السعودية تستعد لـ«دافوس الصحراء».. وخبير اقتصادي: الخسارة ستلحق بالمعتذرين
الجمعة، 19 أكتوبر 2018 02:00 ص
تأثرت العملة الوطنية السعودية (الريال) خلال الأيام الماضية، سلبًا في إطار ما تتعرض له المملكة العربية السعودية من حملة إعلامية شرسة، استغلالا لأزمة اختفاء الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، منذ 2 أكتوبر الجاري.
ووصل سعر الريال السعودي إلى 3.7526 للدولار أمريكي الاثنين، ما يُعد أضعف مستوى له منذ يونيو من العام الماضي، بحسب «سبوتنيك» الروسية، ولكن سرعان ما استردت العملة السعودية عافيتها في اليوم التالي، ووصلت إلى 3.7514. هذا وسعر الريال مربوط عند 3.75 للدولار، وتكون أي تحركات خارج نطاق 3.7498 إلى 3.7503 نادرة.
أيضًا أعلن عدد من المسؤولين الغربيين ومسؤولين شركات ومؤسسات عالمية، عن عدم المشاركة في الفصل الثاني من مبادرة مستقبل الاستثمار (دافوس الصحراء)، والمقررة في 23 – 25 من أكتوبر الجاري.
اقرأ أيضًا: هل هناك علاقة بين اختفاء جمال خاشقجي ورؤية السعودية 2030؟
خبراء سياسيون خليجيون يرون أن السعودية تتعرض إلى مؤامرة تستهدف ما تقوم به من إصلاحات على مدار الـ3 سنوات الأخيرة، في إطار رؤيتها الطموحة 2030، مع تأكيدات على قوة الاقتصاد السعودي، وأن انسحاب عدد من الشركات الأجنبية لن يؤثر على مسيرة «دافوس الصحراء»، التي بدأها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان منذ العام الماضي (2017).
وأوضح المستشار المالي والمصرفي السعودي، فضل البوعينين، أنه وفق التقرير الأخير للتنافسية العالمية للعام 2018 الذي صدر من المنتدى الاقتصادي العالمي؛ فإن المملكة حصلت على نسبة 100% في مؤشر استقرار الاقتصاد؛ كما أن تقرير صندوق النقد الدولي الأخير أشار إلى التحسن الذي طرأ على الاقتصاد والمالية العامة، وتوقع أن ترتفع نسبة النمو لهذا العام لتصل 1.9% للعام الحالي مقارنة مع انكماش بنسبة 0.9% للعام الماضي. كما توقع أن يكون هناك تسارع في نمو الاقتصاد غير النفطي هذا العام، بنسبة 2.3%، وهو القطاع الأهم لإيجاد الوظائف، ولتحقيق تنويع مصادر الدخل.
فضل البوعينين
أما في الجانب الاستثماري، فقال في تصريحاته الخاصة لـ«صوت الأمة»: «السعودية تمتلك استثمارات تفوق 120 مليار دولار في السندات الأمريكية، وأكثر من 800 مليار دولار استثمارات متنوعة، وفي الجانب النفطي تنتج السعودية ما نسبته 12% من الاحتياج العالمي من النفط، وتحتفظ بما يقارب مليوني برميل يوميًا، كطاقة فائضة، ما يجعلها الأكثر تأهيلًا لضمان إمدادات النفط واستقرار أسواقها، وبالتالي يمكن تقييم الاقتصاد السعودي من الأرقام والتقارير الدولية المعلنة، وهي تعكس قوة التأثير العالمي من خلال النفط والاستثمارات، إضافة إلى الاستقرار الاقتصادي».
وأضاف «البوعينين»، أن «مؤتمر مستقبل الاستثمار أحد أهم المؤتمرات الاستثمارية في العالم؛ وأهميته لا تأتي بسبب المشاركين، بل بسبب موقع المملكة العالمي وصندوقها السيادي والفرص الكبرى التي توفرها رؤية المملكة 2030، ولا خلاف على أهمية حضور كبار المستثمرين العالميين ورؤساء الشركات؛ ولكن اعتذار البعض عن الحضور لن يوقف تحقيق المؤتمر لنجاحاته وصفقاته المدوية، خاصة وأن أكثر من 150 جهة استثمارية كبرى أكدت الحضور، وأعتقد أن هناك صفقة استثمارية ضخمة سيتم توقيعها بإذن الله».
وأخيرًا قال الخبير الاقتصادي: «أجزم أن الخسارة ستلحق بالمعتذرين الذين سيفقدون الفرص الاستثمارية، وسيفقدون شراكة صندوق الاستثمارات العامة، الذي سيبطل بعض الاتفاقيات غير المنفذة كردة فعل على تصرفهم الانتهازي».
اقرأ أيضًا: انتفاضة سعودية في مواجهة أعدائها.. وخليجيون: #كلنا_ثقه_في_محمد_بن_سلمان
ومن المقرر أن يحقق الاقتصاد السعودي ارتفاعًا ملحوظًا في قيمته بحلول 2020، بحسب «العربية.نت» نقلًا عن بيانات صندوق النقد الدولي، حيث سترتفع قيمة الناتج المحلي الإجمالي (GDP) إلى نحو 776.28 مليار دولار، مقارنة بـ 683.83 مليار دولار في 2017، بزيادة 92.45 مليار دولار، ما يعادل 346.7 مليار ريال سعودي.