لقاء على أرض محايدة..هل يكسر اجتماع بوتين وترامب الثاني جمود العلاقات "الأمريكية الروسية"
السبت، 13 أكتوبر 2018 10:00 ص
تتجه العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، إلى التطور من جديد، بعد فترة جمود طويلة، منذ اللقاء الذي جمع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالعاصمة الفنلندية هلنسكي.
قبل لقاء القمة التاريخي السابق، كانت هناك مساعي من واشنطن وموسكو لتهدئة التوتر، إلا أنه بعد اللقاء مباشرة تغيرت الأمور رأسا على عقب بعد أن خرجت أجهزة الاستخبارات الأمريكية لتؤكد تورط روسيا في التدخل بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، ثم إلقاء القبض على مواطنتين روسيتين بتهمة التجسس.
زادت الأمور بعدها تعقيدا بعد أن فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات جديدة على روسيا، بسبب ملفي تسميم الجاسوس الروسي السابق ببريطانيا، والتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، وهو الأمر الذي دفع روسيا إلى تصعيد لهجتها ضد واشنطن، ووصلت حدة الصراع مؤخرا إلى التهديد الأمريكي بضرب روسيا من المسؤولية الأمريكية بحلف الناتو، ثم استنكار روسي لهذه التصريحات.
خلال الساعات الماضية، بدأت تطورات تحدث على الساحة، خالصة بعدما أكدت تقارير أجنبية أن الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي يستعدان للقاء ثاني ولكن هذه المرة في العاصمة الفرنسية باريس في شهر نوفمبر المقبل، حيث سيكون هذا اللقاء تطور جديد وهام لإيقاف جمود العلاقات بين البلدين.
روسيا من جانها علقت على الأنباء الخاصة بحدوث هذا اللقاء، وهو ما ظهر في تصريح مدير قسم أمريكا الشمالية في وزارة الخارجية الروسية، جيورجي بوريسنكو، لوكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك"، عندما أكد أن روسيا منفتحة للنقاش مع الولايات المتحدة الأمريكية حول مجمل العلاقات الثنائية، وإذا كان لدى الولايات المتحدة الأمريكية اهتمام في مواصلة الحوار على أعلى مستوى، فإن روسيا مستعدة للنظر في مكان وزمان تنظيم مثل هذا الاجتماع للقادة، حيث إنه من المؤكد موسكو منفتحة على مناقشة مجمل القضايا في العلاقات الثنائية مع واشنطن، فإذا كان هناك اهتمام من الجانب الأمريكي بمواصلة هذا الحوار، فيمكن إجراء الحوار بين الرئيسين.
المسؤول الروسي البارز، لم يحدد ما إذا كان اللقاء يتم الترتيب له الآن، أم أنه سيكون مجرد لقاء عابر خلال مشاركة الرئيسان فلاديمير بوتين، ودونالد ترامب خلال مناسبة بعينها، حيث قال حول اللقاء المزمع عقده إنه إذا كان زعيمي روسيا والولايات المتحدة يشاركا في نفس الحدث الدولي، فان التواصل، بالطبع، ممكن، ولكنه عاود ليؤكد أنه لا يوجد مباحثات أو مشاورات حول حدوث اللقاء في الفترة الراهنة.
الموقف الأمريكي من تطور العلاقات مع روسيا، تمثل في الزيارة التي سيجريها جون بولتون، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأمن القومي، إلى روسيا، خلال 10 أيام، فوفقا لما ذكرته وكالة "رويترز" الإخبارية، فإن أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف يعتزم لقاء مستشار الأمن القومي الأمريكي أثناء زيارته موسكو يومي 22 و23 أكتوبر الجاري لمناقشة عدة قضايا مشتركة.
هذه التطورات تؤكد بأن هناك أشياء في الكواليس تحدث بين الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا تهدف إلى كسر جمود العلاقات، والسعي إلى تطويرها، وتجاوز الخلافات بين البلدين.