الفنان المتخفي «بانكسي»: الإبداع يسكن قبور التدمير (صور)
الثلاثاء، 09 أكتوبر 2018 12:00 م
حبس محبو الفنانون ومرتادو صالة مزادات «سوزبي» في لندن، أنفاسهم عندما شاهدوا بأعينهم لوحة «الفتاة والبالون الأحمر» للفنان الشهير المتخفي «بانكسي» وهي تدمر نفسها، وحسبما ذكرت سكاي نيوز، فإن اللوحة كانت آخر قطعة يجري بيعها في دار سوثبي للمزادات في لندن ليل الجمعة، التي استحوذت عليها عام 2006، مؤكدة أنها تحمل توقيع الفنان الشهير الذي يسيطر الغموض على شخصيته.
كانت اللوحة قد بيعت مقابل مليون و42 ألف إسترليني، أي ما يعادل مليون و300 ألف دولار، وحينما ضرب مدير المزاد بمطرقته سطح مكتبه معلنا رسو المزاد على شاري كان يشارك عبر الهاتف، بدأت اللوحة في التفكك، والتمزق بواسطة آلة مسنونة حادة مثبتة في إطار اللوحة الذهبي.
ونشرت مواقع صحفية أمس الأحد، فيديو للفنان البريطاني المتخفي «بانكسي»، وهو يثبت آلة لتقطيع اللوحة، في إطارها، ما أدى إلى تمزقها تلقائيا مباشرة بعد بيعها في مزاد سوزبي.
وعلق بانكسي، على الفيديو مستعينا بمقولة للفنان الشهير بيكاسو قال فيها: «التوق إلى التدمير هو أيضا توق إبداعي».
رسومات بانكسي
وفي تاريخ 21 مايو حصل بانكسي على جائزة أعظم فنان يعيش في بريطانيا، وتمنحها قناة إي تي في البريطانية، وكما كان متوقعا لم يحضر بانكسي لاستلام جائزته، وظل مجهولا حتى اللحظة.
ووفقا لتقرير صحفي نشرته صحيفة النهار أمس، الفيديو الذي يظهر عملية الإعداد لتدمير اللوحة، بثه بانكسي على صفحته بموقع انستجرام، أما الموقع الذي يعيد بيع أعمال بانكسي والذي يسمى MyartBroker.comn فذكر أن قيمة اللوحة المعنية «الفتاة والبالون» سجلت زيادة سنوية بنسبة 20 % في الأعوام الأخيرة، وصرح المؤسس المشارك للموقع: حاليا تتخطى أسعار الطبعات الأصلية الموقعة 115 ألف جنيه إسترليني، مضيفا بأن ما حصل في المزاد سيزيد قيمة اللوحة، ونظرا للاهتمام الإعلامي الذي أثارته الواقعة، فإن الشاري الذي تلفت اللوحة بعدما صارت من نصيبه، سيحقق عائدات كبيرة مقابل المبلغ الذي دفعه.
لوحة بانكسي التي تدمرت
أما صالة المزادات، فقالت في بيان: إنها المرة الأولى من دون شك التي تتمزق فيها لوحة تلقائيا بعد بيعها في مزاد، فيما كتب بانكسي عبر حسابه على إنستجرام: ذهبت للبيع وذهبت.
من أعمال بانكسي
ومن المرجح أن يكون دافع بانكسي لتدمير لوحته بعدما حققت هذه المبلغ الضخم في صالة المزادات، هو السخرية من قيم الجشع التي تحرك عشاق الفنون، وراغبي تملك اللوحات، وغضبه من إنفاقهم أموالهم بهذه المبالغ الضخمة، للاستحواذ على لوحة، وحبسها في غرفة وحرمان الآلاف والملايين من معاينة والتمتع بالفن الجميل، إذ يرسم بانكسي أعماله في الشارع، ويتيحها للملايين من مرتادي الشارع، والمارة، والفقراء الذين لا يملكون القدرة على شراء تذكرة والذهاب إلى المتاحف.