السيسي يصل موسكو... خبيرة في الشأن الروسي: لقاء بوتين هام ويحمل انطلاقة تنموية

تلقي وسائل الإعلام المصرية والروسية على حد سواء الضوء على زيارة الرئيس السيسي الجارية إلى روسيا، مؤكدة على أهمية تلك الزيارة وما تحمله من اتفاقيات وتأكيدات على شراكة استراتيجية قوية طالما امتدت بين الجانبين منذ سنوات طويلة.

الزيارة من المقرر أن تتضمن عدد من اللقاءات وتوقيع اتفاقيات في مجالات مختلفة، إلى جانب التباحث حول الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة والخبيرة في الشأن الروسي، الدكتورة نورهان الشيخ ترى أن أهمية هذه الزيارة كبيرة جدًا، خاصة في ظل الشراكة الاستراتيجية القوية بين مصر وروسيا، لافتة إلى أهمية انتظام اللقاءات والقمم المشتركة بين الجانبين، لمتابعة مجريات التعاون أولًا بأول وسيرّ المشاريع المشتركة وتذليل العقبات سريعًا لإتمامها على أكمل وجه، مؤكدة على أن مثل تلك اللقاءات الدورية بين الجانبين تفتح آفاقًا جديدة للتعاون وأفكار مختلفة بناءة، إلى جانب المتابعة الدورية الفعالة.

اقرأ أيضًا: السيسى في موسكو.. الضبعة والقطارات وعودة السياحة ملفات على مائدة النقاش

وقالت في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» إن «انطلاقة عصب الاقتصاد المصري بدأ مع روسيا من منتصف الخمسينيات إلى آواخر السيتينات وظهر ذلك من خلال 97 مشروعًا تم إنشائهم بخبرات روسية، يطلبوا التحديث في ظل التطورات الجارية»، وأشارت في هذا السياق إلى أن الانطلاقة التنموية الجارية بالشراكة مع روسيا مختلفة وتتناسب مع التطورات التكنولوجية وطبيعة الأسواق الجديدة والانفتاح الاقتصادي في العالم.

هذا ولفتت «الشيخ» إلى عدد من المحاور الهامة التي من المؤكد أن الزيارة ستتضمنها، مؤكدة أن من أهم المحاور مشروع الضبعة والمنطقة الصناعية الروسية في مصر، وقالت: «إن مستوى التنمية التي حققها السد العالي كانت كبيرة جدًا جدًا، وهو ما يكسب الضبعة أهميته الحالية؛ فهو سيحقق نهضة تنموية كبيرة بما يتناسب مع متغيرات المرحلة، حيث سيُخرج طاقة أضعاف أضعاف السد العالي، ما سيسمح بإقامة مشروعات عملاقة إضافة إلى تحول مصر إلى مُصدِر رئيسي للطاقة في إفريقيا ولاسيما دول شمال إفريقيا».

أما عن المنطقة الصناعية الروسية التي تم الإعلان عنها، قالت الدكتورة نورهان الشيخ: «هذا المشروع هام جدًا لأنه سيقوم على الصناعات المغذية للطائرات والسيارات والإليكترونيات وأيضًا الأدوية وغيرهم من الصناعات التي تجعل من مصر بوابة للتصدير في منطقة إفريقيا، وربما أيضًا لدول الشرق الأوسط وغيرها، إلى جانب أنه من المتوقع أن يُوفِر حوالي 35 ألف فرصة عمل للمصريين».

وبالنسبة لملف عودة السياحة الروسية إلى الغردقة وشرم الشيخ فأكدت «الشيخ» على أن الأمر مع روسيا أمني وليس سياسي كالوضع مع بريطانيا أو غيرها من الدول الأوروبية، وأنه بمجرد تقديم التطمينات الأمنية اللازمة لروسيا؛ فإن الأمر سينتهي، موضحة أن ذلك يعود إلى أن روسيا مستهدفة في الشرق الأوسط ولديها تخوفاتها، وذلك على عكس بريطانيا على سبيل المثال، والتي تُعد حليفًا قويًا لجماعة الإخوان الإرهابية والتيارات الإسلامية المتطرفة.

ووصل الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الإثنين إلى روسيا في زيارة رسمية تستمر لمدة 3 أيام، ومن المقرر لقاءه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 17 من أكتوبر الجاري.