مأزق "بريكست" يخنق بريطانيا.. ماذا قالت "نيويورك تايمز" عن علاقة لندن بالقارة العجوز؟
الأربعاء، 03 أكتوبر 2018 12:00 م
على الرغم من اقتراب الموعد النهائى للبريكست، فإن بريطانيا لم تتوصل إلى اتفاق بشان خروجها من الاتحاد الأوروبى،ما دعا صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية لأن تسلط الضوء على المأزق.
يأتى ذلك فى الوقت الذى لا يزال القادة البريطانيون مشغولون بالصراعات، ويقدمون رؤى متعارضة مع دخول العد التنازلى للبريكست لمرحلته الأخيرة.
معسكر البريكست الصعب يؤيدو النهاج المعاكس، وهو التخلى عن اتحاد الجمارك الأوروبى والسوق الواحد وتحرير بريطانيا لكى تضع قواعدها التجارية الخاصة بها فى حين أن أنصار ما يسمى بالبريكست الناعم سيجعلون لندن مرتبطة بشكل وثيق بالقواعد والمعايير التجارية الأوروبية من أجل الحد من تأثر التجارة.
وقالت "نيويورك تايمز" إنه عندما تظهر تريزا ماى، رئيسة وزراء بريطانيا، على المنصة فى الاجتماع السنوى لحزب الحافظين هذا الأسبوع سيتطلب الأمر كل عزيمتها للفت الانتباه لدقات ساعة غير مرئية. 180 يوم فقط تفصل بريطانيا عن موعد خروجها، الخارج عن نطاق السيطرة، من الاتحاد الأوروبى.
تابعت الصحيفة فى تقرير على موقعها الإلكترونى:" وبعد عامين من المفاوضات، وصلت بريطانيا إلى لحظة العواقب للعملية المعروفة باسم البريكست. فالطبقة العازلة من الوقت التى حمت البلاد من انفصال فاشل محتمل عن الكتلة الأوروبية تزداد ضعفا، وقريبا ستختفى مع اقتراب التهديد بقيود تجارية كبرى جديدة".
وقد تجلت تداعيات هذا الأمر على حياة البريطانيين العاديين فى تقارير الصحف وفى بعض الأحيان تسريبات لتقارير حكومية سرية، ومن بين هذه التداعيات أنه فى ظل وجود رابط واحد للطاقة يربط إيرلندا الشمالية بباقى بريطانيا، فإن عدم التوصل لاتفاق بشأن البريكست يمكن أن يؤدى إلى ارتفاع كبير فى الأسعار وانقطاع متكرر فى الكهرباء، ويمكن أن ينهار نظام الطاقة مما يجبر الجيش على إعادة نشر المولدات من أفغانستان وحتى البحر الإيرلندى.
الحكومة عينت وزيرا لضمان إمدادات الغذاء، وتخطط شركات الأدوية للاحتفاظ بمخزون من الأدوية المنقذة للحياة مثل الأنسولين يكفى لستة أسابيع، وتبحث نقل شحنات من لأدوية إلى البلاد لحين استئناف الواردات. هذا إذا كان الطائرات لا تزال قادرة على الهبوط فى بريطانيا، وهو أمر تدور حوله الشكوك بعد اعتراف الحكومة بأن الطائرات يمكن من الناحية النظرية أن تتوقف فى حالة الخروج المفاجئ.
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن بريطانيا، من نواحى كثيرة، فى نفس الوضع الذى كانت عليه فى صباح اليوم التالى لإجراء الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبى، ليس لديها خطة واضحة.
تضيف نيويورك تايمز، هناك هدوء غريب كما لو أن بريطانيا تنظر لتعرف متى ستهب العاصفة. وعلى تويتر ، قارن الروائى روبرت هاريس الأجواء الراهنة بالفترة التى سبقت دخول بريطانيا الحرب العالمية الأولى عندما كانت السلطات يائسة وهى تنجر إلى الحرب بسبب زخم الأحداث.
اقترح بوريس جونسون، وزير الخارجية البريطانية السابق والمؤيد الأساسى للخروج الصعب، وفى يوم الجمعة الماضى، البدء فى نهج تفاوضى أكثر صرامة، ملمحا إلى أنه قد يحاول الإطاحة بتريزا ماى فى الأسابيع المقبلة.
أما جيريمى كوربين، زعيم حزب العمال المعارض، فقد حشد أنصاره فى ليفربول الأسبوع الماضى، ووعد بأن البرلمان سيرفض أى اتفاق تعقده ماى.