بحفلة وطابع بريد.. كيف تحتفل وزارة الثقافة بعيدها الـ 60؟
الإثنين، 15 أكتوبر 2018 10:00 ص
60 عاما مضت على تأسيس وزارة الثقافة، التي عٌرفت أولا باسم وزارة الإرشاد القومي، وتولاها عضو تنظيم الضباط الأحرار ثروت عكاشة، في الفترة من 1958، حتى 1961، ثم من 1970، حتى 1966.
وانطلقت اليوم الأحد احتفالات الوزارة بعيد الوزارة الستين، بدار الأوبرا المصرية حيث تشهد وفود 16 دولة شقيقة من ضيوف مصر بمؤتمر وزراء الثقافة العرب المشاركين في مؤتمر المشروع الثقافي العربي أمام التحديات الراهنة، حفلا بعنوان «ملحمة التنوير» من إعداد المخرج خالد جلال.
وكان من المنتظر بجانب الاحتفالات الرسمية التي تعدها الوزارة، سواء الاحتفالات الفلكورية، عبر الحفلات، أو تنظيم المهرجانات، أن تعد الوزارة نفسها لهذه المناسبة منذ زمان، بعرض أهم مشروعاتها التي قدمتها في خدمة التراث الثقافي المصري، والفني، والموسيقى، عبر العقود الستة الماضية.
وسؤال: كيف نحتفل؟ يطرح نفسه في ظل عدم طرحه من جانب مسؤولي الوزارة، وقياداتها، حيث تغيب أي مظاهر لتوثيق الحدث، واستغلاله، بتنظيم فعالية كبيرة تحت مظلة «العام الستين لوزارة الثقافة»، وكان من الممكن فتح حوار مجتمعي مع مثقفي مصر، أو مثقفي الوزارة، ليطرحون رؤاهم حول الشكل الأليق بالاحتفال، وعرض إنجازات الوزارة خلال الفترة الماضية، وطرح أفكار لمعالجة الخلل، وتحقيق إنجاز في المشروعات المعلقة، أو استكمال الناقص منها.
والراغب في معرفة كيف تحتفل وزارة الثقافة بعيدها الستين، لن يجد أي فعالية ثقافية تظهر له في خانة البحث، إذا كتب مثلا: العيد الستين لوزارة الثقافة، باستثناء حفل الأوبرا الذي سيحضره وزراء الثقافة العرب، وطابع البريد التذكاري الذي طرحته الوزارة بالاتفاق مع وزارة الاتصال منذ يومين بهذه المناسبة، أي أن وزارة الثقافة لم تتخذ أي إجراءات فعلية على الأرض باستثناء هذين الفعاليتين.. حفلة وطابع بريد.
والمدقق للمشهد الثقافي المصري، يرى أن الوزارة لم تنجز عددا من الملفات العالقة كان من الممكن أن تكون مناسبة جيدة تحتفل بها بعيدها الستين، ومنها متحف نجيب محفوظ الذي لا نعرف شيئا عن موعد افتتاحه، وعلى الرغم من التقاء عيد الوزارة الستين، بمناسبة ذكرى نيل نجيب محفوظ جائزة نوبل في الآداب الثلاثين، إلا أن الوزارة لم تفكر في استغلال الذكرى والعيد، فلم ينته متحف نجيب محفوظ، ولم تدشن الوزارة برنامجا للاحتفال بعيدها مثلا في مواضع عيش وكتابة نجيب لأعماله الروائية بالجمالية والعباسية، وخان الخليلي، وغيرها من المواضع الشهيرة التي تحمل عناوين أعماله، ولن يحار مسؤولو الوزارة طويلا في البحث عنها.
والحقيقة أن هناك العديد من الأفكار التي كان بوسع الوزارة تنفيذها في عيدها الستين، فلن نكتفى بتوجيه سهام النقد، وعدم المشاركة في الاقتراحات، فمن بين الأفكار المرشحة لتحتفل بها وزارة الثقافة في عيدها الستين، الاحتفاء برمزها، ممن تقلدوا مقعد الوزارة، وإقامة ندوات فكرية لتكريمهم، وتكريم أسرهم، ومنهم ثروت عكاشة، الذي تولى الوزارة مرتين، وبدر الدين أبوغادي الذي تولى الوزارة في الفترة من 1970 حتى 1971، ويوسف السباعي الذي تولاها في الفترة من 1973 حتى 1975.
في الجعبة الكثير من الأفكار، لكن الوزارة للأسف اكتفت بحفل في دار الأوبرا، واستدعاء فرقة الفنون الشعبية التابعة لهيئة قصور الثقافة لتقدم عرضا راقصا، في عيد الوزارة الستين، كأننا نحيي حفلا في دوار العمدة، وليس حفل بعيد الوزارة المسؤولة عن تثقيف المصريين ونشر وعيهم.
ومن الغريب أن يمر العيد الستين لوزارة الثقافة، دون أن تنظم أجهزتها ندوات لتكريم أول وزير تولى مسؤوليتها نهاية الخمسينات، أو تسلط الضوء عليه بحوارات نقاشية عن أعماله في برامج التلفزيون المسائية، ودون أن تتعاون الوزارة مع ماسبيرو في بث حلقات توثيقية تاريخية لمشروعاتها عبر العقود الست، أو تكرم الأدباء المصريين الكبار اللذين لا يزالون على قيد الحياة، كالروائي الكبير بهاء طاهر، أو تكرم رموز الموسيقى المصرية، مثل محمد حسن الشجاعي، أو عزيز الشوان، وغيرهم من الموسيقيين الكبار، ألم يكن أولى بوزيرة الثقافة القادمة من صف الأوبرا، أن تنظم فعاليات وندوات تعريفية بجيل الموسيقيين الكبار الذين أثروا الموسيقى المصرية في المجالين، الموسيقى الكلاسيكية العالمية، والموسيقي الشرقية.