التفاصيل الكاملة لفوز "جنرال اليكتريك" بعقد منصات التوربينات في مشروع الضبعة النووي
الخميس، 11 أكتوبر 2018 06:00 ص
بطرح المناقصات الخاصة باختيار بعض الشركات المنفذة لبعض الأعمال الإنشائية بالمحطة بالتوازي مع أعمال التصميمات الخاصة بالمشروع، بدأت وزارة الكهرباء و الطاقة المتجددة، فى الخطوات الفعلية الخاصة بإنشاء أولى محطة نووية لتوليد الكهرباء بالضبعة بقدرة 4800 ميجا وات.
"التعاقد مع الشركة الروسية المسئولة عن إنشاء المحطة النووية يشترط تسليم المحطة بنظام المفتاح، مضيفا أن نظام المفتاح هو عبارة عن تسليم المحطة لوزارة الكهرباء بعد الانتهاء منها بالكامل لمراجعتها و التأكد من إنشائها وفقا للمعايير المتفق عليها"..وفق مصدر مسئول بوزارة الكهرباء و الطاقة المتجددة.
وقال المصدر، فى تصريحات صحفية أن تعاقد الشركة الروسية مع أى شركة أخرى لتنفيذ جانب معين بالمشروع يتم بمعرفتهم ولا يتم التدخل من قبل وزارة الكهرباء فى هذه التعاقدات من قريب أو بعيد، موضحا أن دور الوزارة يبدأ عند انتهاء العمل بالمشروع لتبدأ فى عملية التقييم.
وتابع المصدر أن أى تعاقدات تتم حاليا تأتى بالتوازي مع أعمال التصميمات الخاصة بالمشروع، مشيرا إلى أن تصميمات المحطة النووية تستغرق سنوات فى بعض الاحيان و لكن القيادة السياسية حريصة على تشغيل أول مفاعل فى موعده المحدد فى 2022، والباقى تباعًا حتى عام 2026.
وكانت شكرة"جنرال إلكتريك للطاقة" أعلنت اليوم عن فوزها بعقد لتزويد معدات منصات التوربينات إلى مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية في مصر من خلال شركةAAEM، مشروعها المشترك مع Atomenergomash. وستعمل "جنرال إلكتريك للطاقة" على تزويد التصميم المبدئي لأربع منصات تقليدية إضافة إلى أربع وحدات للمولدات التوربينية النووية، بما في ذلك توربينات Arabelle البخارية بنصف السرعة، بالإضافة إلى تقديم الدعم التقنى في الموقع أثناء تركيب المعدات وتشغيلها.
و قال أندرياس لوش، الرئيس التنفيذى لوحدة أعمال طاقة البخار فى "جنرال إلكتريك" فى بيان له اليوم: "تركز مصر في المرحلة الراهنة على تنويع مصادر إنتاج الطاقة بما يدعم النمو الاقتصادي، ونحن على ثقة بأن محطة الضبعة للطاقة النووية، المجهزة بتقنيات Arabelle من ’جنرال إلكتريك‘ للطاقة‘، ستشكل رافداً قوياً نحو تحقيق هذه الأهداف التنموية الطموحة. وتساهم توربينات Arabelle اليوم في توليد أكثر من 20 جيجاواط من الطاقة حول العالم، وسنعمل من هذا المنطلق على دعم مشروع الضبعة بخبراتنا وإمكاناتنا الكبيرة لتزويد شبكة الكهرباء المصرية بالطاقة الخالية من ثنائي أكسيد الكربون".
ومن جانبه، أكد الدكتور إبراهيم العسيرى المفتش السابق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية ونائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقاً، أن المفاعلات النووية لتوليد الكهرباء التى سيتم إنشائها بمحطة الضبعة بقدرة 4800 ميجا وات من أحدث طراز بالعالم من الجيل الثالث الأكثر أماناً.
وأضاف العسيرى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المحطة النووية بالضبعة مصممة من أعلى تكنولوجيا الأمان النووى من الجيل الثالث ضد الكوارث الطبيعية و الصواريخ، موكداً أن المحطة بها غلاف حيوى سمكه متر ونصف ومبطن بالخرسانة لا يمكن اخترقها أو أنهيارها سواء نتيجة تسونامى أو ضربها بصواريخ.
وأوضح العسيرى، أن الوقود النووى عبارة اسطونات صغيرة ارتفاعها 2 سم وقطرها 1 سم، والجسم الخارجى مصمم بشكل مجوف مثل "الطبق" لاحتواء نتائج الانشطار وهى جميعها داخل غلاف معدنى ، موضحاً أن هذا التصميم لزيادة عنصر الأمانى داخل المحطة النووية لمنع التسرب الإشعاعى.
وأشار العسيرى إلى أن الوقود النووى عبارة عن حزم 17*17 و18*18 وهو داخل وعاء معدنى سمكه 25 سم يصعب اختراقه أو تفجيره ، مشيراً أنه من خلال عمله لمدة 18 عام كمفتش بالوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يتبين وجود أى أضرار صحية على العاملين بهذه النوعية من المحطات قائلاً "انا نفسى حياً أرزق ولا أعانى من أى أمراض".
وعن الأضرار التى تصيب المواطنين من التسرب الإشعاعى ، قال العسيرى ، أن محطة الضبعة مصممة على عدم تسريب الإشعاع النووى إطلاقاً ، مضيفاً أن نسبةالأشعاع النووى الذى تصيب المواطن إذا أقام 24 ساعة يومياً بجوار المحطة لمدة سنة بدون أن يتحرك تعادل تناوله 70 ثمرة من الموز الذى يحتوى على بوتاسيم مشع يخرج من جسم الأنسان عن طريق البول.
وتابع المفتش السابق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن توليد الكهرباء من الوقود النووى تعد اكثر حفاظا على البيئة من أى وقود أخر و ليس له أى أثار بيئية ضارة على المجتمع، موكداً أنه الأوفر والأكثر أماناً.
يذكر أن مشروع المحطة يستخدم مفاعلات نووية من الجيل الثالث طبقاً لأحدث ما وصل إليه العلم والتكنولوجيا، ويحتوى هذا الجيل على تصميم آمن ومقاوم لخطأ المشغل أى "العامل البشرى"، ويزيد عمر المحطة على 60 عامًا، ولها قدرة غير مسبوقة على مقاومة الحوادث الضخمة فيمكنها أن تتصدى لإصطدام طائرة وزنها 400 طن وسرعتها 150 متر فى الثانية، وتمتاز المفاعلات النووية أيضًا بالتشغيل الآمن دون أية تأثيرات سلبية على البيئة المحيطة به، كما تضمن هذه المفاعلات عدم التسرب الإشعاعى عن طريق الفلاتر والحواجز المتعددة، وتحتوى على نظام التحكم الآلى الحديث.
كما يوفر هذا المشروع عدداً من المزايا الإجتماعية والإقتصادية والحضارية حيث أنه يوفر حوالى عشرة آلاف فرصة عمل جديدة لشباب المحافظة خلال فترة التشييد التى تمتد على قرابة ثمان سنوات، فضلاً عن ما لا يقل عن 4 آلاف فرصة عمل أخرى بعد التشغيل، وسيترتب على المشروع رواج إقتصادى وسياحى سيكون له عظيم الأثر بعد تشغيل المشروع على منطقة الضبعة ومحافظة مطروح بكاملها .
وتستوعب أرض الضبعة 8 محطات نووية ستتم على 8 مراحل، المرحلة الأولى تستهدف إنشاء محطة تضم 4 مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء بقدرة 1200 ميجا وات بإجمالى قدرات 4800 ميجا وات بتكلفة 5 مليارات دولار للمفاعل بإجمالى 20 مليار دولار.
وكشف مصدر مسئول بوزارة الكهرباء و الطاقة المتجددة، أن