كيف ساهمت لوحات إليزابيث فيجيه فى تخليد ذكرى مارى أنطوانيت عبر القرون؟
الأربعاء، 17 أكتوبر 2018 02:00 م
"إذا لم يكن هناك خبزاً.. دعهم يأكلون كعكًا" مقولة شهيرة بين عدة أقوال اشتهرت بها واحدة من أشهر النساء فى التاريخ وأكثرهم سطوة وسلطان، وهى غادة باریس الملكة مارى انطوانیت زوجة لويس السادس عشر ملك فرنسا، وأصغر أبناء الملكة ماريا تيريزا ملكة النمسا، وكانت مناسبة المقولة التى وردت بأكثر من مرجع تاريخى أشهرهم وأيقنهم حجة ما كتبه جان جاك روسو، هو علمها ببدء اندلاع ثورة شعبية بفرنسا نتيجة للأزمة المالية الطاحنة التى جرت فى أواخر القرن الثامن عشر، وجعلت الشعب لايجد حتى فتات الخبز ليسد بها جوعه، والتى أصبحت إحدى الشواهد المتكررة على وفاتها فى العام 1793 وذكراها التى تمر علينا فى يومنا هذا.
مارى انطوانيت والیزابیث فیجیه
الفن التشكيلى كان له دوراً كبيراً فى تخليد صورة أنطوانيت وملامح شخصيتها وأناقتها التى ظلت تفرض نفسها لسنوات على كاريزما وأذواق نساء العالم، وساهم أيضاً فى بقاء وامتداد تاريخها عبر السنين والأجيال المتعاقبة، ولعل من أبرز من يرجع لهم الفضل فى تذكير القرون بتلك الإمبراطورة المترفة من فنانين ذلك العصر سيدة البورتريه إلیزابیث فیجیه لوبران، التى كان لأسلوبها المميز وجمالها الفتان وذهنها المتوقد ما سهل احتضانها من قبل النخب الفرنسية والأجنبية، قبل أن تفتح أمامها بلاطات الملوك والأمراء فى فرنسا وإيطاليا والنمسا وروسيا، حيث سارت على نهج الكبار من أمثال رافاييل وروبانس وفان ديك فى رسم بورتريهات الأسر الملكية.
اقرأ أيضاً : السلاح الإسرائيلى الأكثر فتكا.. كيف صنع الصهاينة من هوليوود والنساء منبرا لغزو العالم؟
مارى أنطوانيت
لوبران التى وحازت شهرة واسعة كرسامة بورتريه، حظت دائما باللقب الأكثر نبلاً بين فنانى البلاط الملكى حينذاك، تميزت لوحاتها بالتقشف وتجميل الصورة، خصوصا عندما يتعلق الأمر برسم بورتريهات النسوة، ولكن دون أن تحيد كثيرا عن الأصل، فأحدثت بذلك ثورة فى العالم النسوى خلال تلك الفترة وحررت أجساد النساء لتكشف عن جمالهن الطبيعى، لكنها برعت بشدة فى تجسيد صورة تلك الملكة صاحبة المفاتن الأنثویة، التى قضت برفقتها ثير من الوقت، مكنها من رسمها فى أشكال ومساحات متنوعة داخل العدید من اللوحات، رسخت فيها معنى الجمال الأرستقراطى الناعم والرقة فى ملامح الوجه، وكذلك فخامة الأزیاء وأناقتها، فضلا عن الجوانب التعبيرية والتصويرية التى برعت بها وحعلتها تتجلى بتلك الأعمال التى طافت كيرى متاحف العالم.
اقرأ أيضاً : مؤامرات البيت الأبيض وصناعة الإرهاب.. شعار أكثر المسلسلات مشاهدة بالعالم
مارى أنطوانيت
النهاية القاتمة كانت محل كل من له علاقة بانطوانيت التى أعدمت فى 16 أكتوبر 1793 فى فى ساحة الكونكورد الشهيرة، أما رسامة الملكة فيجيه لوبران التى خصتها بأكثر من عشرين لوحة، فتمكنت من الهروب ومغادرة باريس مع ابنتها جولى وتركت زوجها ولوحاتها وثروتها، وظلت تتنقل بين فلورنسا وروما ونابولى وفيينا، وكانت تواظب الرسم باستمرار، وتصمّ أذنيها عن تعقب أخبار بلادها التى لم تكن تحمل غير إعدام كثير ممن كانت تربطها بهم صلة تحت المقصلة. ولم يسمح لها بالعودة إلاّ عام 1802، قبل أن تتوفى هناك عن عمر يناهز 82 عاماً، ليبقى ما تركته من لوحات عظيمة أكبر شاهد ودليل، خلد ذكرى الامبراطورة الفرنسية فى العالمين.
لوحة ذاتية للفنانة إليزابيث لوبران
مارى أنطوانيت
مارى أنطوانيت
مارى أنطوانيت
مارى أنطوانيت
مارى أنطوانيت
مارى أنطوانيت