ترامب يراوغ بملف سوريا.. لماذا تشترط واشنطن طرد القوات الإيرانية لمشاركتها في إعادة الإعمار؟
الخميس، 11 أكتوبر 2018 08:00 م
تراوغ الولايات المتحدة الأمريكية في الملف السوري، فتارة تعلن مشاركتها في عمليات إعادة الإعمار في سوريا، إلا أنها بعد ذلك تعلن شروطها للمشاركة في إعادة الإعمار، رغم إعلان الرئيس السوري بشار الأسد رفضه مشاركة أي دولة أجنبية في مساعي إعادة الإعمار.
الولايات المتحدة الأمريكية، تسعى لاستغلال ورقة إعادة الإعمار، لإجبار القوات الإيرانية على مغادرة الأراضي السورية، من خلال ربط مشاركة واشنطن في إعادة الإعمار بطرد القوات الإيرانية من دمشق، وهو ما شأنه أن يعقد الأزمة خلال الفترة المقبلة.
وفي يوليو الماضي، أكد بشار الأسد، أن إعادة الإعمار في سوريا هى أولى الأوليات بعد أن تمكن الجيش السورية من استعادة العديد من المحافظات والمدن السورية من أي الجماعات الإرهابية، حيث أوضح حينها أن إعادة الإعمار هى أولى الأولويات في سوريا للاستمرار بمكافحة الإرهاب حتى تحرير كافة الأراضى السورية مهما كانت الجهة التى تحتلها.
الشروط التي أعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في إعادة إعمار سوريا، حددها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، حيث نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، عن وزير الخارجية الأمريكي تأكيده أن واشنطن لن تمول إعادة إعمار سوريا طالما أن القوات الإيرانية أو المدعومة من إيران لم تغادر بشكل نهائي، موضحا أن الوضع الجديد على الأرض يتطلب إعادة تقييم مهمة أميركا في سوريا، حيث إنه في وقت الذي تشكل هزيمة داعش الهدف الأول، إلا أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تريد أن تخرج القوات الإيرانية أو المدعومة إيرانيا من سوريا، وإذا لم تضمن سوريا الانسحاب الكامل للقوات المدعومة إيرانيا، فهي لن تحصل على دولار واحد من الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة الإعمار.
وحلال المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجية الأمريكي، أكد أن النظام السوري عزز سيطرته على الأرض بفضل روسيا وإيران، في حين أن تنظيم داعش وعلى الرغم من أنه لم يتم القضاء عليه بعد بالكامل، ولكنه بات ضعيفا، فالولايات المتحدة الأمريكية تريد حلا سياسيا وسلميا بعد 7 أعوام من الأزمة السورية كما تريد أن تخرج القوات الإيرانية أو المدعومة إيرانيا من سوريا.
وكانت وكالة «سبوتنيك» الروسية، أشارت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تستبعد استخدام المقاتلة الشبح "إف-22"، والطائرة المضادة للرادارات "إف-16 سي جي"، للقيام بعمليات جوية في سوريا، ردا على إرسال المنظومة الروسية "إس-300" إلى سوريا، موضحة أنه في بداية الحملة العسكرية في سوريا، عندما كانت الخطوات الانتقامية المحتملة للقوات السورية لا تزال غير واضحة، استخدم سلاح الجو الأمريكي طائرات F-22 و F-16CJ ، التي صممت لقمع وتدمير الدفاع الجوي للعدو، والآن قد تضطر الولايات المتحدة الأمريكية إلى العودة إلى تكتيكاتها الأولية.