اطلبوا العلم ولو في فصول محو الأمية.. حكايات فتيات كسرن القيود
السبت، 13 أكتوبر 2018 11:00 م
التعليم إرادة ورغبة متى امتلكها الإنسان سيقهر بسببها كل الصوبات لتحقيق حلمه فى الانضمام لقائمة المثقفين أو المتعلمين.
وفى مجتمعنا خاصة الريفى تحرم البنات من التعليم إما بسبب النظرة المتدنية للفتاة وإما لتفضيل شقيقها عنها ودفعه للتعليم وتخصيص ما ينفق عليها له باعتبارها كم مهمل وإما لظروف أخرى كبعد المدرسة عن المنزل أو فقر الأسرة.
وفى التقرير التالى يدلل"صوت الأمة على أن الإرادة تقهر المستحيل" من خلال نشر قصص فتيات حرمتهن الظروف من الالتحاق بالمرحلة الابتدائية فالتحقن بفصول محو الأمية، أو مدرسة الفصل الواحد، وكافحن حتى حصلن على مؤهلات عليا.
عائشة
"عائشة محمد عويس"ولدت بقرية قلها التابعة لمركز إهناسيا فى بنى سويف لم تلتحق بالمدرسة الابتدائية كمن هن فى سنها بسبب تنقل أسرتها بين عدو منازل وبعد مقر إقامتها عن المدرسة والخوف على الفتيات خاصة فى الشتاء.
قالت عائشة: وعندما بلغت من العمر 9 سنوات التحقت بفصل محو الأمية الذى أنشأته هيئة كير بالقرية وتعلمت القراءة والكتابة والحساب، فى 9 أشهر، بعدما تقدمت لمكتب محو الأمية بمركز إهناسيا لدخول الاختبارات والالتحاق بمدرسة القرية لكن الموظفين رفضوا وانتهزت فرصة لقاء جمعنى بالعميد وحيد الفشنى، رئيس فرع هيئة محو الأمية ببنى سويف، وأخبرته بمشكلتى فأصدر توجيهات إلى مسئولى مكتب إهناسيا بتلبية رغبتى، والتحقت بالمرحلة الإعدادية وحصلت على المركز الأول فى الصفين الأول والثانى، وفى الشهادة حصلت على المركز الرابع على المدرسة، ثم التحقت بالمدرسة الفنية للتمريض ورفض القائمين عليها قبولى لان سنى 19 عاما، ويشترط ألا يزيد عن 18.
تريزة
تريزة مجدى سعيد، تقيم فى مركز ناصر ببنى سويف، قالت: "فى طفولتى كان والدى مريضا وحالت ظروفنا المادية دون التحاقى بالمرحلة الابتدائية وحين بلغت 9 سنوات التحقت بمحو الأمية.
وأضافت تريزة: "تعلمت القراءة والكتابة والأشغال اليدوية فى 3 سنوات، والتحقت بمدرسة قرية الشانوية الإعدادية القريبة من منزلنا نظام المنازل فى عمر 12 سنة، وتخطيت الصف الأول والثانى وانتظمت فى الدراسة بالصف الثالث وشجعنى والدى وشقيقتى على التعليم ثم التحقت بالمدرسة الفنية الثانوية للبنات وحصلت على المركز الأول فى سنوات الدراسة الثلاث، ثم التحقت بكلية التعليم الصناعى بمدينة بنى سويف الجديدة شعبة الأجهزة الدقيقة.
أسماء
أسماء جميل 25 سنة قالت :نشأت فى مع 6 شقيقات وشقيق فى قرية باها التابعة لمركز بنى سويف، وكان والدى يعمل بالأوقاف، ولم التحق بالمدرسة فى سن صغيرة وعندما بلغت 9 سنوات رفض مدير المدرسة الابتدائية بالقرية قبولى وبعد مرور سنة، التحقت بفصل ليلى فى مصلى للسيدات بمسجد فى القرية وتولت فتاة تعليمنا.
وأضافت أسماء: "فى التاسعة من عمرى حصلت على جوائز لاتقانى القراءة والكتابة والحساب، وحصلت على شهادة محو الأمية سوى 2007 لأن الحد الأدنى ثم التحقت بالمدرسة الإعدادية وتوفى والدى وأنا فى الصف الثانى وساعدتنى والدتى وشقيقتى الكبرى على الاستمرار فى التعليم.
هدى
وقالت هدى محمد، من قرية بنى محمد راشد بمركز سمسطا فى بنى سويف: "بعد ولادتى بـ13 يوما توفيت أختى التى تكبرنى بـ7 سنوات وكان اسمها " هدى"، فأطلقت أسرتى على نفس الاسم علىّ، ولم تستخرج شهادة ميلاد لى واعتمدت على أوراق شقيقتى الراحلة، وعندما بلغت 7 سنوات تقدمت للمدرسة وأخرجنى مديرها من الفصل قائلا "عمرك الصحيح هو 5 سنوات، وفى الأوراق 12 ، ولم تسعى أسرتى لإثبات سنى الحقيقى، وعندما بلغت 15 سنة تزوجت وأنجبت طفل وسمعت عن فصل لمحو الأمية بقرية الشيخ عابد المجاورة لنا، فالتحقت به واجتزت الامتحانات.