96 سنة من العمل المتواصل في أدمغة الناس.. قصة أقدم حلاق في كوكب الأرض (فيديو)
الأربعاء، 17 أكتوبر 2018 06:00 ص
لا يمكن أن يحافظ الإنسان على عادات محددة لعقود دون ملل أو رغبة في التغيير. ربما لهذا السبب حددت أنظمة العمل سنًّا للتقاعد. لكن رغم هذا هناك أناس لا يتقاعدون، ويمكنهم كسر القاعدة.
هل تصدق أن حلاقا في هذا العالم يُمسك المقص الآن ويعمل في رأس أحد الزبائن، بينما تخطى عمره القرن وتجاوزت فترة ممارسته للمهنة تسعة عقود؟! ربما يبدو الأمر غريبا، والأغرب أن هذا الشخص يُحافظ على مواعيد دوام ثابتة ومستقرة، ويعمل بلياقته وإقباله الكاملين، كما لو كان شابا في مقتبل العمر.
رغم صعوبة مهنة الحلاقة واحتياجها لقدر من التركيز والثقة والقدرة على الوقوف الطويل وبذل المجهود، فإن رجلا على الجانب الآخر من العالم تحدّى هذه التفاصيل وكسر القاعدة ومارس المهنة عقودا ممتدة، وما زال يمارسها بعدما تجاوز عمره 107 أعوام. إذ يستطيع الوافدون على صالون الحلاقة الموجود في أحد المراكز التجارية شمالي مدينة نيويورك الأمريكية مطالعة وجه أنطوني مانشينيلي، الذي يقف مستقبلا الزبائن بابتسامة ودود، ثم يشرع في أداء عمله في رؤسهم بكفاءة وتركيز كاملين.
في تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن الأمر، قالت إن مانشينيلي يبلغ عمره 107 سنوات، وما زال يعمل بدوام كامل بواقع خمسة أيام في الأسبوع، لفترة تمتد من الظهيرة حتى الثامنة مساء، وهو على هذه الحالة منذ 96 سنة، إذ بدأ ممارسة المهنة عندما كان في الحادية عشرة من عمره، في ظل ولاية الرئيس الأمريكي التاسع والعشرين وارين هاردينج.
دخل مانشينيلي موسوعة جينيس للأرقام القياسية في العام 2007، بينما كان في السادسة والتسعين من عمره، باعتباره أكبر حلاق يمارس العمل حتى هذا الوقت. وبالتأكيد ما زال يحتفظ باللقب حتى الآن، ورغم عمره الكبير للغاية فإنه ما زال يملك بنية جسمانية متناسقة ويدًا ثابثة، ويتميز بشعره الأبيض الطويل. لكن الغريب أن لديه قدره على الوقوف على قدميه طوال فترة العمل.
صاحبة المحل التي تُدعى جين دينزا، تقول إن كثيرًا من الزبائن يأتون للمحل ولكنهم يخرجون سريعا عندما يعرفون عمره، فيما يبدو أنهم قلقون بشأن قدرته على إنجاز العمل. لكنها أشارت إلى أنه لا ينقطع عن عمله، ولم يمرض من قبل، مستدركة: "لديّ شباب يعانون من مشكلات في الركبة والظهر، لكنه يظل يعمل، ويستطيع أن يقص الشعر أكثر مما يفعل صبي في العشرين. الشباب يجلسون هناك ينظرون في هواتفهم وهو يظل يعمل".
الحلاق نفسه يتحدث عن عمره الطويل ولياقته التي ما زال يحتفظ بها بالقول إنه لم يُدخن طوال حياته، ولا يُفرط في شرب الكحوليات. كما يُحرص على تناول "الإسباجتي" الرقيقة لتجنب الدهون، وهو ما ساعده على الاحتفاظ بصحته ولياقته، وأيضا الاحتفاظ بأسنانه كاملة، وبنظره قويا وطبيعيا إلى درجة أنه لم يجد نفسه محتاجا لارتداء نظارات من قبل. متابعا: "أذهب إلى الطبيب لأن الناس يطلبون مني ذلك فقط، وحتى الطبيب لا يفهم هذا، فأنا لا أعاني من أى شيء".
ويُفسر مانشينيلي سبب استمراره في العمل حتى الآن بأنه يساعد نفسه على الانشغال بعد وفاة زوجته قبل 14 سنة من الآن، والتي توفيت في السبعين من عمرها، مشيرا إلى أنه يزور قبرها بشكل يومي، إذ يعيش بمفرده في منزل قريب من مقر عمله الذي يذهب إليه قائدا سيارته بنفسه، كما يطبخ طعامه بنفسه، ويقضي وقته بالمنزل في مشاهدة التليفزيون وقص الأشجار في منزله.
ابنه بوب مانشيليني، ويبلغ من العمر 81 سنة، يقول عن والده الحلاق المعمّر إنه يتكفل بكل أموره بنفسه، كما لا يسمح لأحد بتصفيف شعره أو مساعدته في هذا الأمر، إذ يتولى قص شعره وتصفيفه بمفرده، متابعا: "ليس هذا فقط، بل يتسوق بنفسه ويغسل ملابسه ويدفع فواتيره دون مساعدة أحد".