الأنشطة ومستوى النظافة.. تعرف على خصائص المدرسة الجاذبة للطلاب
الجمعة، 19 أكتوبر 2018 06:00 م
هي الكيان الأهم في حياة الطلاب، والمؤسسة التي تساهم في خلق وتكوين شخصياتهم وعقولهم، داخلها يكتسبون المهارات الحياتية، ويتعلمون القراءة والكتابة، تشكل في وجدانهم الإيجابيات والسلبيات، وتعلمهم التقاليد والأعراف، والتمييز بين الصحيح والصواب، فتضع من خلال ماتدرسه لهم سياجا يحميهم من الوقوع في الخطأ.
تعد «المدرسة»، واحدة من الفترات الهامة في حياة الطلاب وبالقدر الذي ترقى فيه إلى جذبهم إليها وتشجيعهم على القراءة والكتابة، وتلقي العلوم والمعارف والدروس المختلفة بشكل ممتع وجذاب، يكون نمو التلميذ على حب معلمه واستعداده في تلقي العلوم التي تساهم في خلق جيل قادر على بناء المستقبل، وتحقيق التنمية، والانتماء لوطنه.
بعض دول العالم، شهدت في الأعوام الأخيرة تراجع إقبال الطلاب على المدارس، ونفورهم من الذهاب إليها، بل أصبحت عبئا نفسيا على كثير من الملتحقين بها، وذلك لتدني مستوى النظافة والأدوات والوسائل المستخدمة داخلها، بالإضافة إلى ارتفاع كثافات الفصول بشكل غير طبيعي ما أفقد الطالب القدرة على التركيز والاستمرار في البقاء داخل الفصل لساعات الدراسة اليومية.
كما أن اتجاه كثير من المعلمين إلى الصرامة والحزم لضبط إيقاع العمل بين الطلاب بأعدادهم التي تتجاوز المسموح بها، واستخدام أساليب العقاب والضرب للسيطرة على تلك الحشود في الفصول جعل الطالب يخشى التواجد في المدرسة، ويفضل عدم الذهاب إليها، لاسيما وأن أبسط الوسائل التي تساعد على العملية التعليمية كالمقاعد، والإنارة، ومستوى نظافة الفصل، وسلامة الإنشاءات، كلها تلعب دورا نفسيا هاما في جذب الطلاب إليها، لاسيما وأن المدارس لم تعد تهتم بتفعيل الأنشطة المحببة إليهم للعمل على جذبهم.
بعض الدول التي حققت طفرة وتقدما ملحوظا في العملية التعليمية، اعتمدت في المقام الأول على تهيئة المدارس، وتوفير وسائل الترفية لجذب الطلاب إليها، لتحول تلك المؤسسة من مكان طارد إلى جاذب للطلاب، وابتكرت حيلا لجذب طلابها إليها، مع شعورهم بالمرح و النشاط والرغبة في التعلم والاطلاع، معتمدين على الأنشطة الفنية والرياضية والترفيهية وتنفيذ أشكال كرتونية على باصات المدرسة لجذب صغار السن وإدخال البهجة والسرور عليهم.
سنغافورة واليابان، من الدول التي اهتمت بنظم التعليم، ووضعت خطط ناجحة للنهوض به وتغير شكل الخريطة التعليمية المعتادة في المدارس على مستوى العالم، فاحتلت سنغافورة المركز الأول عالميا في مجال جودة التعليم، من خلال اعتمدها على أنظمة مختلفة لكل نوعية من مدارسها، وعدم تعميم نظام واحد على كافة المدارس، كما أنها اهتمت بالأنشطة الرياضية، والترفيهية، والاجتماعية، واستخدامها في شرح بعض الدروس.
وفي اليابان كانت أنشطة «التوكاتسو» سبيلهم إلى خلق جيل متوازن وواع، وقادر على بناء المستقبل، من خلال الاعتماد على الأنشطة التي ترسخ مفاهيم التفكير والإبداع والمواطنة والتعايش والأخلاق والعمل الجماعي، كما اتجهت تلك الدول إلى الاعتماد على تنفيذ «باصات» الطلاب في مراحل الدراسة الأولى على أشكال الأفلام الكرتونية المحببة إليهم حتى تكون رحلتهم من وإلى المدرسة جاذبة ومثيرة ومميزة.
الدكتور محمد صالح، مستشار وزير التعليم الأسبق، أشار إلى أن مدارس الدول المتقدمة لاتعتمد على عوامل جذب الطلاب إليها فحصب، بل تبحث عن السعادة وتحقيقها لدى الطلاب، فالانضباط القائم على الجذب يتحقق بالفعل في مدارس تلك الدول، ولكن عدم الشعور بالملل والنفور هو الهدف الرئيسي من تلك الأنشطة والخطط التي تنفذها تلك الدول.
ويرصد «صوت الأمة» خصائص المدرسة الجاذبة على النحو التالي:
- انخفاض كثافات الفصول خاصة بالمرحلة الابتدائية وتوفير المقاعد الكافية للطلاب في مساحة فصل ملائمة لأعدادهم.
- إعداد المعلم مهنيا، وتدريبة عمليا، وتأهيله نفسيا للتعامل مع وظيفته وتلاميذه حسب مستوى الذكاء لكل منهم ودون اعتماد أساليب الضرب والعقاب.
- اعتماد العمل بنظام المعلم المساعد، ليقوم بإعادة شرح الأجزاء التي لم يفهمها الطلاب من معلم الفصل الأساسي.
- مراعة نظافة الفصول والأفنية والاهتمام بنظافة وجمال الجدران والوسائل التعليمية.
- توفير مقاعد دراسية، ودورات مياه آدمية، وصيانة كشافات الإنارة والتهوية.
- عمل مجموعات تقوية للتلاميذ داخل الفصول.
- الاهتمام بتنفيذ الأنشطة والفعاليات التي يفضلها الطلاب .