن يكون ساحة تلاق وتوافق للمصالح الإقليمية والدولية وليس لتقاطعها، حيث هناك أهمية تنمية العلاقات البناءة مع الدول الشقيقة والصديقة بشكل فعال، وبما يخدم المصالح المشتركة لشعوبها، كما يجب عدم تحميل العراق وزر التوترات، حيث إن بغداد بلد محوري في المنطقة، ما يلقي عليه مسئوليات وأدوار من أجل تخفيف المشاكل والتوترات وتعميق أواصر التفاهم المشترك، فنظرة العراق في علاقاته مع الجميع تقوم على مراعاة المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، إضافة إلى عدم التمحور في تكتلات ومواقف متواجهة ، ولابد من دعم رئيس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي، في مهمة تشكيل حكومة قوية وكفوءة.
في المقابل جاء قرار محكمة القضاء الإداري العراقية بإلغاء قرار رئيس الحكومة حيدر العبادي بإعفاء مستشار الأمن الوطني رئيس هيئة الحشد فالح الفياض من مناصبه.
ونقلت وسائل إعلام عراقية، عن مكتب الإعلام والاتصال الحكومي في الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي تأكيده على أن إعفاء رئيس هيئة الحشد الشعبي، من مناصبه لم يخلف أي فراغ أمنى، حيث إن ما تداولته وسائل الإعلام بشأن الأمر الصادر بحق الفياض، لم يتضمن إلغاء أمر رئيس مجلس الوزراء بإعفائه من عمله مستشارا للأمن الوطني والمهام الموكلة إليه برئاسة هيئة الحشد الشعبي وجهاز الأمن الوطني بل إيقاف تنفيذه، وإعفاءه لم يخلف أي فراغ أمني والمناصب الثلاثة التي كانت مشغولة بواسطته جرى إشغالها من المختصين بالأمر الأمني استنادا إلى الصلاحيات المخولة لرئيس الوزراء بموجب الدستور.