تطورات في ملف التعاون بين مصر وفرنسا.. و"عبدالعال" يحمل 3 رسائل لمجلس الشيوخ
الأربعاء، 10 أكتوبر 2018 02:07 ممصطفى النجار
يوسع مجلس النواب من دوريه التشريعى والرقابي يومًا بعد يوم، فبعد أن حقق تقدمًا في العلاقات مع العديد دول العالم بزيارات متبادلة مثلما حدث مع قبرص والسعودية والإمارات ودول أخرى، فاليوم يتوجه البرلمان أكثر إلى العمق الأوروبي إذ تشهد العلاقات المصرية الفرنسية تطورًا مستمرًا على كافة الأصعدة البرلمانية والعسكرية والاقتصادية والثقافية، فبعد تدريبات بحرية تعرف باسم "كليو باترا"، وهي تقام في الأعوام ذات الأرقام الزوجية.
وقد أقيمت تدريبات بحرية شاركت فيها مصر وفرنسا، من هذا النوع على سواحل الإسكندرية في الفترة من 8 إلى 13 ديسمبر 2012، شارك فيها الجانب الفرنسي من خلال الفرقاطة جان بارت والسميرية، بخلاف التدريب الجوية ثنائية بين البلدين تحمل اسم "نفرتاري"، والتى أُجريت من 29 أكتوبر إلى 12 نوفمبر 2012 ، كما تشهد العلاقة بين الدولتين تعاونًا في التجهيزات والمعدات العسكرية وهو ما يرجع لفترة منتصف السبعينيات، بامتلاك مصر لجزء كبير من المعدات العسكرية من طائرات الميراج، والألفاجيت، والمروحية غازال، وأجهزة الاتصال والإشارة.
وقد دعم الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب خلال زيارة التى يقوم بها إلى فرنسا من حجم العلاقات المتبادلة بين الدولتين لتشمل تكثيف جهود الجانب البرلمانى إذ إلتقى مع جيرارد لارشيه رئيس مجلس الشيوخ الفرنسى بمقر مجلس الشيوخ، في زيارة هي الأولى التي يقوم بها رئيس مجلس النواب المصرى، تلبيةً للدعوة الموجهة إليه من رئيس مجلس الشيوخ الفرنسى.
" أنا كل شيء لمصر، ومصر كل شيء بالنسبة لي"، هذه العبارة الشهيرة للعالم الفرنسي فرانسوا شامبليون، الذي فك رموز اللغة المصرية القديمة، كررها رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، مداعبًا الوفد المصرى ومشيدًا بالحضارة المصرية القديمة.
وتواجد الدكتور على عبدالعال في مقر مجلس الشيوخ الفرنسي التاريخي، وأكد على حرصه لتلبية الدعوة انطلاقاً من الأهمية التي توليها الدولة المصرية بكافة مؤسساتها الحكومية والبرلمانية لتعزيز العلاقات مع الدولة الفرنسية بكافة مؤسساتها، منوهاً إلى عمق العلاقات البرلمانية بين البلدين، اللذان يُعدان من الدول العريقة في التمثيل النيابي، وأكد على أن هذه العلاقات قائمة على الاحترام المتبادل، والتنسيق فى القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يتوافق مع مكانة البلدين الكبيرين ودورهما الداعم للسلام.
واتفق "عبدالعال" مع "جيرارد لارشيه" على ثلاثة أمور أساسية وهى: زيادة سبل تطوير العلاقات مع مجلس الشيوخ الفرنسي على جميع المستويات، وتكثيف الزيارات المتبادلة والفعاليات المشتركة، وتحقيق المزيد من التنسيق بين مجلسي النواب المصري والشيوخ الفرنسي فى المحافل البرلمانية الدولية.
ولتوضيح المشهد داخل مصر بصورته الصحيحة والكاملة قدم الدكتور عبدالعال، استعراضًا لـ(5) إنجازات حققتهم مصر في الملفات الداخلية على الجانبين السياسي والاقتصادى، خاصة فيما يتعلق بجهود الدولة المصرية فى مكافحة الإرهاب، وجهود الإصلاح الاقتصادى والسياسى والاجتماعى، إذ أكد على أن مصر تسعى إلى تحقيق موازنة بين حاجتها للتعامل مع خطر الإرهاب والتطرف الديني في إطار من احترام لحقوق الإنسان، موضحًا ما تم تحقيقه من تقدم فى هذا السياق على أرض الواقع، والكُلفة التي تتكبّدها مصر جراء اضطراب الأوضاع في عدد من دول المنطقة، مشددًا على استعادة مصر لإستقرارها وإسهامها فى تحقيق استقرار المنطقة.
أيضًا استعرض رئيس البرلمان المصرى، الجهود التي تقوم بها الدولة في مجال الاصلاح الاقتصادى والارتقاء ببيئة الأعمال والاستثمار وتدشين المشروعات التنموية العملاقة والتي أضحت محل تقدير من المؤسسات الدولية، وتُرجمت إلى مؤشرات أولية لتعافي الاقتصاد المصري مثل زيادة الاحتياطي النقدي الأجنبي وزيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية، داعياً الجانب الفرنسى إلى توجيه المزيد من الاستثمارات للسوق المصرى الواعد، خاصة المشروعات المصرية القومية الكبرى، مؤكداً على حرص الدولة المصرية على تذليل كافة العقبات أمام الشركات الفرنسية وتيسير تواجدها في السوق المصري، كما دعا إلى عودة التدفق السياحي الفرنسي إلى مصر لسابق مستوياته المعهودة، للاستفادة من مناخ الأمن والاستقرار الحالى.
وحول القضايا الاقليمية، تناول لقاء البرلمانيان إلى مناقشة عدد من الأزمات القائمة في المنطقة، واحتل الوضع في ليبيا وضع خاص في حديثه، بالنظر إلى تأثر مصر الشديد بطبيعة الأوضاع في هذا البلد الذي تربطه بمصر حدود يتعدى طولها الألف كيلو متر، إذ أكد "عبدالعال"، على حرص مصر الشديد على تحقيق الاستقرار في الداخل الليبي وأن الدولة المصرية لا تألو جهداً لتحقيق هذا الهدف، وطالب الجانب الفرنسي ببذل مزيد من الجهود من أجل العمل على استقرار الأوضاع الداخلية في ليبيا.
وفى تعليقه على حديث رئيس مجلس النواب، قال جيرارد لارشيه رئيس مجلس الشيوخ الفرنسى بالدكتور عبدالعال، مشيراً إلى أن الدعوة جاءت لتؤكد على أن مصر شريك هام واستراتيجى لفرنسا، ومثلت حرص الدولة الفرنسية على مد جسور التواصل وتعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين كما أن هناك العديد من القضايا والتحديات المشتركة التى تتطلب التنسيق والتعاون لمواجهتها، و أن فرنسا تسعى بالفعل إلى زيادة استثماراتها فى مصر، وتدعم جهود الدولة المصرية للإصلاح الاقتصادى وتعتبرها غير مسبوقة ومُبشرة، مؤكداً على أن فرنسا تعتبر الإرهاب خطر يحيق بالجميع، ويتطلب تضافر الجهود بين الشركاء لمواجهته، وأثنى المسئول الفرنسي على جهود مصر فى محاربة الإرهاب ومانتج عنها من استقرار وأمن يشهد به الجميع.
واستجابة لطلب الدكتور على عبدالعال، أعلن رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي،عن استعداد فرنسا لضخ لمزيد من الاستثمارات في البنية التحتية المصرية، وأكد على تطلعه إلى تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين، معربًا عن ثقته في الدور الإيجابي الذي يمكن أن تقوم جمعية الصداقة البرلمانية في هذا الشأن، واختتم كلمته بعبارة أن "من شرب من نهر النيل، فلابد أن يعود لمصر مرة أخرى، وتحيا كل من مصر وفرنسا".