قصات الشَعر أشكال وألوان.. وحلاقة القُزّع "واكلة" الجو
الأربعاء، 06 يونيو 2018 08:00 ص
منذ قديم الزمان نال وجه الإنسان اهتمام الشعراء والكُتّاب والمؤرخين،وكانت العناية والتركيز على الوجه دون غيره من أعضاء الجسم الأخرى،على اعتبار أنّ الوجه هو عنوان الإنسان وربما مفتاح شخصيته،كما أنّ الوجه هو مقدمة الرأس ،وبالتالى جرى العُرف على الاهتمام بتسريحة شعر الرأس لتجميل وتحسين صورة الوجه عموماً،ولذلك خلّدت أشعار الشعراء وكتابات الكُتّاب وتأريخ المؤرخين ولوحات الفنانين،قصات الشعر ونوعياتها وأشكالها وألوانها،وحتى طبيعة الشَعر ولونه من حريرى أو مُجعد إلى أسود أو أصفر،كل ذلك اهتم به الإنسان نفسه أولاً،ثم من دوّنوا و تغنوا به بعد ذلك.
قصات الشَعر
فى البداية كان الإنسان يهيم على وجهه، تاركا شاربه ولحيته وشعر رأسه بالشهر والشهرين ،وربما العام دون تهذيب أو حلاقة،وشيئاً فشيئاً بدأ يهتم بهيئته عموما،وخاصة تصفيف وتسريحة شَعره،فهناك من ترك العنان لشَعره حتى تجاوز كتفيه،وهناك من جدّله "جدائل" وهناك من حلق جزء من شعر رأسه وترك الباقى،وغيره الذى ترك أغلب شعره وحلق أو قص جزء منه،وفى العصر الحديث ،شاهد الكثيرون فى الريف والحضر أشخاصاً تركوا شعورهم حتى اقتربت أو جاوزت شعور النساء،ولكن الغريب فى الأمر أنّ هناك قصات شعر قد تحللت من قيود الموضة وتقاليدها،فى بعض الأوقات وفى أماكن معينة،واتجهت إلى الطقوس الدينية.
حلاقة المروحة
ففى صعيد مصر كانت ولا تزال هناك عادة تربية أو إطلاق شعر الرأس وعدم حلقه سوى فى مولد من الموالد الشهيرة، مثل مولد السيد البدوى فى طنطا محافظة الغربية،ومولد سيدنا الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة بالقاهرة،وهذه العادات على الرغم من اقترابها من الاندثار بالعديد من القرى ،إلاّ أنها مازالت موجودة،ومنها مثلاً حلق شعر الرأس كله مع ترك خصلات بحجم كف اليد فى مقدمة الرأس أو الجبهة،وتسمى بحلقة "الباريه"،وهذه الخصلات المتروكة يتم حلقها فى مولد من الموالد،وهناك أيضا حلقة القرون وهى التى من خلالها يظهر الرأس وكأن به قرنين،حيث يتم حلق شعر الرأس وترك خصلتين ،أحداهما فى الرأس من اليمين والأخرى فى الرأس من الشمال،وهناك حلقة المروحة،وهى التى يتم فيها حلق الرأس وترك دائرة فى وسط وأعلى الرأس بدون حلاقة،كما أنّ هناك الحلقة الرباعية، والتى يتم ترك 4 خصلات من الشعر بعد حلق الرأس كله،بحيث تكون الخصلات الأربع موزعة فى الرأس بطريقة شمال جنوب شرق غرب.
القُزّع أو المارينز
ربما لايعرف كثير من شباب اليوم، أنّ هناك قصات شعر و حلاقات،تناولتها الأحاديث النبوية الشريفة بالنهى عنها،بينما أجازت أخرى بمواصفات معينة،حتى اشتهرت فى العلوم الشرعية والفقه قصات وحلاقات مثل ( حلاقة القُزّع ).
فقد قال الشيخ ابن عثيمين أن القزع هو أن يحلق بعض رأسه ، ويترك بعضه الآخر وهو أنواع ، منها النوع الأول وهو أن يحلق غير مرتب ، فيحلق من الجانب الأيمن ، ومن الجانب الأيسر ، ومن الناصية ، ومن القفا أى ( يحلق أجزاء متفرقة من الرأس ويترك باقيه ).
أمّا النوع الثاني فهو أن يحلق وسطه،ويترك جانبيه ،و النوع الثالث أن يحلق جوانبه ويترك وسطه ، والنوع الرابع أن يحلق الناصية فقط ويترك الباقي".
وقد نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن حلاقة القزع ، فقد روى البخاري، ومسلم عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( نَهَى عَنْ الْقَزَعِ ) قيل لنافع : ما القزع؟
قال:( أن يحلق بعض رأس الصبي ويترك بعضه ).
وروى الإمام أحمد عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (رَأَى صَبِيًّا قَدْ حُلِقَ بَعْضُ شَعَرِهِ وَتُرِكَ بَعْضُهُ ، فَنَهَى عَنْ ذَلِكَ ، وَقَالَ : ( احْلِقُوا كُلَّهُ أَوْ اتْرُكُوا كُلَّهُ ).
حلاقة حديثة من تقليعات الشباب