هل هناك علاقة بين اختفاء جمال خاشقجي ورؤية السعودية 2030؟
الجمعة، 12 أكتوبر 2018 11:00 م
مجهودات كبيرة تقوم بها المملكة العربية السعودية على مدار الأعوام القليلة الماضية في طريق الإصلاح على مختلف الأصعدة، في إطار رؤيتها الطموحة 2030، والتي أعلن عنها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان في إبريل من عام 2016.
وبحسب التقارير والمعلومات المتداولة على مدار الـ3 سنوات الماضية؛ فإن المملكة تسير على خطى ثابتة في اتجاه تحقيق رؤيتها، سواء على المستوى الإقتصادي أو السياسي إلى جانب ملامح الإنفتاح وتمكين المرأة، الأمر الذي لاقى ترحيبًا في الأوساط العالمية.
اقرأ أيضا: وئام الدخيل ومناصب قيادية وجواز سفر.. 24 ساعة مبهجة للمرأة السعودية (فيديو)
وقام الأمير محمد بن سلمان بكثير من الجولات الخارجية والتي أعادت رسم العلاقات الاستراتيجية بين بلاده وغيرها من القوة العظمى، وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، عاقدًا عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية وخاصة فيما يخص المشروع الإستثماري السعودي الضخم «نيوم».
مع اقتراب فعاليات الفصل الثاني من «مبادرة مستقبل الاستثمار» المقررة في 23 – 25 من أكتوبر الجاري، برعاية الأمير محمد بن سلمان، ظهرت أزمة اختفاء الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، مع حملة إعلامية ضخمة من قبل أعداء المملكة العربية السعودية إلى الحد الذي أثر بدوره على طريقة التغطية الإعلامية لعدد من الصحف الأجنبية والعالمية، حتى باتت تنقل الأنباء والمزاعم ذاتها دون التأكد من صحتها.
ويبدو أن محاولة تصعيد الأزمة وتدويلها من قبل النظام القطري والإخواني وأصدقاءهم من الإيرانيين والأتراك أثارت مخاوف عدد من المستثمرين والمتعاونين مع السعودية لتنفيذ رؤيتها الطموحة. وأعلن مسؤول «فيرجن جروب»، ريتشارد برانسون عبر موقع المجموعة الإليكتروني عن تعليق محادثات شركته مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وعمله الذي كان مقررًا في مشروعين سياحيين بمشروع «نيوم»، مشيرًا إلى أزمة اختفاء جمال خاشقجي وأنها سببًا في ذلك القرار، ملمحًا إلى أن هذه الأزمة يمكن أن تتسبب في إتخاذ شركات أجنبية أخرى الموقف ذاته.
ان كل الاحتمالات مطروقة فلا يستبعد أن يكون هناك أطرافًا في الولايات المتحدة الأمريكية وراء القضية المثارة والتي تسئ إلى السعودية ولاسيما الأمير محمد بن سلمان، وخاصة أن صحيفة «واشنطن بوست» وغيرها من وسائل الإعلام التابعة للنظام القطري بشقيه التقليدي والبديل؛ أخذت في تحميل ولي العهد السعودي مسؤولية اختفاء «خاشقجي»، مستهدفة الاساءة إلى سياساته، في محاولة لإفشال ما وصلت إليه السعودية من نجاحات خلال سنوات قليلة.
ويأتي الأمر متزامنًا مع محاولات إحداث النظام القطري للوقيعة بين الإدارة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، حيث حاولت أذرع تنظيم الحمدين إشعال الفتنة وإثارة الرأي العام تجاه تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب حول السعودية، تلك التي ردّ عليها الأمير محمد بن سلمان عبر وكالة «بلومبرج» الأمريكية، مؤكدًا أن السعودية تشتري الأسلحة من أمريكا ولا تأخذها مجانًا، وأن المملكة لا تدفع شيئًا مقابل أمنها كما قال «ترامب»؛ والمزاعم بتقصير من قبل السفير السعودي لدى أمريكا، الأمير خالد بن سلمان، والتقليل من مواقفه على الرغم من قيامه بواجبه على أكمل وجه.
اقرأ أيضًا: بعد اساءته لخالد بن سلمان.. سياسي سعودي: المصطلحات السوقية نهج سعود آل ثاني
وفي وقت باكر من صباح الجمعة أعلنت الخارجية الأمريكية عن توجه الأمير خالد بن سلمان إلى السعودية. ويأتي هذا الموقف وسط عدد من التوقعات والتكهنات حول ذلك السفر المفاجئ، في حين قالت المتحدثة بإسم الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت: «واشنطن أبلغت السعودية بتوقعاتها بمعلومات حول إختفاء جمال خاشقجي، عند عودة الأمير خالد بن سلمان».
وكان الأمير خالد بن سلمان قد أكد على عملية سير التحقيقات في قضية اختفاء المواطن السعودي، جمال خاشقجي، لافتًا إلى أنه من الأفضل عدم تداول الشائعات والادعاءات الدائرة حول القضية خاصة وأن القضية تخص مواطن سعودي في الأساس.
اقرأ أيضًا: «ابحث عن المستفيد».. من يقف خلف اختفاء جمال خاشقجي؟
واختفى الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي في 2 من أكتوبر الجاري، بعد دخوله إلى القنصلية السعودية في إسطنبول للانتهاء من بعض الأوراق الرسمية، بحسب الروايات المتداولة. ويحاول أعداء المملكة العربية السعودية اتهامها في ذلك الأمر، فيما نفت السعودية تلك المزاعم جملة وتفصيلًا. وتستمر التحقيقات حتى اللحظة الراهنة بالتنسيق بين السلطات السعودية ونظيرتها التركية لكشف ملابسات القضية.