آخرهم نور ماجوميدوف.. كيف تلاحق "الإسلاموفوبيا: اللاعبين المسلمين؟
الأربعاء، 10 أكتوبر 2018 01:00 م
حصد الروسى "المسلم" حبيب نور ماجوميدوف بطولة الفنون القتالية المختلطة للوزن الخفيف بعد تغلبه على الأيرلندى كونور ماكجريجور الأحد الماضى، بولاية نيفادا الأمريكية.
وفى هذه المباراة تعرض ماجوميدوف لعنصرية من خصمه ماكجريجور وميدر أعماله فقط لكونه مسلما ليتحول إلى بطل فى نظر كثير من الشباب المسلم باعتباره يدافع عن دينه ومهنته وتتحول الواقعة بتفاصيلها إلى ما يمكن التعبير عنه بـ"الإسلاموفوبيا" وانتشاره حتى فى مجال الرياضة.
وبرزت العنصرية ضد نور حبيب ماجوميدوف فى عدة مواضع منها:
- ماكجريجو وجه له شتائم لدينه وبلده فى تصريحات على خلفية تشاجر مدير أعماله مع ماجوميدوف عقب المباراة.
- مدير أعمال ماكجريجور والطاقم المرافق له استفز نور ماجوميدوف حيث جلبوا زجاجة خمر فى المؤتمر الصحفى وهاجموا الحافلة التى تقله.
- رفض المنظمون للمباراة منح مدرب ماجوميدوف تأشيرة لمرافقته بالحلبة رغم أن المدرب هو والده.
وحازت المباراة المرتبطة بواقعة العنصرية على نسب مشاهدة عالية وشحن ودعاية باعتبارها الأهم فى تاريخ UFC كونها نهائية
وماكجريجور له سوابق مع العنصرية ضد خصومه ومنافسيه حيث أهان فلويد مايويذر لكونه أسودا قبل مباراتهما فى 2017.
واتهمت صحيفة "الإندبندنت" لجنة UFC المنظمة للبطولة بالصمت عن العنصرية وإهانة ديانة نور ماجوميدوف ما تسبب فى المشاجرة عقب المباراة.
وفوز نورماجوميدوف باللقب والجائزة - قيمتها 50 مليون دولار- لا يعنى أن حوادث الإسلاموفوبيا نادرة فى الرياضة، بل أكثر اللاعبين شعبية يمكن أن يكونوا ضحية ومنهم محمد صلاح الذى رصدت "واشنطن بوست" فى تقرير لها كيف أصبح ضحية إسلاموفوبيا وإن كان بشكل خفى، فالأغانى التى تمدح صلاح حملة نغمة خفية من الإسلاموفوبيا، ومنها "إذا سجل أهدافا أكثر فسوف أكون مسلما" If he scores another few .. Then I’ll be a Muslim, too ما يعنى أن تقبل الإسلام كدين لصلاح ارتبط بنجاحه.
وشهدت رياضة غير جماهيرية كالتزلج على الجليد حالات إسلاموفوبيا، وقال اللاعبان المسلمان أحمد وجيراى دادالى إن ديانتهما كانت سببا فى تعرضهما للعنصرية.
أحمد وجيراى دادالى أمريكيان من أصول تركية، تربيا مع والدتهما الأمريكية وبسبب اسميهما تم تصنيفهما كلاعبين من بورتريكو أو الهند فى أكثر من مناسبة حتى لو كانت البطولة فى أمريكا ويلعبان لصالحها.
وتصاعد الجدل مجددا ضد لاعبة الشيش "أول امرأة محجبة تلعب لصالح أمريكا فى الأولمبياد"، فبسبب حجابها تعرضت لانتقادات حادة حتى سمح لها بالمشاركة، بعدما اتخذت الانتقادات لها منحى عنصرى حصدت تضامن بإنتاج عروسة باربى تشبهها.
ونشر موقع فايس تعليق عن الإسلاموفوبيا مضمونه"اللاعب المسلم المحترف مازال ينظر له باعتباره دخيل على الرياضة" وهذا التعليق يبدو متماشيا مع ضعف نسبة تمثيل المسلمين فى البطولات الكبرى، خاصة فى صفوف نجوم الدرجة الأولى.
ليس فقط البعد الدينى هو ما يسيطر على الرياضة لكن هناك الطابع السياسى للرياضة، فرغم إصرار المؤسسات الرياضية الدولية على أن اللعبة أيا كانت ، لا علاقة لها بالسياسة، لكن واقعيا لا يمكن الفصل بين اللعبة وانتماءات اللاعبين ومسئولى اللعبة السياسية وأحيانا الدينية، فاتهام اللاعبين الروس بتعاطى المنشطات قبل المباريات الأولمبية كان له صدى سياسى فقد اتهمت واشنطن موسكو بأنها شجعت لاعبيها على الغش لإحراز الفوز وتحقيق شو أعلى دوليا.
والعنصرية ضد المسلمين ليس وليدة العصر ويكفى قصة حياة أسطورة الملاكمة محمد على كلاى الذى انقلب الرأى العام ضده مرتين فى الستينات الأولى لرفضه حرب فيتنام والمشاركة فيها والثانية لتحوله للإسلام فقد اعتبر أمريكيون الإسلام عملا غير وطنيا حتى أن كلاى قال بإنه يشعر كالغريب فى وطنه.
وأشارت الصحيفة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعى الآن رفعت أسهم نوماجوميدوف ليس فقط كرياضى بل كلاعب مسلم يتعرض للعنصرية وأصبح يقاتل دفاعا عن مهنته وعن دينه وهو ما يجعله بطلا فى نظر كثير من الشباب المسلم حول العالم.
حبيب نورماجوميدوف فاز فى المباراة واللقب والجائزة التى تقدر بـ50 مليون دولار، لكن هذا لا يعنى أن حوادث الإسلاموفوبيا نادرة فى الرياضة، بل إنه حتى أكثر اللاعبين شعبية يمكن أن يكون ضحية إسلاموفوبيا ومثال على ذلك محمد صلاح.
صحيفة "واشنطن بوست" رصدت فى تقرير لها كيف إن محمد صلاح ضحية إسلاموفوبيا ولكن بشكل خفى، فحتى الأغانى التى تمدح محمد صلاح منذ الموسم الماضى كانت تحمل نغمة خفية من الإسلاموفوبيا، مثل الأغنية التى تقول "إذا سجل أهدافا أكثر فسوف أكون مسلما" If he scores another few .. Then I’ll be a Muslim, too
الأمر الذى يربط بين محبة محمد صلاح وبين عدد الأهداف التى يحرزها وأن شعبيته لا علاقة لها به هو شخصيا بل بالأهداف فقط، وأن تقبل الإسلام كدين له مرتبط بنجاحه، وهو ما لم يحدث مع لاعب أخر.
وحتى فى رياضة أخرى غير جماهيرية مثل التزلج على الجليد شهدت أيضا حالات إسلاموفوبيا، حيث اشتكى اللاعبان المسلمان أحمد وجيراى دادالى من أن ديانتهما الإسلامية كانت سببا فى تعرضهما للعنصرية، فاللاعبان أمريكيان من أصول تركية وتربيا فى أمريكا مع والدتهما الأمريكية لكن بسبب اسميهما تم تصنيفهما خطأ كلاعبين من بورتريكو أو الهند فى أكثر من مناسبة حتى لو كانت البطولة تقام فى أمريكا التى يلعبان لصالحها.
وتصاعد الجدل مرة أخرى بسبب حجاب لاعبة الشيش المسلمة التى كانت أول امرأة محجبة تلعب لصالح أمريكا فى الأولمبياد، وبسبب حجابها تعرضت لانتقادات حادة حتى سمح لها بالمشاركة، وكنوع من التضامن معها تم إنتاج عروسة باربى تشبهها بعدما اتخذت الانتقادات لها منحى عنصرى.
اللاعب المسلم المحترف مازال ينظر له باعتباره دخيل على الرياضة، تعليق نشره موقع فايس فى نسخته الرياضية، حول الإسلاموفوبيا وهو يبدو متماشيا مع كثير من الحالات، صحيح أن الدول الإسلامية تمارس الرياضة كغيرها، لكن نسبة تمثيل اللاعبين المسلمين فى البطولات الكبرى لا يزال ضئيلا، خاصة وأسماء اللاعبين المسلمين فى صفوف نجوم الدرجة الأولى فى أى لعبة على مستوى العالم لا تزال تعد على الأصابع.
حقيقة أخرى لا يرغب الكثيرون فى الحديث عنها هى الطابع السياسى للرياضة، فرغم أن المؤسسات الرياضية الدولية تصر دوما على أن اللعبة أيا كانت هذه اللعبة، لا علاقة لها بالسياسة، لكن فى أرض الواقع لا يمكن الفصل بين اللعبة الرياضية وبين انتماءات اللاعبين ومسؤولى اللعبة السياسية وأحيانا الدينية، مثال على ذلك الاتهامات التى وجهت للاعبين الروس بتعاطى المنشطات قبل المباريات الأولمبية كان لها صدى سياسى حيث اتهمت واشنطن موسكو بأنها شجعت لاعبيها على الغش بالمنشطات لإحراز الفوز وتحقيق بريستيج أعلى على المسرح الدولى.
ونفس الشئ يتم مع اللاعبين المسلمين، فإذا كانت صورة الإسلام تتعرض للتشويه أو التغطية الإعلامية السلبية، كلما زادت الإسلاموفوبيا أو على الأقل نظرة الاستغراب للاعب المسلم المحترف.
والأمر لم يبدأ فى السنوات الأخيرة بل قبل ذلك بكثير، ويكفى دليلا على ذلك أن تقرأ قصة حياة أسطورة الملاكمة محمد على كلاى ففى الستينات حيث انقلب الرأى العام عليه مرتين، الأولى بسبب رفضه لحرب فيتنام والمشاركة فيها والثانية بسبب تحوله للإسلام حيث اندمجت مشاعر الرفض الأمريكى له بسبب الموقفين وتم اعتبار الإسلام نفسه عملا غير وطنى وسط تصاعد مشاعر معاداة الأجانب فى أمريكا وقت الحرب وهو ما قال عنه محمد على كلاى إنه كان يشعر كالغريب فى بلده.