استراتيجية واشنطن الجديدة في سوريا: فرض عقوبات على شركات روسية وإيرانية.. وهذا رد موسكو

يبدو أن المشهد في سوريا يتجه نحو التعقيد خلال الفترة المقبلة، في ظل المحاولات المستمرة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لعرقلة عمليات إعادة الإعمار في سوريا، في ظل سياسة العقوبات التي تنتهجها واشنطن ضد الشركات التي ستشارك في إعادة الإعمار.

تأتي تلك الخطوة الأمريكية، في إطار الصراع القائم بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، خاصة في ظل المطالب الأمريكية المتكررة بشأن خروج القوات الإيرانية من الأراضي السورية، عبر وسائل الضغط المتعددة التي تفرضها واشنطن على طهران خلال الفترة الراهنة.

هذه الضغوط الأمريكية أيضا ستشمل الشركات الروسية العاملة في سوريا، وهو الأمر الذي تعد له موسكو عدته، وتدرس رد مماثل لأي إجراء أمريكي يعرقل الجهود الروسية الرامية نحو إعادة الإعمار في سوريا خلال الفترة المقبلة.

الاستراتيجية الجديدة التي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية، إلى اتباعها في سوريا، جاءت من خلال ما نشره قنوات إعلامية أمريكية على رأسها شبكة "إن بي سي نيوز" التي أشارت إلى أن واشنطن تعمل على تطوير استراتيجية جديدة للحرب في سوريا تركز بشكل أكبر على دفع الجيش الإيراني وقواته إلى خارج سوريا، حيث إن الاستراتيجية الجديدة لن تدخل الجيش الأمريكي في استهداف مباشر للجنود الإيرانيين في سوريا، لأن ذلك من شأنه أن ينتهك الإذن الأمريكي الحالي باستخدام القوة في سوريا، ولكنها تؤكد على الجهود السياسية والدبلوماسية لإجبار إيران على الخروج من سوريا عن طريق الضغط عليها ماليا، وكذلك حجب مساعدات إعادة الإعمار عن المناطق التي توجد فيها القوات الإيرانية والروسية، وفقا لثلاثة أشخاص على دراية بالخطة، وفرض عقوبات على الشركات الروسية والإيرانية التي تعمل في إعادة الإعمار في سوريا.

ووفقا للاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، والتي نشرتها الشبكة الأمريكية، فإن الجيش الأمريكي سيستمر في مهتمته بسوريا لمواجهة داعش، وهو ما سيقلل من أهمية الحرب ضد إيران، في حين ستزيد واشنطن من تركيزها على مواجهة إيران من خلال الضغط عليها اقتصاديا ودبلوماسيا، حيث اتبعت استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا عدة أهداف هم هزيمة داعش، وردع استخدام الأسلحة الكيميائية، وخلق عملية انتقال سياسي في دمشق، والحد من التأثير الإيراني الخبيث في سوريا، بحيث لا يمكن أن يهدد المنطقة ليشمل ضمان انسحاب القوات المدعومة إيرانيا من سوريا.

العقوبات التي تستعد الولايات المتحدة الأمريكية لفرضها على شركات روسية في سوريا، سيكون هناك رد روسي عليها، كشفه نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية بالمجلس الفيدرالي الروسي، فلاديمير جاباروف، خلال تصريحاته لوكالة "سبوتنيك" الروسية، عندما أكد أن روسيا ستتخذ إجراءات جوابية في حال فرضت واشنطن عقوبات ضد الشركات الروسية المشاركة في إعادة إعمار سوريا، حيث إن روسيا سترد بالتأكيد بشكل مماثل، وإجراءات الرد ستكون مدروسة بشكل كامل وستكون حتمية.