قوى بريطانيا الناعمة تحت قصف «البريكست»: السجن الثقافي ينتظر الإبداع الإنجليزي
الثلاثاء، 09 أكتوبر 2018 12:00 م
سلطت صحيفة «الأوبزرفر» على تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتأثير ذلك على صناعة الموسيقى البريطانية، كاشفة إن هذا القطاع سجل العام الماضي مبيعات قياسية حيث ارتفعت الإيرادات بنسبة 10.6%، كما نما قطاع الإبداع الذي بلغت تكلفته 92 مليار جنيه أي بما يساوى ضعف معدل الاقتصاد الوطني، وأصبح إيد شيران، الذي كان ينام في الشارع، نجم البوب الأكثر مبيعا في العالم.
وصوت البريطانيون- بأغلبية ضئيلة- في عام 2016 في استفتاء عام لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، كما يحق للحكومة البريطانية أن تقرر الموعد الذي تريد أن تحيط به المجلس الأوروبي علما بقرارها الخروج.
وأعلنت رئيسة الحكومة تيريزا ماي نيتها تفعيل المادة 50، بعد أن حاججت بأنها لا تريد الإسراع في عملية الانسحاب قبل أن يتم الاتفاق على الأهداف التي تريد بريطانيا تحقيقها في مفاوضات الخروج.
وذكرت الصحيفة، أنه ومع ذلك، يهيمن الخوف على هذه الصناعة بشأن تأثرها بالخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث يخشى البعض أن يؤدي «البريكست» إلى تحطيم هذا النجاح وإلحاق ضرر لا يمكن إصلاحه بالنفوذ والإنتاج الثقافي البريطاني.
وطالب طالب العاملون في هذا القطاع بإعادة التفكير بشكل طارئ فيما يمكن أن يحدثه البريكست، في رسالة مفتوحة إلى رئيسة الوزراء، تيريزا ماي في وقت سابق من يوم الأحد، التي أشرف على كتابتها بوب جيلدوف ودعمها عشرات من كبار فناني البوب والروك والفنانين الكلاسيكيين.
إيد شيران نجم البوب
ونقلت «الأوبزرفر» تحذير العاملون لرئيسة الوزراء البريطانية، بعدما كتبوا في خطابهم: «نحن على وشك ارتكاب خطأ فادح فيما يتعلق بصناعتنا العملاقة لاسيما مع وجود كم هائل من العبقرية غير المكتشفة التي تعيش في هذه الجزيرة الصغيرة».
وبحسب الصحيفة، توقع الفنانون أن يتم «إسكات» صوت الموسيقى الهائل ومدى وصول الموسيقى البريطانية في «سجن ثقافي مبني ذاتيًا»، ناقلة عن أحد الموقعين على الخطاب المذيع والملحن الحائز على جائزة موسيقى الكورال هوارد غودال، قوله إنه يعتقد أن الوقت قد حان لوضع الجانب الدبلوماسي جانبا.
من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، أن أحد كبار العلماء البريطانيين وصف الحكومة بأنها «فوضوية تماما» لاسيما وإنه سيفقد مكانه كرئيس لمشاريع أوروبية كبرى بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
والبروفيسور بيتر كوفني، يترأس ثلاثة مشاريع للاتحاد الأوروبي بقيمة إجمالية تبلغ حوالي 15 مليون جنيه إسترليني، ويقول إن الأعمال المشابهة لعمله ستتعرض للخطر إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خروج قبل مارس.
وبحسب «الإندبندنت»، فإن أبحاثه التي تهدف إلى إنشاء «نظام التنبؤ» الذي يمكنه التنبؤ بالأمراض، يضم علماء يعملون في جميع أنحاء أوروبا ولكن يرأسهم أشخاص من جامعة كوليدج لندن.
في حين قالت الحكومة إنها ستمول العلماء البريطانيين المشاركين في المشاريع الأوروبية إذا خسروا الأموال بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإنها لم تعد بدعم مشاريع كاملة مع علماء بريطانيين، بحسب الصحيفة.
ويمنح الاتحاد الأوروبي حالياً لمديري المشاريع البريطانيين ملايين اليوروهات لتوزيعها بين شركائهم، ولكنه لن يفعل ذلك إذا خرجت المملكة المتحدة من التكتل الأوروبي.
وقال البروفسور كوفيني: «الشيء المهم غير الواضح هو أنه لا يوجد اتفاق من الحكومة هنا على مواصلة دعم المشاريع التي تقودها المملكة المتحدة. وبالتالي فإن قيادة المشاريع - الكبيرة منها ذات النفوذ - ستكون في حالة من الفوضى».
في غضون ذلك، نقلت مجلة «بوليتيكو» في نسختها الأوروبية، عن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، توقعه أن يصل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إلى اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست» قبل نهاية العام.
وأضاف توسك: «لدي أمل، يقترب من اليقين، أنه في النهاية سنتمكن من التوصل إلى اتفاق خروج وإعلان حول العلاقات المستقبلية التي ستكون أفضل ما يمكن».
ومع توقع عقد قمة خاصة ببريكست يومى 17 و18 أكتوبر الجاري، قال توسك إنه يتوقع أن يمضى الجانبان قدما نحو اتفاق هذا الشهر «ما لم يتم إنجازه بالفعل»، موضحا أنه «إذا ما اقتضت الحاجة، فسأدعو في نوفمبر إلى جلسة للمجلس مخصصة لهذا الموضوع، واعتقد أنه قبل نهاية العام ستكون هناك فرصة للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق».
وأكد رئيس المجلس الأوروبي، أن اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيسعى لضمان «أن تكون الخسائر فى كلا الجانبين محدودة»، معلقا على انتقاده بشأن سعيه لمعاقبة المملكة المتحدة من خلال محادثات بريكست، قائلا: «ربما أكون من أكثر السياسيين المؤيدين للبريطانيين في الاتحاد الأوروبي وسنفعل كل شيء من أجل أن يتم الأمر بطريقة منظمة لتجنب الفوضى».
وقلل رئيس المجلس الأوروبي من احتمالية وفرص بقاء بريطانيا في البريكست، متابعا: «عقب عدة أشهر بعد الاستفتاء في بريطانيا العظمى، اعتقدت أنه من الممكن عكس هذا القرار. وبالطبع ليس هذا دوري، بل هو في أيدي الشعب البريطاني، لكن يبدو أن القرار لا رجعة فيه الآن».