جريمة أمريكية مكتملة الأركان في سوريا.. هل تحاسب الأمم المتحدة واشنطن؟
الأربعاء، 17 أكتوبر 2018 12:00 ص
في الوقت الذي تهدد فيه الولايات المتحدة الأمريكية النظام السورى بأنه حال استخدام الأسلحة الكيماوية في المدن السورية، سيتلقى ضربات عسكرية من الغرب، نجد التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن يستخدم أسلحة محرمة دوليا خلال قصفه لمدن سورية تحت ذريعة محاربة الإرهاب.
الممارسات التي ارتكبها التحالف الدولي تدخل في إطار الجرائم المحرمة دوليا، خاصة أن ضحاياها كانوا من المدنيين، ما يسلط الضوء على الممارسات غير الإنسانية التي ترتكبها الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا.
تلك الممارسات التي يرتكبها التحالف الدولي، تتعارض مع التصريحات التي تصدر من الولايات المتحدة وتزعم فيها احترامها لحقوق الإنسان، وهذا وسط صمت من المنظمات الحقوقية الدولية، ما دعا سوريا إلى التصعيد الدولي ضد واشنطن وتوجيه شكوى رسمية ضد ممارسات التحالف الدولي.
الجريمة التي ارتكبها التحالف الدولي، كشفت عنها وكالة الأنباء السورية الرسمية، في وقت سابق، عندما أعلنت أن طيران التحالف الدولي جدد عدوانه على الأراضي السورية تحت ذريعة محاربة إرهابي داعش حيث قصف خلال الساعات الأخيرة بأسلحة محرمة دوليا بلدة هجين في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، وهو ما دعا وزارة الخارجية السورية، إلى توجيه شكوى أمام الأمم المتحدة ضد الولايات المتحدة الأمريكية، تؤكد فيه أن استخدام التحالف الدولي لقنابل الفوسفور المحظورة ضد المدنيين بمحافظة دير الزور، ما أدى لمقتل وإصابة عدد منهم، حيث إن سوريا وجهت رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول ارتكاب التحالف الدولي جريمة جديدة بحق سكان مدينة هجين بدير الزور بعد استهدافهم بقنابل الفوسفور الأبيض المحظورة دوليا، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين معظمهم من النساء والأطفال، كما أن استخدام التحالف الدولي لأسلحة محرمة دوليا ضد الشعب السوري أصبح سلوكا ممنهجا ومتعمدا له، ويأتي ضمن سلسلة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها بحق السوريين، ومنها استمراره بدعم الإرهاب واستخدامه الإرهابيين والميليشيات الانفصالية لتحقيق مخططاته العدوانية.
الأمر لم يتوقف على الرد الفعل السوري، بل تبعه رد فعل روسي معارض لتلك الضربات من التحالف الدولي، وذلك بعدما نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، عن نائب رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي لشؤون الدفاع والأمن، ألكسي كوندراتييف، تأكيده أن القانون الدولي يحظر استخدام الفسفور الأبيض، حيث إذا تأكد أن التحالف الدولي استخدمه في سوريا، فإنه يجب محاسبة الولايات المتحدة الأمريكية، لأن القانون الدولي يحظر استخدام الفسفور الأبيض خاصة في المناطق التي قد يعاني فيها مدنيون، وهو ما يتطلب إجراء تحقيق دولي، في الوقت الذي أشار فيه نائب رئيس لجنة شؤون الدفاع في مجلس الدوما، يوري شفيتكين، إلى أن المعلومات بشأن قصف التحالف الدولي خلال الساعات الأخيرة بلدة هجين في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي بأسلحة محرمة دوليا، تتطلب البحث على مستوى الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.