دراسة بحثية تفضح المستور.. غول السوشيال ميديا يندرج تحت قوائم الإدمان
الخميس، 11 أكتوبر 2018 06:00 ص
الغالبية العظمى من المواطنين حول العالم، وحتى في الدول النامية، أصبحت زيارة مواقع التواصل الاجتماعي واحدة من اهتمامتهم اليومية، وبات الجميع منعكفا على متابعة ماينشر على منصات السوشيال ميديا، حتى تحول الأمر إلى إدمان وهوس نفسي، فالمدة التي يترك فيها متابع تلك الصفحات هاتفه أو جهازه الإلكتروني لاتتعدى دقائق معدودة حتى يعاود سريعا استطلاع مافاته خلال تلك الدقائق.
وتحولت «السوشيال ميديا» إلى غول ينهم أغلب أوقاتنا، ويسيطر على جزء كبير من اهتماماتنا اليومية، وعلاقاتنا الاجتماعية، سواء في المنزل أو العمل أو الشارع، أو حتى أثناء الاستعداد للنوم، وأصبح أعداد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في تزايد يوميا، ما أدى إلى إضعاف الروابط الاجتماعية، لاسيما وأن أدمن هؤلاء الحياة على شاشات الهواتف.
دراسة حديثة كشفت أن التعرض لوسائل التواصل الاجتماعي يتزايد تدريجيا حتى يتحول إلى إدمان يشبه إدمان المواد المخدرة والكحوليات ولعب القمار، وذلك بعد انتشارها بشكل واسع حتى بين الفئات المتقدمة في العمر، ما جعلها تصنف كنوع ثالث من أنواع الإدمان، حسبما أوضح «فان جوردن» الباحث بجامعة ديربي، وفقا لدراسته المنشورة على موقع «ديلي ميل» البريطاني.
«جوردن»، أشار في دراسته إلى قبول نوعي من الإدمان بين الأوساط العلمية، هما الإدمان الكيميائي، والسلوكي، الأول كالمواد المخدرة، والكحوليات، والثاني، كألعاب الكمبيوتر، والقمار وغير ذلك من وسائل الترفيه التي تستحوذ على عقل ومشاعر واتجاهات العديد ممن يتعاملون معها، مقترحا نظرية جديدة بوجود نوع ثالث «مفقود» من أنواع الإدمان وهو «الوجهي»، بمعنى أن تكون مدمنا على الكيفية التي ترى بها نفسك، وهو النوع الذي يتحول لأحد أسباب الإرهاق النفسي، لما له من تضيع للواقع والفرص الحقيقية على الأرض.
نظرية «فان جوردن»، تعتمد على أن الأبحاث العلمية السابقة تغاضت عن وجود إدمان وجودي، معتمدا في ذلك على عددا من الدراسات السابقة، مشيرا إلى أن المتعرضين لهذا النوع من الإدمان يعانون كالأخرين من أعراض الانسحاب إذا حاولوا التغلب عليه، لافتا إلى زيارة مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت أقوى مثال على أن يصبح الناس مدمنون على أنفسهم.
وأضافت الدراسة: «يمكن أن يسبب إشكالية استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية فى أن ينجذب الناس أكثر إلى الحالة وما يترتب على ذلك من عواقب سلبية، فعلى سبيل المثال، عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعى، يمكن للناس بناء طبقة أخرى من الذات التى تتغذى على المعجبين والمشاركين والمتابعين لوجودهم، ولكن هذا لا يعكس صورة دقيقة للطبيعة الحقيقية للفرد، فإذا تفاعلنا مع وسائل التواصل الاجتماعى والتكنولوجيا بلا داع ونستخدمها، فإنها تميل إلى جذبنا بعيدًا عن اللحظة الحالية».
ورصدت دراسة أخرى أعراض إدمان مواقع التواصل الاجتماعي وأضرارها على النحو التالي:
- الإنفصال عن الواقع
حيث يعيش مدمن مواقع التواصل الاجتماعي أغلب وقته خلف شاشات الكمبيوتر، وأجهزة الهاتف المحمول، منقطعا عن أخبار من حوله، غير مباليا بهم، ولاتجمعه مع أفراد أسرته أحاديث أو اجتماعات مشتركة.
- إدمان التفكير في تلك المواقع
فنجد الشخص الذي أدمن التواجد على منصات السوشيال ميديا، يدور تفكيره وحديثه في فلك مايتم تداوله عبرها، وماينشر فيها، وتتحول إتجاهاته الشخصية للوجهة التي يقوده إليها ماينشر عبر تلك الصفحات، كما أنك تجده مولعا بالتصوير في كل مكان يتواجد به لرفع الصور على حساباته الشخصية، وتصبح التغريدات والهاشتجات هي محورر حديثه مع من حوله من الأخرين.
مخاطر الإصابة بالأمراض
قد يفقد الشخص المستخدم لمواقع السوشيال ميديا بتلك الطريقة تركيزه، ويهمل صحته لاسيما وقضائه لمعظم أوقاته جالسا أمام شاشة الحاسب الآلي الخاص به منهمكا في التغريدات أو الرد على التعليقات، فلا يشعر بالجوع أو يفكر في تناول الوجبات الأساسية طوال اليوم، ولايمارس الرياضة الأمر الذي ينعكس سلبا على الصحة العامة.
النوم متأخرا
كما يعاني هؤلاء الأشخاص من ملازمة تلك العادة له حتى ساعات متأخرة من اليوم، لاسيما وأنه اعتاد قضاء أكثر من ثلث يومه متابعا لها، وهو الأمر الذي ينعكس على نشاطه البدني والذهني، وممارسة أعماله في الصباح.